الرسم العثمانيفَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِىٓ إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌۢ بِالْعِبَادِ
الـرسـم الإمـلائـيفَسَتَذۡكُرُوۡنَ مَاۤ اَقُوۡلُ لَـكُمۡؕ وَاُفَوِّضُ اَمۡرِىۡۤ اِلَى اللّٰهِؕ اِنَّ اللّٰهَ بَصِيۡرٌۢ بِالۡعِبَادِ
تفسير ميسر:
فلما نصحهم ولم يطيعوه قال لهم; فستذكرون أني نصحت لكم وذكَّرتكم، وسوف تندمون حيث لا ينفع الندم، وألجأ إلى الله، وأعتصم به، وأتوكل عليه. إن الله سبحانه وتعالى بصير بأحوال العباد، وما يستحقونه من جزاء، لا يخفى عليه شيء منها.
"فستذكرون ما أقول لكم "أي سوف تعلمون صدق ما أمرتكم به ونهيتكم عنه ونصحتكم ووضحت لكم وتتذكرونه وتندمون حيث لا ينفعكم الندم "وأفوض أمري إلى الله" أى وأتوكل على الله وأستعينه وأقاطعكم وأباعدكم "إن الله بصير بالعباد" أى هو بصير بهم تعالى وتقدس فيهدي من يستحق الهداية ويضل من يستحق الإضلال وله الحجة البالغة والحكمة التامة والقدر النافذ.
قوله تعالى ; فستذكرون ما أقول لكم تهديد ووعيد . و " ما " يجوز أن تكون بمعنى الذي أي ; الذي أقوله لكم . ويجوز أن تكون مصدرية أي ; فستذكرون قولي لكم إذا حل بكم العذاب . وأفوض أمري إلى الله أي أتوكل عليه وأسلم أمري إليه . وقيل ; هذا يدل على أنهم أرادوا قتله . وقال مقاتل ; هرب هذا المؤمن إلى الجبل فلم يقدروا عليه . وقد قيل ; القائل موسى . والأظهر أنه مؤمن آل فرعون ، وهو قول ابن عباس .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل المؤمن من آل فرعون لفرعون وقومه; فستذكرون أيها القوم إذا عاينتم عقاب الله قد حل بكم, ولقيتم ما لقيتموه صدق ما أقول, وحقيقة ما أخبركم به من أن المسرفين هم أصحاب النار.كما حدثني يونس, قال; أخبرنا ابن وهب, قال; قال ابن زيد, في قوله; ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ) , فقلت له; أو ذلك في الأخرة؟ قال; نعم.وقوله; ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) يقول; وأسلم أمري إلى الله, وأجعله إليه وأتوكل عليه, فإنه الكافي من توكل عليه.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا محمد, قال; ثنا أحمد, قال; ثنا أسباط, عن السديّ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) قال; أجعل أمري إلى الله.وقوله; ( إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) يقول; إن الله عالم بأمور عباده, ومن المطيع منهم, والعاصي له, والمستحق جميل الثواب, والمستوجب سيئ العقاب.
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ } من هذه النصيحة، وسترون مغبة عدم قبولها حين يحل بكم العقاب، وتحرمون جزيل الثواب.{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ } أي: ألجأ إليه وأعتصم، وألقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي ودفع الضرر الذي يصيبني منكم أو من غيركم. { إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } يعلم أحوالهم وما يستحقون، يعلم حالي وضعفي فيمنعني منكم ويكفيني شركم، ويعلم أحوالكم فلا تتصرفون إلا بإرادته ومشيئته، فإن سلطكم علي،َّ فبحكمة منه تعالى، وعن إرادته ومشيئته صدر ذلك.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - غافر٤٠ :٤٤
Gafir40:44