الرسم العثمانيلِّلَّهِ مُلْكُ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنٰثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ
الـرسـم الإمـلائـيلِّـلَّـهِ مُلۡكُ السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ ؕ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ ؕ يَهَبُ لِمَنۡ يَّشَآءُ اِنَاثًا وَّيَهَبُ لِمَنۡ يَّشَآءُ الذُّكُوۡرَ
تفسير ميسر:
لله سبحانه وتعالى ملك السموات والأرض وما فيهما، يخلق ما يشاء من الخلق، يهب لمن يشاء من عباده إناثًا لا ذكور معهن، ويهب لمن يشاء الذكور لا إناث معهم، ويعطي سبحانه وتعالى لمن يشاء من الناس الذكر والأنثى، ويجعل مَن يشاء عقيمًا لا يولد له، إنه عليم بما يَخْلُق، قدير على خَلْق ما يشاء، لا يعجزه شيء أراد خلقه.
يخبر تعالى أنه خالق السماوات والأرض ومالكهما والمتصرف فيهما وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وأنه يعطي من يشاء ويمنع من يشاء ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع وأنه يخلق ما يشاء "يهب لمن يشاء إناثا" أي يرزقه البنات فقط قال البغوي ومنهم لوط عليه الصلاة والسلام "ويهب لمن يشاء الذكور" أي يرزقه البنين فقط قال البغوي كإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لم يولد له أنثى.
قوله تعالى ; لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكورقوله تعالى ; لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء . فيه أربع مسائل ; الأولى ; قوله تعالى ; لله ملك السماوات والأرض ابتداء وخبر . يخلق ما يشاء من الخلق . يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور قال أبو عبيدة وأبو مالك ومجاهد والحسن والضحاك ; يهب لمن يشاء إناثا لا ذكور معهن ، ويهب لمن يشاء ذكورا لا إناث [ ص; 46 ] معهم ، وأدخل الألف واللام على الذكور دون الإناث لأنهم أشرف فميزهم بسمة التعريف . وقال واثلة بن الأسقع ; إن من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر ، وذلك أن الله تعالى قال ; يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور فبدأ بالإناث .
القول في تأويل قوله تعالى ; لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49)يقول تعالى ذكره; لله سلطان السموات السبع والأرضين, يفعل في سلطانه ما يشاء, ويخلق ما يحبّ خلقَه, يهب لمن يشاء من خلقه من الولد الإناث دون الذكور, بأن يجعل كل ما حملت زوجته من حمل منه أنثى (وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ) يقول; ويهب لمن يشاء منهم الذكور, بأن يجعل كل حمل حملته امرأته ذكرا لا أنثى فيهم.
هذه الآية فيها الإخبار عن سعة ملكه تعالى، ونفوذ تصرفه في الملك في الخلق لما يشاء، والتدبير لجميع الأمور، حتى إن تدبيره تعالى، من عمومه، أنه يتناول المخلوقة عن الأسباب التي يباشرها العباد، فإن النكاح من الأسباب لولادة الأولاد، فاللّه تعالى هو الذي يعطيهم من الأولاد ما يشاء.
(لله) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(ملك) ،
(ما) موصول في محلّ نصب مفعول به
(لمن) متعلّق بـ (يهب) في الموضعين..
جملة: «لله ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يهب ... » لا محلّ لها بدلّ من جملة يخلق.
وجملة: «يشاء
(الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .وجملة: «يهبـ (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهبـ (الأولى) .
وجملة: «يشاء
(الثالثة) » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) الثاني.
50-
(أو) حرف عطف
(ذكرانا) مفعول به ثان بتضمين الفعل معنى يجعلهم ،
(عقيما) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «يزوّجهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يهب..
وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يزوّجهم.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-
- القرآن الكريم - الشورى٤٢ :٤٩
Asy-Syura42:49