الرسم العثمانيوَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦٓ إِنَّنِى بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِذۡ قَالَ اِبۡرٰهِيۡمُ لِاَبِيۡهِ وَقَوۡمِهٖۤ اِنَّنِىۡ بَرَآءٌ مِّمَّا تَعۡبُدُوۡنَۙ
تفسير ميسر:
واذكر -أيها الرسول- إذ قال إبراهيم لأبيه وقومه الذين كانوا يعبدون ما يعبده قومك; إنني براء مما تعبدون من دون الله.
يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله وخليله إمام الحنفاء ووالد من بعث بعده من الأنبياء الذي تنتسب إليه قريش في نسبها ومذهبها أنه تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان.
قوله تعالى ; وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدونقوله تعالى ; ( وإذ قال ) أي ; ذكرهم إذ قال . إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون البراء يستعمل للواحد فما فوقه فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ; لأنه مصدر وضع موضع النعت ، لا يقال ; البراءان والبراءون ، لأن المعنى ذو البراء وذوو البراء . قال الجوهري ; وتبرأت من كذا ، وأنا منه براء ، وخلاء منه لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر في الأصل ، مثل ; سمع سماعا . فإذا قلت ; أنا بريء منه وخلي ثنيت وجمعت وأنثت ، وقلت في الجمع ; نحن منه برآء مثل فقيه وفقهاء ، وبراء أيضا مثل كريم وكرام ، وأبراء مثل شريف وأشراف ، وأبرياء مثل نصيب وأنصباء ، وبريئون . وامرأة بريئة بريئتان وهن بريئات وبرايا . ورجل بريء وبراء مثل عجيب وعجاب . والبراء ( بالفتح ) أول ليلة من الشهر ، سميت بذلك لتبرؤ القمر من الشمس .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)يقول تعالى ذكره; ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ ) الذين كانوا يعبدون ما يعبده مشركو قومك يا محمد ( إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ) من دون الله, فكذّبوه, فانتقمنا منهم كما انتقمنا ممن قبلهم من الأمم المكذّبة رسلها. وقيل; ( إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ) فوضع البراء وهو مصدر موضع النعت, والعرب لا تثني البراء ولا تجمع ولا تؤنث, فتقول; نحن البراء والخلاء; لِما ذكرت أنه مصدر, وإذا قالوا; هو بريء منك ثنوا وجمعوا وأنَّثوا, فقالوا; هما بريئان منك, وهم بريئون منك. وذُكر أنها في قراءة عبد الله; " إنَّنِي بَرِيءٌ" بالياء, وقد يجمع برئ; براء وأبراء.
يخبر تعالى عن ملة إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي ينتسب إليه أهل الكتاب والمشركون، وكلهم يزعم أنه على طريقته، فأخبر عن دينه الذي ورثه في ذريته فقال: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ } الذين اتخذوا من دون اللّه آلهة يعبدونهم ويتقربون إليهم:{ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ } أي: مبغض له، مجتنب معاد لأهله،
(الواو) استئنافيّة
(إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر
(لأبيه) متعلّق بـ (قال) ،
(ممّا) متعلّق بـ (براء) ،
(ما) موصول والعائد محذوف.
جملة: «قال إبراهيم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّني براء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
27-
(إلّا) للاستثناء
(الذي) موصول في محلّ نصب على الاستثناء ،
(الفاء) تعليليّة
(السين) حرف استقبال.
وجملة: «فطرني ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) .
وجملة: «إنّه سيهدين» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «سيهدين» في محلّ رفع خبر إنّ .
28-
(الواو) استئنافيّة، وضمير الغائب في(جعلها) يعود إلى كلمة التوحيد المفهومة من قول إبراهيم السابق
(كلمة) مفعول به ثان منصوبـ (في عقبه) متعلّق بـ (باقية) ، وضمير الغائب في(يرجعون) قد يعود إلى أهل مكة لا إلى عقب إبراهيم.وجملة: «جعلها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لعلّهم يرجعون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يرجعون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
- القرآن الكريم - الزخرف٤٣ :٢٦
Az-Zukhruf43:26