الرسم العثمانيإِذْ قَالَ اللَّهُ يٰعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلٰى وٰلِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتٰبَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرٰىةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْـَٔةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًۢا بِإِذْنِى ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِى ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتٰى بِإِذْنِى ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِىٓ إِسْرٰٓءِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنٰتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هٰذَآ إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ
الـرسـم الإمـلائـياِذۡ قَالَ اللّٰهُ يٰعِيۡسَى ابۡنَ مَرۡيَمَ اذۡكُرۡ نِعۡمَتِىۡ عَلَيۡكَ وَعَلٰى وَالِدَتِكَ ۘ اِذۡ اَيَّدْتُكَ بِرُوۡحِ الۡقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِىۡ الۡمَهۡدِ وَكَهۡلًا ۚوَاِذۡ عَلَّمۡتُكَ الۡـكِتٰبَ وَالۡحِكۡمَةَ وَالتَّوۡرٰٮةَ وَالۡاِنۡجِيۡلَ ۚ وَاِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ الطِّيۡنِ كَهَيْئَةِ الطَّيۡرِ بِاِذۡنِىۡ فَتَـنۡفُخُ فِيۡهَا فَتَكُوۡنُ طَيۡرًۢا بِاِذۡنِىۡ وَ تُبۡرِئُ الۡاَكۡمَهَ وَالۡاَبۡرَصَ بِاِذۡنِىۡ ۚ وَاِذۡ تُخۡرِجُ الۡمَوۡتٰى بِاِذۡنِىۡ ۚ وَاِذۡ كَفَفۡتُ بَنِىۡۤ اِسۡرَآءِيۡلَ عَنۡكَ اِذۡ جِئۡتَهُمۡ بِالۡبَيِّنٰتِ فَقَالَ الَّذِيۡنَ كَفَرُوۡا مِنۡهُمۡ اِنۡ هٰذَاۤ اِلَّا سِحۡرٌ مُّبِيۡنٌ
تفسير ميسر:
إذ قال الله يوم القيامة; يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك إذ خلقتك من غير أب، وعلى والدتك حيث اصطفيتها على نساء العالمين، وبرأتها مما نُسِب إليها، ومن هذه النعم على عيسى أنه قوَّاه وأعانه بجبريل عليه السلام، يكلم الناس وهو رضيع، ويدعوهم إلى الله وهو كبير بما أوحاه الله إليه من التوحيد، ومنها أن الله تعالى علَّمه الكتابة والخط بدون معلم، ووهبه قوة الفهم والإدراك، وعَلَّمه التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل عليه هداية للناس، ومن هذه النعم أنه يصوِّر من الطين كهيئة الطير فينفخ في تلك الهيئة، فتكون طيرًا بإذن الله، ومنها أنه يشفي الذي وُلِد أعمى فيبصر، ويشفي الأبرص، فيعود جلده سليمًا بإذن الله، ومنها أنه يدعو الله أن يحييَ الموتى فيقومون من قبورهم أحياء، وذلك كله بإرادة الله تعالى وإذنه، وهي معجزات باهرة تؤيد نبوة عيسى عليه السلام، ثم يذكِّره الله جل وعلا نعمته عليه إذ منع بني إسرائيل حين همُّوا بقتله، وقد جاءهم بالمعجزات الواضحة الدالة على نبوته، فقال الذين كفروا منهم; إنَّ ما جاء به عيسى من البينات سحر ظاهر.
يذكر تعالى ما امتن به على عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام مما أجراه على يديه من المعجزات الباهرات وخوارق العادات فقال اذكر نعمتي عليك أي في خلقي إياك من أم بلا ذكر وجعلي إياك آية ودلالة قاطعة على كمال قدرتي على الأشياء وعلى والدتك حيث جعلتك لها برهانا على براءتها مما نسبه الظالمون والجاهلون إليها من الفاحشة إذ أيدتك بروح القدس وهو جبريل عليه السلام وجعلتك نبيا داعيا إلى الله في صغرك وكبرك فأنطقتك في المهد صغيرا فشهدت ببراءة أمك من كل عيب واعترفت لي بالعبودية وأخبرت عن رسالتي إياك ودعوت إلى عبادتي ولهذا قال" تكلم الناس في المهد وكهلا" أي تدعو إلى الله الناس في صغرك وكبرك وضمن تكلم تدعو لأن كلامه الناس في كهولته ليس بأمر عجيب وقوله" وإذ علمتك الكتاب والحكمة " أي الخط والفهم والتوراة وهي المنزلة على موسى بن عمران الكليم وقد يرد لفظ التوراة في الحديث ويراد به ما هو أعم من ذلك وقوله" وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني" أي تصوره وتشكله على هيئة الطائر بإذني لك في ذلك فتنفخ فيها" فتكون طيرا بإذني" أي فتنفخ في تلك الصورة التي شكلتها بإذني لك في ذلك فتكون طيرا ذا روح تطير بإذن الله وخلقه. وقوله تعالى" وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني" قد تقدم الكلام عليه في سورة آل عمران بما أغنى عن إعادته. وقوله" وإذ تخرج الموتي بإذني" أي تدعوهم فيقومون من قبورهم بإذن الله وقدرته وإرادته ومشيئته وقد قال ابن أبي حاتم; حدثنا أبي حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا محمد بن طلحة يعني ابن مصرف عن أبي بشر عن أبي الهذيل قال; كان عيسى ابن مريم عليه السلام إذا أراد أن يحيي الموتي صلى ركعتين يقرأ في الأولى تبارك الذي بيده الملك وفي الثانية ألم تنزيل السجدة فإذا فرغ منهما مدح الله وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء; يا قديم يا خفي يا دائم يا فرد يا وتر يا أحد يا صمد وكان إذا أصابته شدة دعا بسبعة أخر; يا حي يا قيوم يا الله يا رحمن يا ذا الجلال والإكرام يا نور السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم يا رب وهذا أثر عظيم جدا. وقوله تعالى" وإذا كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين" أي واذكر نعمتي عليك في كفي إياهم عنك حين جئتهم بالبراهين والحجج القاطعة على نبوتك ورسالتك من الله إليهم فكذبوك واتهموك بأنك ساحر وسعوا في قتلك وصلبك فنجيتك منهم ورفعتك إلي وطهرتك من دنسهم وكفيتك شرهم وهذا يدل على أن هذا الامتنان كان من الله إليه بعد رفعه إلى السماء الدنيا أو يكون هذا الامتنان واقعا يوم القيامة وعبر عنه بصيغة الماضي دلالة على وقوعه لا محالة وهذا من أسرار الغيوب التي أطلع الله عليها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى ; إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبينقوله تعالى ; إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك هذا من صفة يوم [ ص; 279 ] القيامة كأنه قال ; اذكر يوم يجمع الله الرسل وإذ يقول الله لعيسى كذا ; قاله المهدوي . و ( عيسى ) يجوز أن يكون في موضع رفع على أن يكون ابن مريم نداء ثانيا ، ويجوز أن يكون في موضع نصب ; لأنه نداء منصوب كما قال ;يا حكم بن المنذر بن الجارودولا يجوز الرفع في الثاني إذا كان مضافا إلا عند الطوال .قوله تعالى ; اذكر نعمتي عليك إنما ذكر الله تعالى عيسى نعمته عليه وعلى والدته وإن كان لهما ذاكرا لأمرين ; أحدهما ; ليتلو على الأمم ما خصهما به من الكرامة ، وميزهما به من علو المنزلة . الثاني ; ليؤكد به حجته ، ويرد به جاحده . ثم أخذ في تعديد نعمه فقال ; إذ أيدتك يعني قويتك ; مأخوذ من الأيد وهو القوة ، وقد تقدم . وفي روح القدس وجهان ; أحدهما ; أنها الروح الطاهرة التي خصه الله بها كما تقدم في قوله وروح منه . الثاني ; أنه جبريل عليه السلام وهو الأصح ، كما تقدم في " البقرة " . تكلم الناس يعني وتكلم الناس في المهد صبيا ، وفي الكهولة نبيا ، وقد تقدم ما في هذا في ( آل عمران ) فلا معنى لإعادته . كففت معناه دفعت وصرفت بني إسرائيل عنك حين هموا بقتلك إذ جئتهم بالبينات أي الدلالات والمعجزات ، وهي المذكورة في الآية . فقال الذين كفروا يعني الذين لم يؤمنوا بك وجحدوا نبوتك . إن هذا أي المعجزات إلا سحر مبين وقرأ حمزة والكسائي " ساحر " أي ; إن هذا الرجل إلا ساحر قوي على السحر .
القول في تأويل قوله ; إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِقال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لعباده; احذروا يومَ يجمع الله الرسلَ فيقول لهم; ماذا أجابتكم أممكم في الدنيا =" إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس ".* * *ف " إذْ" من صلة أُجِبْتُمْ , كأنّ معناها; ماذا أجابت عيسى الأمم التي أرسل إليها عيسى.* * *فإن قال قائل; وكيف سئلت الرسل عن إجابة الأمم إيَّاها في عهد عيسى, ولم يكن في عهد عيسى من الرُّسل إلا أقلُّ ذلك؟ (6)قيل; جائزٌ أن يكون الله تعالى ذكره عنى بقوله; فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ، الرسلَ الذين كانوا أرسلوا في عهد عيسى، فخرَج الخبر مخرج الجميع, والمراد منهم من كان في عهد عيسى, كما قال تعالى ذكره; الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ [سورة آل عمران ; 173] ، والمراد واحدٌ من الناس, وإن كان مخرج الكلام على جميع الناس. (7)قال أبو جعفر; ومعنى الكلام; " إذ قال الله " ، حين قال =" يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس " ، يقول; يا عيسى اذكر أياديّ عندك وعند والدتك, (8) إذ قوّيتك برُوح القُدس و أعنتُك به. (9)* * *وقد اختلف أهل العربية في" أيدتك "، ما هو من الفعل.فقال بعضهم; هو " فعّلتك ", [" من الأيد "]، كما قولك; " قوّيتك "" فعّلت " من " القوّة ". (10)* * *وقال آخرون; بل هو " فاعلتك " من " الأيد ".وروي عن مجاهد أنه قرأ; (إذْ آيَدْتُك)، بمعنى " أفعلتك "، من القوّة والأيد. (11) .* * *وقوله; " بروح القدس " ، يعني; بجبريل. يقول; إذ أعنتك بجبريل.* * *وقد بينت معنى ذلك، وما معنى " القدس "، فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (12)* * *القول في تأويل قوله ; تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (110)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن قِيله، لعيسى; اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، في حال تكليمك الناسَ في المهدِ وكهلا.* * *وإنما هذا خبر من الله تعالى ذكره; أنه أيده بروح القدس صغيرًا في المهد، &; 11-215 &; وكهلا كبيرًا = فردّ" الكهل " على قوله " في المهد "، لأن معنى ذلك; صغيرًا, كما قال الله تعالى ذكره; دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ، [سورة يونس; 12] .* * *وقوله; " وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " ، يقول; واذكر أيضًا نعمتي عليك " إذ علمتك الكتاب "، وهو الخطّ =" والحكمة "، وهي الفهم بمعاني الكتاب الذي أنـزلته إليك، وهو الإنجيل =" وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير "، يقول; كصورة الطير...... (13) =" بإذني" ، يعني بقوله " تخلق " تعمل وتصلح -" من الطين كهيئة الطير بإذني"، يقول; بعوني على ذلك، وعلمٍ منّي به =" فتنفخ فيها " ، يقول; فتنفخ في الهيئة, قتكون الهيئة والصورة طيرًا بإذني =" وتبرئ الأكمه " ، يقول; وتشفي" الأكمهَ"، وهو الأعمى الذي لا يبصر شيئًا، المطموس البصر=" والأبرص بإذني".* * *وقد بينت معاني هذه الحروف فيما مضى من كتابنا هذا مفسرًا بشواهده، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (14)* * *وقوله " وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات " ، يقول; واذكر أيضًا نعمتي عليك بكفِّي عنك بني إسرائيل إذ كففتهم عنك، (15) وقد هموا بقتلك =" إذ جئتهم بالبينات " ، يقول; إذ جئتهم بالأدِلة والأعلام المعجزة على نبوّتك، (16) وحقيقة ما أرسلتك به إليهم. (17) =" فقال الذين كفروا منهم "، يقول تعالى ذكره; فقال الذين جحدُوا نبوَّتك وكذبوك من بني إسرائيل=" إن هذا إلا سحر مبين ".* * *واختلفت القرأة في قراءة ذلك.فقرأته قرأة أهل المدينة وبعض أهل البصرة; إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ يعني; يبين عمَّا أتى به لمن رأه ونظر إليه، أنه سحر لا حقيقةَ له.* * *وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفة; ( إن هذا إلا ساحر مبين ) ، بمعنى; " ما هذا ", يعني به عيسى," إلا ساحر مبين ", يقول; يبين بأفعاله وما يأتي به من هذه الأمور العجيبة عن نفسه، أنه ساحرٌ لا نبيٌّ صادق. (18)* * *قال أبو جعفر; والصواب من القول في ذلك أنَّهما قراءتان معروفتان صحيحتَا المعنى، متفقتان غير مختلفتين. وذلك أن كل من كان موصوفًا بفعل " السحر "، فهو موصوف بأنه " ساحر ". ومن كان موصوفًا بأنه " ساحر "، فأنه موصوف بفعل " السحر ". فالفعل دالٌ على فاعله، والصفة تدلُّ على موصوفها, والموصوف يدل على صفته، والفاعلُ يدلُّ على فعله. فبأي ذلك قرأ القارئ فمصيبٌ الصوابَ في قراءته.--------------الهوامش ;(6) في المطبوعة; "إلا أقل من ذلك" ، زاد"من" ، فأفسد الكلام ، والصواب ما في المخطوطة.(7) انظر ما سلف; 405 413.(8) انظر تفسير"النعمة" فيما سلف من فهارس اللغة (نعم).(9) انظر تفسير"أيد" فيما سلف 2; 319/5; 379/6; 242.(10) الزيادة بين القوسين ، لا بد منها. وفي المطبوعة; "كما في قوله" بزيادة"في" ، والصواب ما في المخطوطة بحذفها.(11) انظر معاني القرآن للفراء 1; 325. وهذا الذي ذكره هنا في"أيدتك" تفصيل أغفله في بيانه السالف في; 2; 319 ، وهذا من ضروب اختصاره في التفسير ، وهو دال أيضًا على طريقته في تأليف هذا التفسير.(12) انظر تفسير"روح القدس" فيما سلف 2; 320 ، 321/5; 379.(13) مكان هذا النقط بياض في المخطوطة ، وفي هامشها حرف (ط) ، دلالة على موضع خطأ. فأثبتها كذلك. وإن كنت أرجح أن سياق أبي جعفر يقتضي أن تكون عبارته هكذا;{وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير ، يعني بقوله; "تخلق" ، تعمل وتصلح"من الطين كهيئة الطير" ، يقول; كصورة الطير; "بإذني" ، يقول; بعوني على ذلك . . . ومع ذلك ، فقد تركت ما في المخطوطة على ما هو عليه.(14) انظر تفسير"المهد" فيما سلف 6; 417 = وتفسير"الكهل" 6; 417 ، 418 = وتفسير"الكتاب" ، و"الحكمة" فيما سلف من فهارس اللغة (كتب) و (حكم) = وأما تفسير"خلق" و"هيأة" بهذا المعنى ، فلم يذكره فيما سلف ، وإن كان ذلك مضى في 6; 424 وتفسير"أبرأ" 6; 428 = وتفسير"الأكمه" 6; 428 - 430 = وأما "الأبرص" فلم يفسره = وتفسير"الإذن" فيما سلف 10; 145 ، تعليق; 3 ، والمراجع هناك.(15) انظر تفسير"الكف" فيما سلف 8; 548 ، 579/ 9; 29/10; 101(16) انظر تفسير"البينات" فيما سلف من فهارس اللغة (بين).(17) في المطبوعة; "وحقية ما أرسلتك" ، غيرها كما فعل مرارًا كثيرة فيما سلف ، والصواب ما في المخطوطة ، وانظر ما سلف 10; 242 ، تعليق; 1 ، والمراجع هناك.(18) انظر تفسير"مبين" فيما سلف من فهارس اللغة (بين).
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ } أي: اذكرها بقلبك ولسانك، وقم بواجبها شكرا لربك، حيث أنعم عليك نعما ما أنعم بها على غيرك. { إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ } أي: إذ قويتك بالروح والوحي، الذي طهرك وزكاك، وصار لك قوة على القيام بأمر الله والدعوة إلى سبيله. وقيل: إن المراد \"بروح القدس\" جبريل عليه السلام، وأن الله أعانه به وبملازمته له، وتثبيته في المواطن المشقة. { تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا } المراد بالتكليم هنا، غير التكليم المعهود الذي هو مجرد الكلام، وإنما المراد بذلك التكليم الذي ينتفع به المتكلم والمخاطب، وهو الدعوة إلى الله. ولعيسى عليه السلام من ذلك، ما لإخوانه من أولي العزم من المرسلين، من التكليم في حال الكهولة، بالرسالة والدعوة إلى الخير، والنهي عن الشر، وامتاز عنهم بأنه كلم الناس في المهد، فقال: { إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } الآية. { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } فالكتاب يشمل الكتب السابقة، وخصوصا التوراة، فإنه من أعلم أنبياء بني إسرائيل -بعد موسى- بها. ويشمل الإنجيل الذي أنزله الله عليه. والحكمة هي: معرفة أسرار الشرع وفوائده وحكمه، وحسن الدعوة والتعليم، ومراعاة ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي. { وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ } أي: طيرا مصورا لا روح فيه. فتنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وتبرئ الأكمه الذي لا بصر له ولا عين. { وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي } فهذه آيات بيِّنَات، ومعجزات باهرات، يعجز عنها الأطباء وغيرهم، أيد الله بها عيسى وقوى بها دعوته. { وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ } لما جاءهم الحق مؤيدا بالبينات الموجبة للإيمان به. { إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ } وهموا بعيسى أن يقتلوه، وسعوا في ذلك، فكفَّ الله أيديهم عنه، وحفظه منهم وعصمه. فهذه مِنَنٌ امتَنَّ الله بها على عبده ورسوله عيسى ابن مريم، ودعاه إلى شكرها والقيام بها، فقام بها عليه السلام أتم القيام، وصبر كما صبر إخوانه من أولي العزم.
(إذ) اسم ظرفي مبني على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ،
(قال) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(يا) أداة نداء
(عيسى) منادى مفرد علم مبني على الضم في محلّ نصبـ (ابن) نعت لعيسى تبعه في المحل لأنه مضاف منصوبـ (مريم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة
(اذكر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(نعمة) مفعول به منصوب و (الياء) ضمير مضاف إليه
(على) حرف جر و (الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من نعمتي ،
(الواو) عاطفة
(على والدة) جار ومجرور متعلق بما تعلّقبه عليك، و (الكاف) ضمير مضاف إليه
(إذ) ظرف لما مضى من الزمن مبني في محلّ نصب متعلق بنعمتي ،
(أيّدت) فعل ماض مبني على السكون ...
(والتاء) فاعل و (الكاف) ضمير مفعول به
(بروح) جار ومجرورّ متعلق بـ (أيّدت) ،
(القدس) مضاف إليه مجرور
(تكلّم) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(النّاس) مفعول به منصوبـ (في المهد) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل تكّلم أي صغيرا
(الواو) عاطفة
(كهلا) معطوف على الحال السالفة في الجار والمجرور
(الواو) عاطفة
(إذ علّمتك) مثل إذ أيّدتك
(الكتاب) مفعول به ثان منصوبـ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة
(الحكمة، التوراة، الإنجيل) أسماء معطوفة على الكتاب منصوبة مثله
(إذ) مثل إذ أيدتك ومعطوف عليه
(تخلق) مضارع مرفوع والفاعل أنت
(من الطين) جار ومجرور متعلق بـ (تخلق) ،
(الكاف) اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول به
(هيئة) مضاف إليه مجرور
(الطير) مضاف إليه مجرور
(بإذن) جار ومجرور متعلق بـ (تخلق) ، و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الفاء) عاطفة
(تنفخ) مثل تخلق
(في) حرف جر و (ها) ضمير في محل جر متعلق بـ (تنفخ) ،
(الفاء) عاطفة
(تكون) مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره هي يعود على الكاف صفة الهيئة المقدّرة
(طيرا) خبر تكون منصوبـ (بإذني) مثل الأول متعلق بنعت لـ (طيرا) ،
(الواو) عاطفة
(تبرئ) مثل تخلق
(الأكمه) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(الأبرص) معطوف على الأكمه منصوبـ (بإذني) مثل الأول متعلق بحال من فاعل تبرئ
(الواو) عاطفة
(إذ تخرج الموتى بإذني) مثل المتقدمة ومعطوفة عليها
(الواو) عاطفة
(إذ كففت) مثل إذ أيّدت
(بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم
(إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الفتحة
(عنك) مثل عليك متعلق بـ (كففت) ،
(إذ) ظرف متعلق بـ (كففت) ،
(جئت فعل ماض وفاعله و (هم) ضمير مفعول به
(بالبينات) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل جئت.
(الفاء) استئنافية
(قال) مثل الأولـ (الذين) اسم موصول في محلّ رفع فاعلـ (كفروا) فعل ماض وفاعله
(من) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من فاعل كفروا
(إن) حرف نفي(ها) حرف تنبيه
(ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ
(إلّا) أداة حصر
(سحر) خبر مرفوع
(مبين) نعت مرفوع.
جملة «قال الله» في محلّ جر بإضافة
(إذ) إليها.
وجملة «النداء وما في حيّزها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «اذكر نعمتي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة «أيّدتك....» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «تكلم الناس» في محلّ نصب حال من الكاف في أيدتك .
وجملة «علمتك ... » في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «تخلق ... » في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «تنفخ ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تخلق.
وجملة «تكون....» في محلّ جر معطوفة على جملة تنفخ.وجملة «تبرئ ... » في محلّ جر معطوفة على جملة تخلق.
وجملة «تخرج....» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «كففت ... » في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «جئتهم» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «قال الذين....» لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «إن هذا إلا سحر» في محلّ نصب مقول القول.
ا
- القرآن الكريم - المائدة٥ :١١٠
Al-Ma'idah5:110