الرسم العثمانيمَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوٰى
الـرسـم الإمـلائـيمَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوٰىۚ
تفسير ميسر:
أقسم الله تعالى بالنجوم إذا غابت، ما حاد محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الهداية والحق، وما خرج عن الرشاد، بل هو في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد، وليس نطقه صادرًا عن هوى نفسه. ما القرآن وما السنة إلا وحي من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا هو المقسم عليه وهو الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق ليس بضال; وهو الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم والغاوي هو العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره فنزه الله رسوله وشرعه عن مشابهة أهل الضلال كالنصارى وطرائق اليهود وهي علم الشيء وكتمانه والعمل بخلافه بل هو صلاة الله وسلامه عليه وما بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد.
قوله تعالى ; ما ضل صاحبكم هذا جواب القسم ; أي ما ضل محمد صلى الله عليه وسلم عن [ ص; 79 ] الحق وما حاد عنه .وما غوى الغي ضد الرشد أي ما صار غاويا . وقيل ; أي ما تكلم بالباطل . وقيل ; أي ما خاب مما طلب والغي ; الخيبة ; قال الشاعر ;فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائماأي من خاب في طلبه لامه الناس . ثم يجوز أن يكون هذا إخبارا عما بعد الوحي . ويجوز أن يكون إخبارا عن أحواله على التعميم ; أي كان أبدا موحدا لله . وهو الصحيح على ما بيناه في " الشورى " عند قوله ; ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان .
وقوله; ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) يقول تعالى ذكره; ما حاد صاحبكم أيها الناس عن الحقّ ولا زال عنه, ولكنه على استقامة وسداد.ويعني بقوله ( وَمَا غَوَى ) ; وما صار غويًّا, ولكنه رشيد سديد; يقال; غَوَيَ يَغْوي من الغيّ, وهو غاو, وغَوِيّ يَغْوَى من اللبن (2) إذا بَشِم. وقوله; ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ) جواب قسم والنجم.---------------------الهوامش ;(2) في ( اللسان ; غوى ) ; غوى بالفتح غيا ، وغوى ( بالكسر ) غواية الأخيرة عن أبي عبيدة ; ضل . وفيه ; غوى الفصيل والسخلة ، يغوى غوى ( مثل فرح ) ; بشم من اللبن أ . هـ .
والمقسم عليه، تنزيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الضلال في علمه، والغي في قصده، ويلزم من ذلك أن يكون مهتديا في علمه، هاديا، حسن القصد، ناصحا للأمة بعكس ما عليه أهل الضلال من فساد العلم، وفساد القصد وقال { صَاحِبُكُمْ } لينبههم على ما يعرفونه منه، من الصدق والهداية، وأنه لا يخفى عليهم أمره .
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - النجم٥٣ :٢
An-Najm53:2