الرسم العثمانيأَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسٰى
الـرسـم الإمـلائـياَمۡ لَمۡ يُنَبَّاۡ بِمَا فِىۡ صُحُفِ مُوۡسٰىۙ
تفسير ميسر:
أم لم يُخَبَّر بما جاء في أسفار التوراة وصحف إبراهيم الذي وفَّى ما أُمر به وبلَّغه؟
قوله تعالى "أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى" قال سعد بن جبير والثوري أي بلغ جميع ما أمر به وقال ابن عباس "وفى" لله بالبلاغ وقال سعيد بن جبير "وفى" ما أمر به وقال قتادة "وفى" طاعة الله وأدى رسالته الى خلقه وهذا القول هو اختيار ابن جرير وهو يشمل الذي قبله ويشهد له قوله تعالى "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنى جاعلك للناس إماما "فقام بجميع الأوامر وترك جميع النواهي وبلغ الرسالة على التمام والكمال فاستحق بهذا أن يكون للناس إماما يقتدى به في جميع أحواله وأقواله وأفعاله قال الله تعالى "ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين" وقال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني حدثنا حماد بن سلمة حدثنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال; تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية "وإبراهيم الذي وفى"- قال - أتدري ما وفى؟ " قلت الله ورسوله أعلم قال "وفى عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار" ورواه ابن جرير من حديث جعفر بن الزبير وهو ضعيف. وقال الترمذي في جامعه حدثنا أبو جعفر السمناني حدثنا أبو مسهر حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء وأبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال "ابن آدم اركع لى أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره" قال ابن أبي حاتم رحمه الله وحدثنا أبي حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا زبان بن فايد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "ألا أخبركم لم سمى الله تعالى إبراهيم خليله الذي وفى؟ إنه كان يقول كل ما أصبح وأمسى "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون" حتى ختم الآية.ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن رشدين بن سعيد عن زبان به ثم شرع تعالى يبين ما كان أوحاه في صحف إبراهيم وموسى.
قوله تعالى ; أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم أي صحف إبراهيم الذي وفى كما في سورة ( الأعلى ) صحف إبراهيم وموسى أي لا تؤخذ نفس بدلا عن أخرى ، كما قال ألا تزر وازرة وزر أخرى وخص صحف إبراهيم وموسى بالذكر ; لأنه كان ما بين نوح وإبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة أخيه وابنه وأبيه ; قاله الهذيل بن شرحبيل . وأن هذه المخففة من الثقيلة وموضعها جر بدلا من ( ما ) أو يكون في موضع رفع على إضمار " هو " . وقرأ سعيد بن جبير وقتادة " وفى " خفيفة ومعناها صدق في قوله وعمله ، وهي راجعة إلى معنى قراءة الجماعة " وفى " بالتشديد أي قام بجميع ما فرض عليه فلم يخرم منه شيئا . وقد مضى في ( البقرة ) عند قوله تعالى ; وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن والتوفية الإتمام . وقال أبو بكر الوراق ; قام بشرط ما ادعى ; وذلك أن الله تعالى قال له ; أسلم قال أسلمت لرب العالمين فطالبه الله بصحة دعواه ، فابتلاه في ماله وولده ونفسه فوجده وافيا بذلك ; فذلك قوله ; وإبراهيم الذي وفى أي ; ادعى الإسلام ثم صحح دعواه . وقيل ; وفى عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار ; رواه الهيثم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وروى سهل بن سعد الساعدي عن أبيه ألا أخبركم لم سمى الله تعالى خليله إبراهيم الذي وفى ؛ لأنه كان يقول [ ص; 105 ] كلما أصبح وأمسى ; فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون الآية . ورواه سهل بن معاذ عن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل ; وفى أي وفى ما أرسل به ، وهو قوله ;
وقوله ( أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ) يقول تعالى ذكره; أعند هذا الذي ضمن له صاحبه أن يتحمل عنه عذاب الله في الآخرة علم الغيب, فهو يرى حقيقة قوله, ووفائه بما وعده.
{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ } هذا المدعي { بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى}
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة التي للإنكار، ونائب الفاعل للمجهول ضمير مستتر تقديره هو أي الذي تولى
(بما) متعلّق بـ (ينبّأ) ،
(في صحف) متعلّق بمحذوف صلة الموصولـ (ما) ...جملة: «لم ينبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة 37-
(الواو) عاطفة
(إبراهيم) معطوف على موسى مجرور وعلامة جرّه الفتحة
(الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لإبراهيم وجملة: «وفّي ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) 38-
(ألّا) مخفّفة من الثقيلة، لا نافية، واسم أنّ ضمير الشأن محذوف
(وازرة) فاعل مرفوع وهو نعت ناب عن منعوت محذوف أي نفس وازرة
(أخرى) مضاف إليه مجرور، وهو نعت ناب عن منعوت محذوف أي نفس أخرى ...والمصدر المؤوّلـ (ألّا تزر وازرة ... ) في محلّ جرّ بدل من الموصولـ (ما) وجملة: «لا تزر وازرة ... » في محلّ رفع خبر أن المخفّفة 39-
(الواو) عاطفة
(أن) مثل الأولى
(للإنسان) متعلّق بخبر ليس
(إلّا) للحصر
(ما) حرف مصدريّ والمصدر المؤوّلـ (ما سعى) في محلّ رفع اسم ليس مؤخّر والمصدر المؤوّلـ (أن ليس للإنسان إلّا ما سعى) في محلّ جرّ معطوف على المصدر ألّا تزر وازرة وجملة: «ليس للإنسان ... » في محلّ رفع خبر
(أن) المخفّفة الثانية 40-
(الواو) عاطفة
(سوف) حرف استقبال، ونائب الفاعل للمجهولـ (يرى) ضمير مستتر تقديره هو يعود على سعيه والمصدر المؤوّلـ (أنّ سعيه ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل الأولـ (ألّا تزر وازرة ... ) وجملة: «سوف يرى ... » في محلّ رفع خبر أنّ 41-
(ثمّ) حرف عطف، ونائب الفاعل للمجهولـ (يجزاه) ضمير مستتر يعود على الإنسان، وضمير الغائب البارز مفعول به، وهو يعود على السعي
(الجزاء) مفعول مطلق منصوب ...وجملة: «يجزاه ... » في محلّ رفع معطوفة على خبر أنّ
- القرآن الكريم - النجم٥٣ :٣٦
An-Najm53:36