وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ
وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الۡمِيۡزَانَۙ
تفسير ميسر:
والسماء رفعها فوق الأرض، ووضع في الأرض العدل الذي أمر به وشرعه لعباده.
يعني العدل كما قال تعالى "لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط" وهكذا قال ههنا.
والسماء رفعها وقرأ أبو السمال " والسماء " بالرفع على الابتداء واختار ذلك لما عطف على الجملة التي هي ; والنجم والشجر يسجدان فجعل المعطوف مركبا من مبتدإ وخبر كالمعطوف عليه . الباقون بالنصب على إضمار فعل يدل عليه ما بعده .ووضع الميزان أي ; العدل ، عن مجاهد وقتادة والسدي ، أي وضع في الأرض العدل الذي أمر به ، يقال ; وضع الله الشريعة . ووضع فلان كذا أي ألقاه ، وقيل ; على هذا الميزان ; القرآن ، لأن فيه بيان ما يحتاج إليه وهو قول الحسين بن الفضل . وقال الحسن وقتادة - أيضا - والضحاك ; هو الميزان ذو اللسان الذي يوزن به لينتصف به الناس بعضهم من بعض ، وهو خبر بمعنى الأمر بالعدل ، يدل عليه قوله تعالى ; وأقيموا الوزن بالقسط والقسط العدل . وقيل ; هو الحكم . وقيل ; أراد وضع الميزان في الآخرة لوزن الأعمال . وأصل ميزان موزان وقد مضى في ( الأعراف ) [ ص; 142 ] القول فيه .
وقوله; ( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا ) يقول تعالى ذكره; والسماء رفعها فوق الأرض.وقوله; ( وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) يقول; ووضع العدل بين خلقه في الأرض.وذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( خَفَضَ المِيزَانَ )، والخفض والوضع متقاربا المعنى في كلام العرب.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) قال; العدل.
{ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا } سقفها للمخلوقات الأرضية، ووضع الله الميزان أي: العدل بين العباد، في الأقوال والأفعال، وليس المراد به الميزان المعروف وحده، بل هو كما ذكرنا، يدخل فيه الميزان المعروف، والمكيال الذي تكال به الأشياء والمقادير، والمساحات التي تضبط بها المجهولات، والحقائق التي يفصل بها بين المخلوقات، ويقام بها العدل بينهم.
(الواو) عاطفة في الموضعين
(السماء) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده.
جملة: «
(رفع) السماء ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علّمه البيان وجملة: «رفعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «وضع ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة
(رفع المقدّرة) 8-
(أن) : حرف مصدري ونصبـ (لا) نافية ،
(في الميزان) متعلق بـ (تطغوا) والمصدر المؤوّلـ (ألّا تطغوا ... ) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق بـ (وضع) أي لئلّا تطغوا ...وجملة: «تطغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) 9-
(الواو) اعتراضيّة
(بالقسط) متعلّق بحال من فاعل أقيموا
(الواو) عاطفة
(لا) ناهية جازمة ...وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها اعتراضيّةوجملة: «لا تخسروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاعتراضيّة 10- 13-
(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(الأرض) مفعول به لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده
(للأنام) متعلّق بـ (وضعها) ،
(فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ
(فاكهة)
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(بأي) متعلّق بـ (تكذّبان) .
وجملة: «
(وضع) الأرض ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة وضع الميزان .
وجملة: «وضعها ... » لا محلّ لها تفسيريّة وجملة: «فيها فاكهة ... » في محلّ نصب حال من الأرض وجملة: «بأي ... تكذبان» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كما فصّل فبأي آلاء.