الرسم العثمانيفِى كِتٰبٍ مَّكْنُونٍ
الـرسـم الإمـلائـيفِىۡ كِتٰبٍ مَّكۡنُوۡنٍۙ
تفسير ميسر:
إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لقرآن عظيم المنافع، كثير الخير، غزير العلم، في كتاب مَصُون مستور عن أعين الخلق، وهو الكتاب الذي بأيدي الملائكة. لا يَمَسُّ القرآن إلا الملائكة الكرام الذين طهرهم الله من الآفات والذنوب، ولا يَمَسُّه أيضًا إلا المتطهرون من الشرك والجنابة والحدث.
"في كتاب مكنون" أي معظم في كتاب معظم محفوظ موقر.
قوله تعالى ; في كتاب مكنون مصون عند الله تعالى . وقيل ; مكنون محفوظ عن الباطل . والكتاب هنا كتاب في السماء ؛ قاله ابن عباس . وقال جابر بن زيد وابن عباس أيضا ; هو اللوح المحفوظ . عكرمة ; التوراة والإنجيل فيهما ذكر القرآن ومن ينزل عليه . السدي ; الزبور . مجاهد وقتادة ; هو المصحف الذي في أيدينا .
وقوله; ( فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ) يقول تعالى ذكره; هو في كتاب مصون عند الله لا يمسه شيء من أذى من غبار ولا غيره.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني إسماعيل بن موسى، قال; أخبرنا شريك، عن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ) الكتاب الذي في السماء.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ) قال; القرآن في كتابه المكنون الذي لا يمسه شيء من تراب ولا غبار.حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ ) زعموا أن الشياطين تنـزلت به على محمد، فأخبرهم الله أنها لا تقدر على ذلك، ولا تستطيعه، ما ينبغي لهم أن ينـزلوا بهذا ، وهو محجوب عنهم، وقرأ قول الله وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ .حدثنا ابن حُميد، قال; ثنا يحيى بن واضح، قال; ثنا عبيد الله، يعني العتكي، عن جابر بن زيد وأبي نهيك، في قوله; ( فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ) قال; هو كتاب في السماء.
{ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } أي: مستور عن أعين الخلق، وهذا الكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ أي: إن هذا القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ، معظم عند الله وعند ملائكته في الملأ الأعلى.ويحتمل أن المراد بالكتاب المكنون، هو الكتاب الذي بأيدي الملائكة الذين ينزلهم الله بوحيه وتنزيله وأن المراد بذلك أنه مستور عن الشياطين، لا قدرة لهم على تغييره، ولا الزيادة والنقص منه واستراقه.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الواقعة٥٦ :٧٨
Al-Waqi'ah56:78