الرسم العثمانيسَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
الـرسـم الإمـلائـيسَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِۚ وَهُوَ الۡعَزِيۡزُ الۡحَكِيۡمُ
تفسير ميسر:
نزَّه الله عن السوء كلُّ ما في السموات والأرض من جميع مخلوقاته، وهو العزيز على خلقه، الحكيم في تدبير أمورهم.
سورة الحديد; قال الإمام أحمد حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية بن الوليد حدثني بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن ابن أبي بلال عن عرباض بن سارية أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد وقال "إن فيهن آية أفضل من ألف آية" وهكذا رواه أبو داود والترمذي والنسائي من طرق عن بقية به وقال الترمذي حسن غريب ورواه النسائي عن ابن أبي السرح عن ابن وهب عن معاوية بن صالح عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره مرسلا ولم يذكر عبدالله بن أبي بلال ولا العرباض بن سارية والآية المشار إليها في الحديث هي والله أعلم قوله تعالى "هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم" كما سيأتي بيانه قريبا إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل يخبر تعالى أنه يسبح له ما في السماوات والأرض أي من الحيوانات والنباتات كما قال في الآية الأخرى "تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا يفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا" وقوله تعالى "وهو العزيز" أي الذي قد خضع له كل شيء "الحكيم" في خلقه وأمره وشرعه.
مدنية في قول الجميع ، وهي تسع وعشرون آيةعن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بالمسبحات قبل أن يرقد ويقول ; إن فيهن آية أفضل من ألف آية ، يعني بالمسبحات ; ( الحديد ) و ( الحشر ) و ( الصف ) و ( الجمعة ) و ( التغابن ) .بسم الله الرحمن الرحيمسبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيمقوله تعالى ; سبح لله ما في السماوات والأرض أي ; مجد الله ونزهه عن السوء . وقال ابن عباس ; صلى لله ما في السماوات ممن خلق من الملائكة والأرض من شيء فيه روح أو لا روح فيه . وقيل ; هو تسبيح الدلالة . وأنكر الزجاج هذا وقال ; لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة ، فلم قال ; ولكن لا تفقهون تسبيحهم وإنما هو تسبيح مقال . واستدل بقوله تعالى ; وسخرنا مع داود الجبال يسبحن فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟ ![ ص; 214 ] قلت ; وما ذكره هو الصحيح ، وقد مضى بيانه والقول فيه في ( سبحان ) عند قوله تعالى ; وإن من شيء إلا يسبح بحمده وهو العزيز الحكيم
يعني تعالى ذكره بقوله; (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) أن كلّ ما دونه من خلقه يسبحه تعظيما له، وإقرارا بربوبيته، وإذعانا لطاعته، كما قال جلّ ثناؤه تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ .وقوله; ( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) يقول; ولكنه جلّ جلاله العزيز في انتقامه ممن عصاه، فخالف أمره مما في السموات والأرض من خلقه ( الْحَكِيمُ ) في تدبيره أمرهم، وتصريفه إياهم فيما شاء وأحبّ.
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وسعة سلطانه، أن جميع ما في السماوات والأرض من الحيوانات الناطقة والصامتة وغيرها، [والجوامد] تسبح بحمد ربها، وتنزهه عما لا يليق بجلاله، وأنها قانتة لربها، منقادة لعزته، قد ظهرت فيها آثار حكمته، ولهذا قال: { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فهذا فيه بيان عموم افتقار المخلوقات العلوية والسفلية لربها، في جميع أحوالها، وعموم عزته وقهره للأشياء كلها، وعموم حكمته في خلقه وأمره.
(لله) متعلّق بـ (سبّح) ،
(ما) موصول في محلّ رفع فاعلـ (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما،
(الواو) حالية
(الحكيم) خبر ثان للمبتدأ
(هو) .
جملة: «سبّح لله ما في السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ نصب حال 2- 3-
(له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ
(ملك) ،
(الواو) عاطفة في الموضعين
(على كلّ) متعلّق بـ (قدير)
(بكلّ) متعلّق بـ (عليم) وجملة: «له ملك السموات ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يحيى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يميت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي وجملة: «هو الأول ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «هو ... عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الأوّل 4-
(في ستة) متعلّق بـ (خلق) ،
(على العرش) متعلّق بـ (استوى) ،
(ما) موصول في محلّ نصب مفعول به
(في الأرض) متعلّق بـ (يلج) ،
(ما) الثاني معطوف على الأول في محلّ نصبـ (منها) متعلّق بـ (يخرج) ،
(ما) الثالث معطوف على الأول وكذلك
(ما) الرابع ... في محلّ نصبـ (من السماء) متعلّق بـ (ينزل) ،
(فيها) متعلّق بـ (يعرج) بتضمينه معنى يدخلـ (معكم) ظرفمنصوب متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ
(هو) ،
(أين ما) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمضمون الجواب ،
(كنتم) فعل ماض تامّ، في محلّ جزم فعل الشرط
(ما) حرف مصدري ...والمصدر المؤولـ (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر
(بصير) وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذي) وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يلج ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الأول وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني وجملة: «ينزل ... » لا محل لها صلة الموصولـ (ما) الثالث وجملة: «يعرج ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الرابع وجملة: «هو معكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف المتقدّم وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وجملة: «الله ... بصير» لا محلّ لها معطوفة على جملة هو معكم وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) 5- 6-
(له ملك) مثل الأولى
(الواو) عاطفة
(إلى الله) متعلّق بـ (ترجع) ،(في النهار) متعلّق بـ (يولج) الأول،
(في الليل) متعلّق بـ (يولج) الثاني
(الواو) عاطفة
(بذات) متعلّق بـ (عليم) ...وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «ترجع الأمور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له ملك ...وجملة: «يولج الليل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يولج النهار ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يولج
(الأولي) وجملة: «هو عليم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة
- القرآن الكريم - الحديد٥٧ :١
Al-Hadid57:1