يٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِذَا نٰجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ نَجْوٰىكُمْ صَدَقَةً ۚ ذٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يٰۤاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡۤا اِذَا نَاجَيۡتُمُ الرَّسُوۡلَ فَقَدِّمُوۡا بَيۡنَ يَدَىۡ نَجۡوٰٮكُمۡ صَدَقَةً ؕ ذٰ لِكَ خَيۡرٌ لَّكُمۡ وَاَطۡهَرُ ؕ فَاِنۡ لَّمۡ تَجِدُوۡا فَاِنَّ اللّٰهَ غَفُوۡرٌ رَّحِيۡمٌ
تفسير ميسر:
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، إذا أردتم أن تُكلِّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًّا بينكم وبينه، فقدِّموا قبل ذلك صدقة لأهل الحاجة، ذلك خير لكم لما فيه من الثواب، وأزكى لقلوبكم من المآثم، فإن لم تجدوا ما تتصدقون به فلا حرج عليكم؛ فإن الله غفور لعباده المؤمنين، رحيم بهم.
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم أن يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يساره فيما بينه وبينه أن يقدم بين يدي ذلك صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام ولهذا قال تعالى "ذلك خير لكم وأطهر" ثم قال تعالى "فإن لم تجدوا" أي إلا من عجز عن ذلك لفقره "فإن الله غفور رحيم" فما أمر إلا من قدر عليها.
قوله تعالى ; ياأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيمفيه ثلاث مسائل ;الأولى ; قوله تعالى ; يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول ناجيتم ساررتم . قال ابن عباس ; نزلت بسبب أن المسلمين كانوا يكثرون المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه ، فأراد الله عز وجل أن يخفف عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلما قال ذلك كف كثير من الناس . ثم وسع الله عليهم بالآية التي بعدها . وقال الحسن ; نزلت بسبب أن قوما من المسلمين كانوا يستخلون [ ص; 270 ] النبي صلى الله عليه وسلم ويناجونه ، فظن بهم قوم من المسلمين أنهم ينتقصونهم في النجوى ، فشق عليهم ذلك فأمرهم الله تعالى بالصدقة عند النجوى ؛ ليقطعهم عن استخلائه . وقال زيد بن أسلم ; نزلت بسبب أن المنافقين واليهود كانوا يناجون النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون ; إنه أذن يسمع كل ما قيل له ، وكان لا يمنع أحدا مناجاته . فكان ذلك يشق على المسلمين ، لأن الشيطان كان يلقي في أنفسهم أنهم ناجوه بأن جموعا اجتمعت لقتاله . قال ; فأنزل الله تبارك وتعالى ; يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول الآية ، فلم ينتهوا فأنزل الله هذه الآية ، فانتهى أهل الباطل عن النجوى ، لأنهم لم يقدموا بين يدي نجواهم صدقة ، وشق ذلك على أهل الإيمان وامتنعوا من النجوى ، لضعف مقدرة كثير منهم عن الصدقة فخفف الله عنهم بما بعد الآية .الثانية ; قال ابن العربي ; وفي هذا الخبر عن زيد ما يدل على أن الأحكام لا تترتب بحسب المصالح ، فإن الله تعالى قال ; ذلك خير لكم وأطهر ثم نسخه مع كونه خيرا وأطهر . وهذا رد على المعتزلة عظيم في التزام المصالح ، لكن راوي الحديث عن زيد ابنه عبد الرحمن وقد ضعفه العلماء . والأمر في قوله تعالى ; ذلك خير لكم وأطهر نص متواتر في الرد على المعتزلة . والله أعلم .الثالثة ; روى الترمذي عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ; لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة سألته قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ; " ما ترى دينارا " قلت ; لا يطيقونه . قال ; " فنصف دينار " قلت ; لا يطيقونه . قال ; " فكم " ؟ قلت ; شعيرة . قال ; " إنك لزهيد " قال ; فنزلت ; أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية . قال ; فبي خفف الله عن هذه الأمة . قال أبو عيسى ; هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه ، ومعنى قوله ; شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب . قال ابن العربي ; وهذا يدل على مسألتين حسنتين أصوليتين ; الأولى ; نسخ العبادة [ ص; 271 ] قبل فعلها . والثانية ; النظر في المقدرات بالقياس ، خلافا لأبي حنيفة .قلت ; الظاهر أن النسخ إنما وقع بعد فعل الصدقة . وقد روي عن مجاهد ; أن أول من تصدق في ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه وناجى النبي صلى الله عليه وسلم . روي أنه تصدق بخاتم . وذكر القشيري وغيره عن علي بن أبي طالب أنه قال ; في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، وهي ; يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة كان لي دينار فبعته ، فكنت إذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد ، فنسخت بالآية الأخرى أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات . وكذلك قال ابن عباس ; نسخها الله بالآية التي بعدها . وقال ابن عمر ; لقد كانت لعلي رضي الله عنه ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم ; تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى .ذلك خير لكم أي ; من إمساكها وأطهر لقلوبكم من المعاصي فإن لم تجدوا يعني الفقراء فإن الله غفور رحيم .
القول في تأويل قوله تعالى ; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)يقول تعالى ذكره; يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، إذا ناجيتم رسول الله، فقدّموا أمام نجواكم صدقة تتصدقون بها على أهل المسكنة والحاجة، ( ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ ) يقول; وتقديمكم الصدقة أمام نجواكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، خير لكم عند الله ( وَأَطْهَرُ ) لقلوبكم من المآثم.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.&; 23-248 &;* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) قال; نهوا عن مناجاة النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قدم دينارًا فتصدق به، ثم أنـزلت الرخصة في ذلك.حدثنا محمد بن عبيد بن محمد المحاربي، قال; ثنا المطلب بن زياد، عن ليث، عن مجاهد، قال، قال عليّ رضي الله عنه; إن في كتاب الله عزّ وجلّ لآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي; ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) قال; فُرِضت، ثم نُسخت.حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال; ثنا أبو أَسامة، عن شبل بن عباد، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) قال; نهوا عن مناجاة النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى يتصدّقوا، فلم يناجه إلا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قدّم دينارًا صدقة تصدق به، ثم أنـزلت الرخصة.حدثنا أبو كُرَيب، قال; ثنا ابن إدريس، قال; سمعت ليثًا، عن مجاهد، قال، قال عليّ رضي الله عنه; آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا جئت إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تصدقت بدرهم، فنسخت، فلم يعمل بها أحد قبلي; ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) .حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) قال; سأل الناس رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى أحفوه بالمسألة، فوعظهم الله بهذه الآية، وكان الرجل تكون له الحاجة إلى نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلا يستطيع &; 23-249 &; أن يقضيها، حتى يقدّم بين يديه صدقة، فاشتدّ ذلك عليهم، فأنـزل الله عزّ وجلّ الرخصة بعد ذلك ( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) قال; إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) ... إلى ( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قال; كان المسلمون يقدّمون بين يدي النجوى صدقة، فلما نـزلت الزكاة نُسخ هذا.حدثني عليّ، قال; ثنا أبو صالح، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; ( فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )، وذاك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه؛ فلما قال ذلك صبر كثير من الناس، وكفوا عن المسألة، فأنـزل الله بعد هذا فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ، فوسع الله عليهم، ولم يضيق.حدثنا ابن حُمَيد، قال; ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن أبى المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ بن علقمة الأنماريّ، عن عليّ، قال، قال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; " مَا تَرَى؟ دِينَارٌ" قَالَ; لا يطيقون، قال; " نصف دينار؟ " قال; لا يطيقون قال; " ما ترى؟ " قال; شعيرة، فقال له النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم; " إنَّكَ لَزَهِيدٌ"، قال عليّ رضي الله عنه; فبي خفف الله عن هذه الأمة، وقوله; ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً )، فنـزلت; أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ .حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله; ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ); لئلا &; 23-250 &; يناجي أهل الباطل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فيشُقّ ذلك على أهل الحقّ، قالوا; يا رسول الله ما نستطيع ذلك ولا نطيقه، فقال الله عزّ وجلّ; أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وقال; لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ، من جاء يناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت ذاك عنه لا تناجه. قال; وكان المنافقون ربما ناجوا فيما لا حاجة لهم فيه، فقال الله عزّ وجلّ; أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ قال; لأن الخبيث يدخل في ذلك.حدثنا ابن حُمَيد، قال; ثنا يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة والحسن البصري قالا قال في المجادلة; ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )، فنسختها الآية التي بعدها، فقال; أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ .وقوله; ( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا ) يقول تعالى ذكره; فإن لم تجدوا ما تتصدّقون به أمام مناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، ( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يقول; فإن الله ذو عفو عن ذنوبكم إذا تبتم منها، رحيم بكم أن يعاقبكم عليها بعد التوبة، وغير مؤاخذكم بمناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل أن تقدّموا بين يدي نجواكم إياه صدقة.
يأمر تعالى المؤمنين بالصدقة، أمام مناجاة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تأديبا لهم وتعليما، وتعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم، فإن هذا التعظيم، خير للمؤمنين وأطهر أي: بذلك يكثر خيركم وأجركم، وتحصل لكم الطهارة من الأدناس، التي من جملتها ترك احترام الرسول صلى الله عليه وسلم والأدب معه بكثرة المناجاة التي لا ثمرة تحتها، فإنه إذا أمر بالصدقة بين يدي مناجاته صار هذا ميزانا لمن كان حريصا على الخير والعلم، فلا يبالي بالصدقة، ومن لم يكن له حرص ولا رغبة في الخير، وإنما مقصوده مجرد كثرة الكلام، فينكف بذلك عن الذي يشق على الرسول، هذا في الواجد للصدقة، وأما الذي لا يجد الصدقة، فإن الله لم يضيق عليه الأمر، بل عفا عنه وسامحه، وأباح له المناجاة، بدون تقديم صدقة لا يقدر عليها.
(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها مفردات وجملا ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(بين) ظرف منصوب متعلّق بـ (قدّموا) ، والإشارة في(ذلك) إلى تقديم الصدقة
(لكم) متعلّق بـ (خير) ،
(الفاء) عاطفة
(لم) للنفي فقط،
(الفاء) تعليليّة- أو رابطة-.
وجملة: «ناجيتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قدّموا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ذلك خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم تجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليل لجواب إن المحذوف أي إن لم تجدوا فلا بأس عليكم فإنّ الله غفور ...13-
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (بين) مثل الأولـ (الفاء) استئنافيّة
(إذ) ظرف تضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجوابـ (لم) للنفي والقلب والجزم ،
(الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة-
(عليكم) متعلّق بـ (تاب) ،
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(ما) حرف مصدريّ .
والمصدر المؤوّلـ (أن تقدّموا..) في محلّ جرّ بـ (من) محذوفة متعلّق بـ (أشفقتم) .
(والمصدر المؤوّلـ (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر
(خبير) .وجملة: «أشفقتم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «تقدّموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «لم تفعلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تاب الله ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين الشرط والجواب .
وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «آتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
وجملة: «الله خبير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أشفقتم .
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .