الرسم العثمانيوَلَوْ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَوۡ شَآءَ اللّٰهُ مَاۤ اَشۡرَكُوۡا ؕ وَمَا جَعَلۡنٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيۡظًا ۚ وَمَاۤ اَنۡتَ عَلَيۡهِمۡ بِوَكِيۡلٍ
تفسير ميسر:
ولو شاء الله تعالى أن لا يشرك هؤلاء المشركون لما أشركوا، لكنه تعالى عليم بما سيكون من سوء اختيارهم واتباعهم أهواءهم المنحرفة. وما جعلناك -أيها الرسول- عليهم رقيبًا تحفظ عليهم أعمالهم، وما أنت بقَيِّمٍ عليهم تدبر مصالحهم.
واعلم أن لله حكمة في إضلالهم فإنه لو شاء لهدى الناس جميعا ولو شاء لجمعهم على الهدى "ولو شاء الله ما أشركوا" أي بل له المشيئة والحكمة فيما يشاؤه ويختاره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وقوله تعالى "وما جعلناك عليهم حفيظا" أي حافظا تحفظ أقوالهم وأعمالهم "وما أنت عليهم بوكيل" أي موكل على أرزاقهم وأمورهم إن عليك إلا البلاغ كما قال تعالى "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر" وقال "إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب".
قوله تعالى ; ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل قوله تعالى ; ولو شاء الله ما أشركوا نص على أن الشرك بمشيئته ، وهو إبطال لمذهب القدرية كما تقدم .وما جعلناك عليهم حفيظا أي لا يمكنك حفظهم من عذاب الله .وما أنت عليهم بوكيل أي قيم بأمورهم في مصالحهم لدينهم أو دنياهم ، حتى تتلطف لهم في تناول ما يجب لهم ; فلست بحفيظ في ذلك ولا وكيل في هذا ، إنما أنت مبلغ . وهذا قبل أن يؤمر بالقتال .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)قال أبو جعفر; يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; أعرض عن هؤلاء المشركين بالله, ودع عنك جدالهم وخصومتهم ومسابَّتهم =(ولو شاء الله ما أشركوا)، يقول; لو أراد ربُّك هدايتهم واستنقاذهم من ضلالتهم، للطف لهم بتوفيقه إياهم فلم يشركوا به شيئًا، ولآمنوا بك فاتبعوك وصدَّقوا ما جئتهم به من الحق من عند ربك =(وما جعلناك عليهم حفيظًا)، يقولُ جل ثناؤه; وإنما بعثتك إليهم رسولا مبلِّغًا, ولم نبعثك حافظًا عليهم ما هم عاملوه، تحصي ذلك عليهم, فإن ذلك إلينا دونك (39) =(وما أنت عليهم بوكيل)، يقول; ولست عليهم بقيِّم تقوم بأرزاقهم وأقواتهم ولا بحفظهم، فما لم يُجْعل إليك حفظه من أمرهم . (40)* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .* ذكر من قال ذلك;13737- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس قوله; (ولو شاء الله ما أشركوا)، يقول سبحانه; لو شئتُ لجمعتهم على الهدى أجمعين .------------------الهوامش ;(39) انظر تفسير (( حفيظ )) فيما سلف ص ; 25 ، تعليق ; 1 ، والمراجع هناك .(40) انظر تفسير (( وكيل )) فيما سلف ص ; 13 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :١٠٧
Al-An'am6:107