الرسم العثمانيقُلْ سِيرُوا فِى الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عٰقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
الـرسـم الإمـلائـيقُلۡ سِيۡرُوۡا فِى الۡاَرۡضِ ثُمَّ انْظُرُوۡا كَيۡفَ كَانَ عَاقِبَةُ الۡمُكَذِّبِيۡنَ
تفسير ميسر:
قل لهم -أيها الرسول-; سيروا في الأرض ثم انظروا كيف أعقب الله المكذبين الهلاك والخزي؟ فاحذروا مثل مصارعهم، وخافوا أن يحلَّ بكم مثل الذي حل بهم.
أي فكروا في أنفسكم وانظروا ما أحل الله بالقرون الماضية الذين كذبوا رسله وعاندوهم من العذاب والنكال والعقوبة في الدنيا مع ما ادخر لهم من العذاب الأليم في الآخرة وكيف نجى رسله وعباده المؤمنين.
قوله تعالى ; قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ققوله تعالى ; قل سيروا في الأرض أي ; قل يا محمد لهؤلاء المستهزئين المستسخرين المكذبين ; سافروا في الأرض فانظروا واستخبروا لتعرفوا ما حل بالكفرة قبلكم من العقاب وأليم العذاب ، وهذا السفر مندوب إليه إذا كان على سبيل الاعتبار بآثار من خلا من الأمم ، وأهل الديار ، والعاقبة آخر الأمر . والمكذبون هنا من كذب الحق وأهله لا من كذب بالباطل .
القول في تأويل قوله ; قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; " قل "، يا محمد = لهؤلاء العادلين بيَ الأوثانَ والأندادَ، المكذِّبين بك، الجاحدين حقيقة ما جئتهم به من عندي=" سيروا في الأرض " ، يقول; جولوا في بلاد المكذِّبين رسلَهم، الجاحدين آياتي مِنْ قبلهم من ضُرَبائهم وأشكالهم من الناس =" ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين " ، يقول; ثم انظروا كيف أعقَبَهم تكذيبهم ذلك، الهلاكَ والعطبَ وخزيَ الدنيا وعارَها, وما حَلَّ بهم من سَخَط الله عليهم، من البوار وخراب الديار وعفوِّ الآثار. فاعتبروا به, إن لم تنهكم حُلُومكم, ولم تزجركم حُجج الله عليكم, عمَّا أنتم [عليه] مقيمون من التكذيب, (5) فاحذروا مثل مصارعهم، واتقوا أن يحلّ بكم مثلُ الذي حلّ بهم.* * *وكان قتادة يقول في ذلك بما;-13095- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله; " قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين "، دمَّر الله عليهم وأهلكهم، ثم صيَّرهم إلى النار.-------------------الهوامش ;(5) الزيادة بين القوسين لا بد منها حتى يستقيم الكلام.
فإن شككتم في ذلك، أو ارتبتم، فسيروا في الأرض، ثم انظروا، كيف كان عاقبة المكذبين، فلن تجدوا إلا قوما مهلكين، وأمما في المثلات تالفين، قد أوحشت منهم المنازل، وعدم من تلك الربوع كل متمتع بالسرور نازل، أبادهم الملك الجبار، وكان بناؤهم عبرة لأولي الأبصار. وهذا السير المأمور به، سير القلوب والأبدان، الذي يتولد منه الاعتبار. وأما مجرد النظر من غير اعتبار، فإن ذلك لا يفيد شيئا.
(قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت
(سيروا) فعل أمر مبني على حذف النون ... والواو فاعلـ (في الأرض) جار ومجرور متعلق بـ (سيروا) ،
(ثم) حرف عطف
(انظروا) مثل سيروا
(كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب خبر كان مقدم
(كان) فعل ماض ناقص
(عاقبة) اسم كان مرفوع
(المكذبين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء.
جملة «قل ... » لا محلّ لها استئنافية.
وجملة «سيروا....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام.
- القرآن الكريم - الأنعام٦ :١١
Al-An'am6:11