وَلَوْ تَرٰىٓ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِـَٔايٰتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
وَلَوۡ تَرٰٓى اِذۡ وُقِفُوۡا عَلَى النَّارِ فَقَالُوۡا يٰلَيۡتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِاٰيٰتِ رَبِّنَا وَنَكُوۡنَ مِنَ الۡمُؤۡمِنِيۡنَ
تفسير ميسر:
ولو ترى -أيها الرسول- هؤلاء المشركين يوم القيامة لرأيت أمرًا عظيمًا، وذلك حين يُحْبَسون على النار، ويشاهدون ما فيها من السلاسل والأغلال، ورأوا بأعينهم تلك الأمور العظام والأهوال، فعند ذلك قالوا; ياليتنا نُعاد إلى الحياة الدنيا، فنصدق بآيات الله ونعمل بها، ونكون من المؤمنين.
يذكر تعالى حال الكفار إذا وقفوا يوم القيامة على النار وشاهدوا ما فيها من السلاسل والأغلال ورأوا بأعينهم تلك الأمور العظام والأهوال فعند ذلك قالوا "يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين" يتمنون أن يردوا إلى الدار الدنيا ليعملوا عملا صالحا ولا يكذبوا بآيات ربهم ويكونوا من المؤمنين.
قوله تعالى ; ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنينقوله تعالى ; ولو ترى إذ وقفوا على النار أي ; إذ وقفوا غدا و ( إذ ) قد تستعمل في موضع ( إذا ) و ( إذا ) في موضع ( إذ ) وما سيكون فكأنه كان ; لأن خبر الله تعالى حق وصدق ، فلهذا عبر بالماضي . ومعنى إذ وقفوا حبسوا يقال ; وقفته وقفا فوقف وقوفا . وقرأ ابن السميقع ( إذ وقفوا ) بفتح الواو والقاف من الوقوف . على النار أي ; هم فوقها على الصراط وهي تحتهم . وقيل ; على بمعنى الباء ; أي ; وقفوا بقربها وهم يعاينونها . وقال الضحاك ; جمعوا ، يعني على أبوابها . ويقال ; وقفوا على متن جهنم والنار تحتهم . وفي الخبر ; أن الناس كلهم يوقفون على متن جهنم كأنها متن إهالة ، ثم ينادي مناد خذي أصحابك [ ص; 318 ] ودعي أصحابي . وقيل ; وقفوا دخلوها - أعاذنا الله منها - فعلى بمعنى ( في ) أي ; وقفوا في النار . وجواب لو محذوف ليذهب الوهم إلى كل شيء فيكون أبلغ في التخويف ; والمعنى ; لو تراهم في تلك الحال لرأيت أسوأ حال ، أو لرأيت منظرا هائلا ، أو لرأيت أمرا عجبا وما كان مثل هذا التقدير .قوله تعالى ; فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بالرفع في الأفعال الثلاثة عطفا قراءة أهل المدينة والكسائي ; وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم بالضم . ابن عامر على رفع ( نكذب ) ونصب ( ونكون ) وكله داخل في معنى التمني ; أي ; لا تمنوا الرد وألا يكذبوا وأن يكونوا من المؤمنين . واختار سيبويه القطع في ( ولا نكذب ) فيكون غير داخل في التمني ; المعنى ; ونحن لا نكذب على معنى الثبات على ترك التكذيب ; أي ; لا نكذب رددنا أو لم نرد ; قال سيبويه ; وهو مثل قوله دعني ولا أعود أي ; لا أعود على كل حال تركتني أو لم تتركني . واستدل أبو عمرو على خروجه من التمني بقوله ; وإنهم لكاذبون لأن الكذب لا يكون في التمني إنما يكون في الخبر . وقال من جعله داخلا في التمني ; المعنى وإنهم لكاذبون في الدنيا في إنكارهم البعث وتكذيبهم الرسل . وقرأ حمزة وحفص بنصب ( نكذب ) و ( نكون ) جوابا للتمني ; لأنه غير واجب ، وهما داخلان في التمني على معنى أنهم تمنوا الرد وترك التكذيب والكون مع المؤمنين . قال أبو إسحاق ; معنى ولا نكذب أي ; إن رددنا لم نكذب . والنصب في نكذب و نكون بإضمار ( أن ) كما ينصب في جواب الاستفهام والأمر والنهي والعرض ; لأن جميعه غير واجب ولا واقع بعد ، فينصب ، الجواب مع الواو كأنه عطف على مصدر الأول ; كأنهم قالوا ; يا ليتنا يكون لنا رد وانتفاء من الكذب ، وكون من المؤمنين ; فحملا على مصدر نرد لانقلاب المعنى إلى الرفع ، ولم يكن بد من إضمار ( أن ) فيه ليتم النصب في الفعلين . وقرأ ابن عامر ( ونكون ) بالنصب على جواب التمني كقولك ; ليتك تصير إلينا ونكرمك ، أي ; ليت مصيرك يقع وإكرامنا يقع ، وأدخل الفعلين الأولين في التمني ، أو أراد ; ونحن لا نكرمك على القطع على ما تقدم ; يحتمل . وقرأ أبي ( ولا نكذب بآيات ربنا أبدا ) . وعنه وابن مسعود ( يا ليتنا نرد فلا نكذب ) بالفاء والنصب ، والفاء ينصب بها في الجواب كما ينصب بالواو ; عن الزجاج . وأكثر البصريين لا يجيزون الجواب إلا بالفاء .
القول في تأويل قوله ; وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم; " ولو ترى " ، يا محمد، هؤلاء العادلين بربهم الأصنامَ والأوثانَ، الجاحدين نبوّتك، الذين وصفت لك صفتهم =" إذ وُقفوا " ، يقول; إذ حُبِسوا =" على النار "، يعني; في النار- فوضعت " على " موضع " في" كما قال; وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ [سورة البقرة; 102] ، بمعنى في ملك سليمان. (69)* * *وقيل; " ولو ترى إذ وقفوا " ، ومعناه; إذا وقفوا = لما وصفنا قبلُ فيما مضى; أن العرب قد تضع " إذ " مكان " إذا ", و " إذا " مكان " إذ ", وإن كان حظّ" إذ " أن تصاحب من الأخبار ما قد وُجد فقضي, وحظ " إذا " أن تصاحب من الأخبار ما لم يوجد, (70) ولكن ذلك كما قال الراجز، وهو أبو النجم;مَــدَّ لَنَــا فِـي عُمْـرِهِ رَبُّ طَهَـاثُــمَّ جَــزَاهُ اللـهُ عَنَّـا إذْ جَـزَىجَنَّاتِ عَدْنٍ فِي العَلالِيِّ العُلَى (71)فقال; " ثم جزاه الله عنا إذ جزى " فوضع،" إذ " مكان " إذا ".* * *وقيل; " وقفوا "، ولم يُقَل; " أُوقِفوا ", لأن ذلك هو الفصيح من كلام العرب. يقال; " وقَفتُ الدابة وغيرها "، بغير ألف، إذا حبستها. وكذلك; " وقفت الأرضَ"، إذا جعلتها صدقةً حَبيسًا, بغير ألف، وقد;-13179- حدثني الحارث, عن أبي عبيد قال; أخبرني اليزيديّ والأصمعي، كلاهما, عن أبي عمرو قال; ما سمعت أحدًا من العرب يقول; " أوقفت الشيء " بالألف. قال; إلا أني لو رأيت رجلا بمكانٍ فقلت; " ما أوقفك ها هنا؟"، بالألف، لرأيته حسنًا. (72)=" فقالوا يا ليتنا نردّ"، يقول; فقال هؤلاء المشركون بربهم، إذ حُبسوا في النار; " يا ليتنا نردّ"، إلى الدنيا حتى نتوب ونراجعَ طاعة الله =" ولا نكذب بآيات ربنا " ، يقول; ولا نكذّب بحجج ربنا ولا نجحدها =" ونكون من المؤمنين " ، يقول; ونكون من المصدّقين بالله وحججه ورسله, متَّبعي أمره ونهيه.* * *واختلفت القرأة في قراءة ذلك.فقرأته عامة قرأة الحجاز والمدينة والعراقيين; ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبُ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)، بمعنى; يا ليتنا نردُّ, ولسنا نكذب بآيات ربنا، ولكنّا نكون من المؤمنين.* * *وقرأ ذلك بعض قرأة الكوفة ; يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، بمعنى; يا ليتنا نرد, وأن لا نكذب بآيات ربنا، ونكونَ من المؤمنين. وتأوَّلوا في ذلك شيئًا;-13180 - حدثنيه أحمد بن يوسف قال، حدثنا القاسم بن سلام قال، حدثنا حجاج, عن هارون قال; في حرف ابن مسعود; ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ فَلا نُكَذِّبَ) بالفاء .* * *وذكر عن بعض قرأة أهل الشام، أنه قرأ ذلك; ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبُ) بالرفع (وَنَكُونَ) بالنصب، كأنه وجَّه تأويله إلى أنهم تمنوا الردَّ، وأن يكونوا من المؤمنين, وأخبروا أنهم لا يكذِّبون بآيات ربهم إن رُدُّوا إلى الدنيا .* * *واختلف أهل العربية في معنى ذلك منصوبًا ومرفوعًا.فقال بعض نحويي البصرة; " ولا نكذِّبَ بآيات ربِّنا ونكونَ من المؤمنين "، نصبٌ، لأنه جواب للتمني, وما بعد " الواو " كما بعد " الفاء ". قال; وإن شئت رفعتَ وجعلته على غير التمني, كأنهم قالوا; ولا نكذِّبُ والله بآيات ربنا, ونكونُ والله من المؤمنين. هذا، إذا كان على ذا الوجه، كان منقطعًا من الأوّل. قال; والرفع وجهُ الكلام , لأنه إذا نصب جعلها " واوَ" عطف. فإذا جعلها " واو " عطف, فكأنهم قد تمنوا أن لا يكذِّبوا، وأن يكونوا من المؤمنين. قال; وهذا، والله أعلم، لا يكون, لأنهم لم يتمنوا هذا, إنما تمنوا الردّ , وأخبروا أنهم لا يكذبون، ويكونون من المؤمنين.* * *وكان بعض نحويي الكوفة يقول; لو نصب " نكذب " و " نكون " على الجواب بالواو، لكان صوابًا. قال; والعرب تجيب ب " الواو "، و " ثم ", كما تجيب بالفاء. يقولون; " ليت لي مالا فأعطيَك "," وليت لي مالا وأُعْطيَك "،" وثم أعطيَك ". قال; وقد تكون نصبًا على الصَّرف, كقولك; " لا يَسَعُنِي شيء ويعجِزَ عَنك. (73)* * *وقال آخر منهم; لا أحبُّ النصب في هذا, لأنه ليس بتمنٍّ منهم, إنما هو خبرٌ، أخبروا به عن أنفسهم. ألا ترى أن الله تعالى ذكره قد كذَّبهم فقال; وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ؟ وإنما يكون التكذيب للخبر لا للتمنِّي.* * *وكان بعضهم ينكر أن يكون الجواب " بالواو " , وبحرف غير " الفاء ". وكان يقول; إنما " الواو " موضع حال, لا يسعني شيء ويضيقَ عنك "، أي; وهو يضيق عنك. قال; وكذلك الصَّرف في جميع العربية. قال; وأما " الفاء " فجواب جزاء; " ما قمت فنأتيَك "، أي; لو قمت لأتينَاك. قال; فهذا حكم الصرف و " الفاء ". قال; وأمّا قوله; " ولا نكذب "، و " نكون " فإنما جاز, لأنهم قالوا; " يا ليتنا نرد "، في غير الحال التي وقفنا فيها على النار. فكان وقفهم في تلك, فتمنَّوا أن لا يكونوا وُقِفُوا في تلك الحال.* * *قال أبو جعفر; وكأنّ معنى صاحب هذه المقالة في قوله هذا; ولو ترى إذ وقفوا على النار, فقالوا; قد وقفنا عليها مكذِّبين بآيات ربِّنا كفارًا, فيا ليتنا نردّ إليها فنُوقَف عليها غير مكذبين بآيات ربِّنا ولا كفارًا.وهذا تأويلٌ يدفعه ظاهر التنـزيل, وذلك قول الله تعالى ذكره; وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ، فأخبر الله تعالى أنهم في قيلهم ذلك كذبة, والتكذيب لا يقع في التمني. ولكن صاحب هذه المقالة أظنُّ به أنَّه لم يتدبر التأويل، ولَزِم سَنَن العربيّة.* * *قال أبو جعفر; والقراءة التي لا أختار غيرها في ذلك; ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبُ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) بالرفع في كليهما, بمعنى; يا ليتنا نردّ, ولسنا نكذب بآيات ربِّنا إن رددنا, ولكنا نكون من المؤمنين= على وجه الخبر منهم عما يفعلون إن هم ردُّوا إلى الدنيا, لا على التمنّي منهم أن لا يكذِّبوا بآيات ربهم ويكونوا من المؤمنين. لأن الله تعالى ذكره قد أخبر عنهم أنهم لو ردُّوا لعادوا لما نهوا عنه, وأنهم كذبة في قيلهم ذلك. ولو كان قيلهم ذلك على وجه التمني، لاستحال تكذيبهم فيه, لأن التمني لا يكذَّب, وإنما يكون التصديقُ والتكذيبُ في الأخبار.* * *وأما النصب في ذلك, فإني أظنّ بقارئه أنه توخَّى تأويل قراءة عبد الله التي ذكرناها عنه, (74) وذلك قراءته ذلك; ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ فَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ، على وجه جواب التمني بالفاء. وهو إذا قرئ بالفاء كذلك، لا شك في صحة إعرابه. ومعناه في ذلك; أن تأويله إذا قرئ كذلك; لو أنّا رددنا إلى الدنيا ما كذَّبنا بآيات ربِّنا, ولكُنَّا من المؤمنين. فإن يكن الذي حَكَى من حكى عن العرب من السماع منهم الجوابَ بالواو، و " ثم " كهيئة الجواب بالفاء، صحيحًا, فلا شك في صحّة قراءة من قرأ ذلك; يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ نصبًا على جواب التمني بالواو, على تأويل قراءة عبد الله ذلك بالفاء. وإلا فإن القراءة بذلك بعيدةُ المعنى من تأويل التنـزيل. ولستُ أعلم سماعَ ذلك من العرب صحيحًا, بل المعروف من كلامها; الجوابُ بالفاء، والصرفُ بالواو.* * *------------------------الهوامش ;(69) انظر تفسير"على" بمعنى"في" فيما سلف 1; 299/ 2 ; 411 ، 412/11 ; 200 ، 201 ومواضع أخرى ، التمسها في فهارس النحو والعربية.(70) انظر"إذا" و"إذ" فيما سلف ص; 236 ، تعليق; 1 ، والمراجع هناك.(71) مضى بيتان منها فيما سلف ص; 235 ، والبيت الأول من الرجز ، في اللسان (طها) وقال; "وإنما أراد; رب طه ، فحذف الألف". وكان رسم"طها" في المطبوعة والمخطوطة; "طه" ، فآثرت رسمها كما كتبها صاحب اللسان (طها).(72) الأثر; 13179 - انظر هذا الخبر في لسان العرب"وقف". وكان في المطبوعة; "الحارث بن أبي عبيد" ، وهو خطأ ، صوابه من المخطوطة. وقد مضى هذا الإسناد مرارًا.(73) "الصرف" ، مضى تفسيره فيما سلف 1; 569 ، تعليق; 1/3; 552 ، تعليق; 1/7; 247 ، تعليق; 2.(74) في المطبوعة; "فإني أظن بقارئه أنه برجاء تأويل قراءة عبد الله" ، وهو كلام غث.وفي المخطوطة; " . . . أنه برحا تأويل قراءة عبد الله" غير منقوطة ، وصواب قراءتها ما أثبت.
تفسير الآيتين 27 و 28 : يقول تعالى -مخبرا عن حال المشركين يوم القيامة، وإحضارهم النار:. { وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ } ليوبخوا ويقرعوا، لرأيت أمرا هائلا، وحالا مفظعة. ولرأيتهم كيف أقروا على أنفسهم بالكفر والفسوق، وتمنوا أن لو يردون إلى الدنيا. { فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ } فإنهم كانوا يخفون في أنفسهم، أنهم كانوا كاذبين، ويَبدو في قلوبهم في كثير من الأوقات. ولكن الأغراض الفاسدة، صدتهم عن ذلك، وصرفت قلوبهم عن الخير، وهم كذبة في هذه الأمنية، وإنما قصدهم، أن يدفعوا بها عن أنفسهم العذاب. { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }
(الواو) استئنافية
(لو) شرطية غير جازمة
(ترى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ،
(إذ) ظرف استعمل للمستقبل لأنه في حكم المحقق
(وقفوا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم ... والواو نائب فاعلـ (على النار) جار ومجرور متعلق بـ (وقفوا) بتضمينه معنى عرضوا
(الفاء) عاطفة
(قالوا) فعل ماض وفاعله
(يا) أداة تنبيه ،
(ليت) حرف مشبه بالفعل للتمني و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم ليت
(نردّ) مضارع مبني للمجهول مرفوع، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن
(الواو) واو المعية
(لا) نافية
(نكذّب) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية، والفاعل نحن
(بآيات) جار ومجرور متعلق بـ (نكذب) ،
(رب) مضاف إليه مجرور و (نا) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤولـ (أن نكذّب) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي ليت لنا ردّا وإنفاء تكذيب بآيات ربنا وكوننا من المؤمنين.(الواو) عاطفة
(نكون) مضارع ناقص منصوب معطوف على
(نكذّب) ، واسمه ضمير مستتر تقديره نحن
(من المؤمنين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر نكون.
جملة «ترى....» لا محلّ لها استئنافية ... وجواب لو محذوف أي: لرأيت أمرا عظيما.
وجملة «وقفوا» في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة «قالوا....» في محلّ جر معطوفة على جملة وقفوا.
وجملة «ليتنا نرد» في محلّ نصب مقول القول .
وجملة «نرد....» في محلّ رفع خبر ليت.
جملة «لا نكذّب» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) المقدّر.
وجملة «نكون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.