الرسم العثمانيمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِى ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْخٰسِرُونَ
الـرسـم الإمـلائـيمَنۡ يَّهۡدِ اللّٰهُ فَهُوَ الۡمُهۡتَدِىۡۚ وَمَنۡ يُّضۡلِلۡ فَاُولٰۤٮِٕكَ هُمُ الۡخٰسِرُوۡنَ
تفسير ميسر:
من يوفقه الله للإيمان به وطاعته فهو الموفَّق، ومن يخذله فلم يوفقه فهو الخاسر الهالك، فالهداية والإضلال من الله وحده.
يقول تعالى من هداه الله فإنه لا مضل له ومن أضله فقد خاب وخسر وضل لا محالة فإنه تعالى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا جاء في حديث ابن مسعود; "إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" الحديث بتمامه رواه الإمام أحمد وأهل السنن وغيرهم.
من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون تقدم معناه في غير موضع وهذه الآية ترد على القدرية كما سبق ، وترد على من قال إن الله تعالى هدى جميع المكلفين ولا يجوز أن يضل أحدا .
القول في تأويل قوله ; مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; الهداية والإضلال بيد الله، و " المهتدي" =وهو السالك سبيل الحق، الراكبُ قصدَ المحجّة= في دينه، مَن هداه الله لذلك, فوفَّقه لإصابته. والضالُّ من خذله الله فلم يوفقه لطاعته, ومن فعل الله ذلك به فهو " الخاسر "; يعني الهالك.* * *وقد بيّنا معنى " الخسارة " و " الهداية "، و " الضلالة " في غير موضع من كتابنا هذا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (153)------------------------الهوامش;(153) انظر تفسير هذه الألفاظ في فهارس اللغة ( هدى ) ، ( خسر ) ، ( ضلل ) .
قال تعالى مبينا أنه المنفرد بالهداية والإضلال: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ بأن يوفقه للخيرات، ويعصمه من المكروهات، ويعلمه ما لم يكن يعلم فَهُوَ الْمُهْتَدِي حقا لأنه آثر هدايته تعالى، وَمَنْ يُضْلِلِ فيخذله ولا يوفقه للخير فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ لأنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين.
(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم
(يهد) مضارع مجزوم فعل الشرط
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(المهتدي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء
(الواو) عاطفة
(من يضلل) مثل من يهد، والفاعل هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط
(أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.. و (الكاف) حرف خطابـ (هم) ضمير فصل ،
(الخاسرون) خبر أولئك مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: «يهد الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو المهتدي» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: «يضلل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أولئك ... الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٧٨
Al-A'raf7:178