الرسم العثمانيأَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
الـرسـم الإمـلائـياَوَلَمۡ يَتَفَكَّرُوۡا ۗ مَا بِصَاحِبِهِمۡ مِّنۡ جِنَّةٍؕ اِنۡ هُوَ اِلَّا نَذِيۡرٌ مُّبِيۡنٌ
تفسير ميسر:
أولم يتفكر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا فيتدبروا بعقولهم، ويعلموا أنه ليس بمحمد جنون؟ ما هو إلا نذير لهم من عقاب الله على كفرهم به إن لم يؤمنوا، ناصح مبين.
يقول تعالى "أو لم يتفكروا" هؤلاء المكذبون بآياتنا "ما بصاحبهم" يعني محمدا صلى الله عليه وسلم "من جنة" أي ليس به جنون بل هو رسول الله حقا دعا إلى حق "إن هو إلا نذير مبين" أي ظاهر لمن كان له لب وقلب يعقل به ويعي به كما قال تعالى "وما صاحبكم بمجنون" وقال تعالى "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد" يقول إنما أطلب منكم أن تقوموا قياما خالصا لله ليس فيه تعصب ولا عناد مثنى وفرادى أي مجتمعين ومتفرقين ثم تتفكروا في هذا الذي جاءكم بالرسالة من الله أبه جنون أم لا فإنكم إذا فعلتم ذلك بان لكم وظهر أنه رسول الله حقا وصدقا وقال قتادة بن دعامة ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصفا فدعا قريشا فجعل يفخذهم فخذا فخذا يا بني فلان يا بني فلان فحذرهم بأس الله ووقائع الله فقال قائلهم إن صاحبكم هذا لمجنون بات يصوت إلى الصباح أو حتى أصبح فأنزل الله تعالى "أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين".
قوله تعالى أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين أي فيما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم . والوقف على يتفكروا حسن . ثم قال ; ما بصاحبهم من جنة رد لقولهم ; ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون . وقيل ; نزلت بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة على الصفا يدعو قريشا ، فخذا فخذا ; فيقول ; " يا بني فلان " . يحذرهم بأس الله وعقابه . فقال قائلهم ; إن صاحبهم هذا لمجنون ، بات يصوت حتى الصباح .
القول في تأويل قوله ; أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; أو لم يتفكر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا، فيتدبروا بعقولهم, ويعلموا أن رسولَنا الذي أرسلناه إليهم, لا جنَّة به ولا خَبَل, وأن الذي دعاهم إليه هو [الرأي] الصحيح، والدين القويم، والحق المبين؟ (37) وإنما نـزلت هذه الآية فيما قيل, (38) كما; -15461 - حدثنا بشر بن معاذ قال; حدثنا يزيد قال; حدثنا سعيد, عن قتادة قال; ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصَّفا, (39) فدعا قريشًا, فجعل يفخِّذُهم فخذًا فخذًا; " يا بني فلان، يا بني فلان!" (40) فحذّرهم بأس الله, ووَقَائع الله, فقال قائلهم; " إن صاحبكم هذا لمجنون! باتَ يصوّت إلى الصباح =أو; حتى أصبح!" فأنـزل الله تبارك وتعالى; (أوَ لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين).* * *ويعني بقوله; (إن هو إلا نذير مبين)، ; ما هو إلا نذيرٌ ينذركم عقاب الله على كفركم به، (41) إن لم تنيبوا إلى الإيمان به . (42)* * *ويعني بقوله; (مبين)، قد أبان لكم، أيها الناس، إنذارُه ما أنذركم به من بأس الله على كفركم به. (43)----------------------الهوامش ;(37) في المطبوعة ; (( هو الدين الصحيح القويم )) ، غير ما في المخطوطة ، وزدت ما بين القوسين استظهاراً من السياق .(38) في المطبوعة ; (( ولذا نزلت هذه الآية )) ، وفي المخطوطة ; (( وإذا أنزلت )) ، ورأيت أن الصواب ما أثبت ، على شك منى أن يكون الكلام خرم.(39) هكذا في المطبوعة والمخطوطة وابن كثير ; "كان على الصفا" وأرجح أن صوابها " قام على الصفا" كما جاء في سائر الأخبار في تفسير آية سورة الشعراء; 214 ، (تفسير الطبري); 19; 73- 76 بولاق.(40) (( فخذ الرجل بنى فلان تفخيداً )) ، دعاهم فخذاً فخذاً . و (( الفخذ )) فرقة من فرق الجماعات والعشائر . يقال ; (( الشعب )) ، ثم (( القبيلة )) ، ثم (( الفصيلة )) ، ثم (( العمارة )) ثم (( البطن )) ، ثم (( الفخذ )) .(41) في المطبوعة ; (( منذركم )) ، وأثبت ما في المخطوطة .(42) انظر تفسير (( النذير )) فيما سلف 11 ; 369 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(43) انظر تفسير (( مبين )) فيما سلف من فهارس اللغة ( بين ) .
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ محمد صلى الله عليه وسلم مِنْ جِنَّةٍ أي: أَوَ لَمْ يُعْمِلُوا أفكارهم، وينظروا: هل في صاحبهم الذي يعرفونه ولا يخفى عليهم من حاله شيء، هل هو مجنون؟ فلينظروا في أخلاقه وهديه، ودله وصفاته، وينظروا في ما دعا إليه، فلا يجدون فيه من الصفات إلا أكملها، ولا من الأخلاق إلا أتمها، ولا من العقل والرأي إلا ما فاق به العالمين، ولا يدعو إلا لكل خير، ولا ينهى إلا عن كل شر. أفبهذا يا أولي الألباب من جنة؟ أم هو الإمام العظيم والناصح المبين، والماجد الكريم، والرءوف الرحيم؟ ولهذا قال: إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ أي: يدعو الخلق إلى ما ينجيهم من العذاب، ويحصل لهم الثواب.
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ
(الواو) عاطفة
(لم) حرف نفي وجزم وقلبـ (يتفكّروا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون ...والواو فاعلـ (ما) حرف نفي ،
(بصاحب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) ضمير مضاف إليه
(من) حرف جرّ زائد
(جنّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر
(إن) حرف نفي(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
(إلّا) اداة حصر
(نذير) خبر مرفوع
(مبين) نعت لنذير مرفوع.
جملة: «يتفكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة.
وجملة: «ما بصاحبهم من جنّة» في محلّ نصب مفعول به لفعل التفكّر المعلّق بالنفي.. وقيل هي مقيّدة بالجارّ يقال: تفكّر بالشيء.
وجملة: «إن هو إلّا نذير» لا محلّ لها استئناف بياني.
(أو لم ينظروا) مثل أو لم يتفكّروا
(في ملكوت) جارّ ومجرور متعلّق بـ (ينظروا) ،
(السموات) مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(الأرض) معطوفة على السموات مجرور
(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ معطوف على ملكوت
(خلق) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة مرفوع
(من شيء) جارّ ومجرور تمييز
(ما) ،
(الواو) عاطفة
(أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف
(عسى) فعل ماض تام
(أن) حرف مصدريّ ونصبـ (يكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب، واسمه ضمير الشأن محذوف ،
(قد) حرف تحقيق
(اقترب) فعل ماض
(أجل) فاعل مرفوع و (هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّلـ (أن عسى ... ) من المخفّفة واسمها وخبرها في محلّ جرّ معطوف على ملكوت أي في أنّه عسى كونه اقترب ...والمصدر المؤوّلـ (أن يكون ... ) في محلّ رفع فاعل عسى.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(الباء) حرف جرّ
(أيّ) اسم استفهام مجرور بالباء متعلّق بـ (يؤمنون) ،
(حديث) مضاف إليه مجرور
(بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (يؤمنون) على حذف مضاف أي بعد خبره أو نزوله
(الهاء) ضمير مضاف إليه يعود إلى القرآن أو الرسولـ (يؤمنون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
وجملة: «لم ينظروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يتفكّروا.وجملة: «خلق الله» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ رفع خبر
(أن) المخفّفة .
وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «اقترب أجلهم) في محلّ نصب خبر يكون.
وجملة: «يؤمنون» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم يؤمنون ... والجملة الاسميّة لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا لم يؤمنوا بما يدخلهم الجنّة. أو بهذا الحديث- فبأيّ حديث يؤمنون.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :١٨٤
Al-A'raf7:184