الرسم العثمانيوَإِلٰى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يٰقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلٰهٍ غَيْرُهُۥٓ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَاِلٰى عَادٍ اَخَاهُمۡ هُوۡدًا ؕ قَالَ يٰقَوۡمِ اعۡبُدُوا اللّٰهَ مَا لَـكُمۡ مِّنۡ اِلٰهٍ غَيۡرُهٗ ؕ اَفَلَا تَتَّقُوۡنَ
تفسير ميسر:
ولقد أرسلنا إلى قبيلة عاد أخاهم هودا حين عبدوا الأوثان من دون الله، فقال لهم; اعبدوا الله وحده، ليس لكم من إله يستحق العبادة غيره جل وعلا فأخلصوا له العبادة أفلا تتقون عذاب الله وسخطه عليكم؟
يقول تعالى وكما أرسلنا إلى قوم نوح نوحا كذلك أرسلنا إلى عاد أخاهم هودا قال محمد بن إسحاق هم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح. "قلت" هؤلاء هم عاد الأولى الذين ذكرهم الله وهم أولاد عاد بن إرم الذين كانوا يأوون إلي العمد في البر كما قال تعالى "ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد" وذلك لشدة بأسهم وقوتهم كما قال تعالى "فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون". وقد كانت مساكنهم باليمن بالأحقاف وهو جبال الرمل قال محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن أبي سعيد الخزاعي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة سمعت عليا يقول لرجل من حضرموت; هل رأيت كثيبا أحمر يخالطه مدرة حمراء ذا آراك وسدر كثير بناحية كذا وكذا من أرض حضرموت؟ هل رأيته؟ قال نعم يا أمير المؤمنين والله إنك لتنعته نعت رجل قد رآه قال لا ولكني قد حدثت عنه فقال الحضرمي وما شأنه يا أمير المؤمنين قال فيه قبر هود عليه السلام رواه ابن جرير وهذا فيه فائدة أن مساكنهم كانت باليمن فإن هودا عليه السلام دفن هناك وقد كان من أشرف قومه نسبا لأن الرسل إنما يبعثهم الله من أفضل القبائل وأشرفهم ولكن كان قومه كما شدد خلقهم شدد على قلوبهم وكانوا من أشد الأمم تكذيبا للحق ولهذا دعاهم هود عليه السلام إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى طاعته وتقواه.
قوله تعالى وإلى عاد أخاهم هودا أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا . قال ابن عباس أي ابن أبيهم . وقيل ; أخاهم في القبيلة . وقيل ; أي بشرا من بني أبيهم آدم . وفي مصنف أبي داود أن أخاهم هودا أي صاحبهم . وعاد من ولد سام بن نوح . قال ابن إسحاق ; وعاد هو ابن عوص بن إرم بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام . وهود هو هود بن عبد الله بن رباح بن الجلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح . بعثه الله إلى عاد نبيا . وكان من أوسطهم نسبا وأفضلهم حسبا . و عاد من لم يصرفه جعله اسما للقبيلة ، ومن صرفه جعله اسما للحي . قال أبو حاتم ; وفي حرف أبي وابن مسعود ( عاد الأولى ) بغير ألف . و " هود " أعجمي ، وانصرف لخفته ; لأنه على ثلاثة أحرف . وقد يجوز أن يكون عربيا مشتقا من هاد يهود . والنصب على البدل . وكان بين هود ونوح فيما ذكر المفسرون سبعة آباء . وكانت عاد فيما روي ثلاث عشرة قبيلة ، ينزلون الرمال ، رمل عالج . وكانوا أهل بساتين وزروع وعمارة ، وكانت بلادهم أخصب البلاد ، فسخط الله عليهم فجعلها مفاوز . وكانت فيما روي بنواحي حضرموت إلى اليمن ، وكانوا يعبدون الأصنام . ولحق هود حين أهلك قومه بمن آمن معه بمكة ، فلم يزالوا بها حتى ماتوا .
القول في تأويل قوله ; وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (65)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولقد أرسلنا إلى عاد أخاهم هودًا = ولذلك نصب " هودًا "، لأنه معطوف به على " نوح " عليهما السلام = قال هود; يا قوم، اعبدوا الله فأفردوا له العبادة، ولا تجعلوا معه إلهًا غيره، فإنه ليس لكم إله غيره =" أفلا تتقون " ، ربكم فتحذرونه، وتخافون عقابه بعبادتكم غيره، وهو خالقكم ورازقكم دون كل ما سواه.* * *
أي: { و } أرسلنا { إِلَى عَادٍ } الأولى، الذين كانوا في أرض اليمن { أَخَاهُمْ } في النسب { هُودًا } عليه السلام، يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك والطغيان في الأرض. فـ { قَالَ } لهم: { يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ } سخطه وعذابه، إن أقمتم على ما أنتم عليه، فلم يستجيبوا ولا انقادوا.
(الواو) استئنافية
(إلى عاد) جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره أرسلنا
(أخا) مفعول به منصوب وعلامة النصب الألف و (هم) ضمير مضاف إليه
(هودا) بدل من(أخاهم) أو عطف بيان منصوبـ (قال يا قوم ... إله غيره) مرّ إعرابها ،
(الهمزة) للاستفهام
(الفاء) عاطفة
(لا) نافية
(تتقون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
جملة «أرسلنا إلى عاد ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «قال....» في محلّ نصب حال بتقدير قد .وجملة «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «اعبدوا....» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة «ما لكم من إله....» لا محلّ لها تعليلية.
وجملة «تتقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدرة أي أتغفلون فلا تتقون.
(66)
(قال الملأ) مرّ إعرابها ،
(الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع نعت للملأ
(كفروا) فعل ماض وفاعله
(من قوم) جار ومجرور متعلق بحال من فاعل كفروا و (الهاء) ضمير مضاف إليه
(إنا لنراك في سفاهة) مثل إنا لنراك في ضلال ،
(الواو) عاطفة
(إنا لنظنّك من الكاذبين) مثل إنا لنراك في ضلال ... والجار والمجرور مفعول ثان لـ (نظنك) .
وجملة «قال الملأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «إنا لنراك....» في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «نراك....» في محلّ رفع خبر إن.
وجملة «إنا لنظنك....» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة «نظنك» في محلّ رفع خبر إن الثاني.
(67)
(قال يا قوم ... رب العالمين) مر إعراب نظيرها مفردات وجملا .(68)
(أبلغكم رسالات ربي) مرّ إعرابها ،
(الواو) حالية
(أنا) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع مبتدأ
(اللام) حرف جر و (كم) ضمير في محلّ جر متعلق بناصح ... وهو خبر المبتدأ مرفوع
(أمين) خبر ثان مرفوع.
جملة أبلغكم ... » في محلّ رفع نعت ثان لرسول في الآية السابقة .
وجملة «أنا لكم ناصح ... » في محلّ نصب حال «3» .
(69)
(أو عجبتم أن جاءكم.... لينذركم) مرّ إعرابها ،
(الواو) عاطفة
(اذكروا) فعل أمر مبني على حذف النون.... والواو فاعلـ (إذ) اسم مبني في محلّ نصب مفعول به عامله اذكروا ،
(جعل) فعل ماض و (كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على ربكم
(خلفاء) مفعول به ثان منصوب، ومنع من التنوين لأنه ملحق بالممدود على وزن فعلاء
(من بعد) جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لخلفاء
(قوم) مضاف إليه مجرور
(نوح) مضاف إليه مجرور
(الواو) عاطفة
(زادكم) مثل جعلكم
(في الخلق) جار ومجرور متعلق بـ (زادكم)
(بسطة) مفعولبه ثان منصوبـ (الفاء) رابطة لجواب الشرط المقدر
(اذكروا) مثل الأولـ (آلاء) مفعول به منصوبـ (الله) مضاف إليه مجرور
(لعل) حرف مشبه بالفعل و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلـ (تفلحون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة «عجبتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة .
وجملة «جاءكم ذكر....» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) .
وجملة «ينذركم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) المقدر.
وجملة «اذكروا» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدر أي: لا تعجبوا أو تدبروا أمركم واذكروا ...وجملة «جعلكم ... » في محلّ جر بإضافة إذ إليها.
وجملة «زادكم ... » في محلّ جر معطوفة على جملة جعلكم.
وجملة «اذكروا....
(الثانية) » في محلّ جزم جواب شرط مقدر أي:
إن عرفتم فضل الله عليكم فاذكروا آلاء الله.
وجملة «لعلكم تفلحون» لا محلّ لها تعليلية.
وجملة «تفلحون» في محلّ رفع خبر لعل.
(70)
(قالوا) فعل ماض مبني على الضم ... والواو فاعلـ (الهمزة) للاستفهام الإنكاري
(جئت) فعل ماض مبني على السكون وفاعله و (نا)ضمير مفعول به
(اللام) للتعليلـ (نعبد) مضارع والفاعل نحن وهو منصوب بأن مضمرة بعد اللام
(الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوبـ (وحد) حال منصوبة من لفظ الجلالة، و (الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤولـ (أن نعبد) في محلّ جر باللام متعلق بـ (جئتنا) .
(الواو) عاطفة
(نذر) مضارع منصوب معطوف على
(نعبد) ، والفاعل نحن
(ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به
(كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على آباء ،
(يعبد) مضارع مرفوع، ومفعوله محذوف أي يعبده
(آباء) فاعل يعبد مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(ائت) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير مفعول به
(الباء) حرف جر
(ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بـ (ائت) ،
(تعد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير مفعول به
(إن) حرف شرط جازم
(كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، و (التاء) ضمير اسم كنت
(من الصادقين) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كنت.
وجملة «قالوا....» : لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة «جئتنا....» : في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «نعبد....» : لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة «نذر....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.وجملة «كان ... » : لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة «يعبد آباؤنا» : في محلّ نصب خبر كان.
وجملة «ائتنا ... » : في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا بما تقول فأتنا.
وجملة «تعدنا» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني.
وجملة «كنت من الصادقين» : لا محلّ لها استئنافيّة وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنت من الصادقين فأتنا بما تعدنا.
(71)
(قال) مثل الأولـ (قد) حرف تحقيق
(وقع) مثل قالـ (على) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (وقع) ،
(من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (وقع) بتضمينه معنى وجب ، و (كم) ضمير مضاف إليه
(رجس) فاعل مرفوع
(الواو) عاطفة
(غضب) معطوف على رجس مرفوع
(الهمزة) للاستفهام الإنكاري
(تجادلون) مثل تتّقون و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به
(في أسماء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تجادلون) ،
(سمّيتم) مثل عجبتم و (الواو) زائدة حركة إشباع الميم،
(ها) ضمير مفعول به
(أنتم) ضمير منفصل مبني في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل فاعل سمّيتم
(الواو) عاطفة
(آباء) معطوف على الضمير المتّصل فاعل سمّيتم و (كم) ضمير مضاف إليه
(ما) نافية
(نزّل) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(الباء) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (نزّل) على حذف مضاف أي بعبادتها
(من) حرف جرّ زائد
(سلطان)مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(انتظروا) مثل اعبدوا
(إنّي) مثل إنّا
(مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بالمنتظرين و (كم) ضمير مضاف إليه
(من المنتظرين) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ.
وجملة «قال ... » : لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة «قد وقع ... رجس» : في محلّ نصب مقول القول.
وجملة «تجادلونني....» : لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة «سمّيتموها» : في محلّ جرّ نعت ثان لأسماء.
وجملة «ما نزّل الله.....» : في محلّ جرّ نعت ثان لأسماء .
وجملة «انتظروا....» : جواب شرط مقدّر في محلّ جزم أي إن لم تصدّقوا فانتظروا..
وجملة «إنّي معكم ... » : لا محلّ لها تعليليّة أو في حكمه.
(72)
(الفاء) عاطفة
(أنجينا) فعل ماض وفاعله و (الهاء) ضمير مفعول به
(الواو) عاطفة
(الذين معه) مرّ إعرابها
(برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أنجيناه) والباء سببيّة
(من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة
(الواو) عاطفة
(قطعنا) مثل أنجينا
(دابر) مفعول به منصوبـ (الذين) اسم موصول مبني في محلّ جرّ مضاف إليه
(كذّبوا) مثل كفروا
(بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا) و (نا) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ما) نافية،
(كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- مبني علىالضمّ ... والواو ضمير اسم كان
(مؤمنين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة «أنجيناه ... » : معطوفة على جملة مقدّرة مستأنفة أي:
أرسلت عليهم الريح ... فأنجيناه.
وجملة «قطعنا....» : لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه.
وجملة «كذّبوا....» : لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة «ما كانوا مؤمنين» : لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
- القرآن الكريم - الأعراف٧ :٦٥
Al-A'raf7:65