الرسم العثمانيسَأَلَ سَآئِلٌۢ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ
الـرسـم الإمـلائـيسَاَلَ سَآٮِٕلٌ ۢ بِعَذَابٍ وَّاقِعٍۙ
تفسير ميسر:
دعا داع من المشركين على نفسه وقومه بنزول العذاب عليهم، وهو واقع بهم يوم القيامة لا محالة، ليس له مانع يمنعه من الله ذي العلو والجلال، تصعد الملائكة وجبريل إليه تعالى في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من سني الدنيا، وهو على المؤمن مثل صلاة مكتوبة.
سورة المعارج وهي مكية باتفاق. وهي أربع وأربعون آية قرأ نافع وابن عامر "سال سايل" بغير همزة. الباقون بالهمز. فمن همز فهو من السؤال. والباء يجوز أن تكون زائدة, ويجوز أن تكون بمعنى عن. والسؤال بمعنى الدعاء; أي دعا داع بعذاب; عن ابن عباس وغيره. يقال; دعا على فلان بالويل, ودعا عليه بالعذاب. ويقال; دعوت زيدا; أي ألتمست إحضاره. أي التمس ملتمس عذابا للكافرين; وهو واقع بهم لا محالة يوم القيامة. وعلى هذا فالباء زائدة; كقوله تعالى; "تنبت بالدهن" [المؤمنون; 20], وقوله. "وهزي إليك بجذع النخلة" [مريم; 25] فهي تأكيد. أي سأل سائل عذابا واقعا.
سورة المعارجوهي مكية باتفاق . وهي أربع وأربعون آيةبسم الله الرحمن الرحيمسأل سائل بعذاب واقعقوله تعالى ; سأل سائل بعذاب واقع قرأ نافع وابن عامر " سال سايل " بغير همزة . الباقون بالهمز . فمن همز فهو من السؤال . والباء يجوز أن تكون زائدة ، ويجوز أن تكون بمعنى عن . والسؤال بمعنى الدعاء ; أي دعا داع بعذاب ; عن ابن عباس وغيره . يقال ; دعا على فلان بالويل ، ودعا عليه بالعذاب . ويقال ; دعوت زيدا ; أي التمست إحضاره . أي التمس ملتمس عذابا للكافرين ; وهو واقع بهم لا محالة يوم القيامة . وعلى هذا فالباء زائدة ; كقوله تعالى ; تنبت بالدهن ، وقوله ; وهزي إليك بجذع النخلة فهي تأكيد . أي سأل سائل عذابا واقعا .
القول في تأويل قوله تعالى ; سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)قال أبو جعفر; اختلفت القرّاء في قراءة قوله; ( سَأَلَ سَائِلٌ )، فقرأته عامة قرّاء الكوفة والبصرة; ( سَأَلَ سَائِلٌ ) بهمز سأل سائل، بمعنى سأل سائل من الكفار عن عذاب الله، بمن هو واقع، وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة ( سالَ سَائِلٌ ) فلم يهمز سأل، ووجهه إلى أنه فعل من السيل.والذي هو أولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأه بالهمز؛ لإجماع الحجة من القرّاء على ذلك، وأن عامة أهل التأويل من السلف بمعنى الهمز تأوّلوه.* ذكر من تأوّل ذلك كذلك، وقال تأويله نحو قولنا فيه;حدثني محمد بن سعيد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله; ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) قال; ذاك سؤال الكفار عن عذاب الله وهو واقع.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا حكام، عن عنبسة، عن ليث، عن مجاهد إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ... الآية، قال ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ).حدثنا محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله; ( سَأَلَ سَائِلٌ ) قال; دعا داع، ( بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) قال; يقع في الآخرة، قال; وهو قولهم; اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ .حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله; ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) قال; سأل عذاب الله أقوام، فبين الله على من يقع؛ على الكافرين.حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله; ( سَأَلَ سَائِلٌ ) قال; سأل عن عذاب واقع، فقال الله; ( لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ).وأما الذين قرءوا ذلك بغير همز، فإنهم قالوا; السائل واد من أودية جهنم.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله الله; ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) قال; قال بعض أهل العلم; هو واد في جهنم يقال له سائل.وقوله; ( بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ ) يقول; سأل بعذاب للكافرين واجب لهم يوم القيامة واقع بهم، ومعنى ( لِلْكَافِرِينَ ) على الكافرين، كالذي حُدثت عن الحسين، قال; سمعت أبا معاذ يقول; ثنا عبيد، قال; سمعت
يقول تعالى مبينا لجهل المعاندين، واستعجالهم لعذاب الله، استهزاء وتعنتا وتعجيزا:{ سَأَلَ سَائِلٌ } أي: دعا داع، واستفتح مستفتح { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }
(بعذاب) متعلّق بـ (سأل) ،
(للكافرين) متعلّق بـ (واقع) ،
(له) متعلّق بمحذوف خبر ليس
(من الله) متعلّق بـ (واقع)
(إليه) متعلّق بـ (تعرج) ،
(في يوم) متعلّق بـ (تعرج) ،
(ألف) تمييز العدد خمسين
(سنة) مضاف إليه- تمييز العدد ألف- مجرور.جملة: «سأل سائل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «ليس له دافع» في محلّ جرّ نعت لعذاب وجملة: «تعرج الملائكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان مقداره خمسين ... » في محلّ جرّ نعت ليوم.
- القرآن الكريم - المعارج٧٠ :١
Al-Ma'arij70:1