الرسم العثمانيكَلَّآ ۖ إِنَّهَا لَظٰى
الـرسـم الإمـلائـيكَلَّا ؕ اِنَّهَا لَظٰىۙ
تفسير ميسر:
ليس الأمر كما تتمناه- أيها الكافر- من الافتداء، إنها جهنم تتلظى نارها وتلتهب، تنزع بشدة حرها جلدة الرأس وسائر أطراف البدن، تنادي مَن أعرض عن الحق في الدنيا، وترك طاعة الله ورسوله، وجمع المال، فوضعه في خزائنه، ولم يؤدِّ حق الله فيه.
تقدم القول في "كلا" وأنها تكون بمعنى حقا, وبمعنى لا. وهي هنا تحتمل الأمرين; فإذا كانت بمعنى حقا كان تمام الكلام "ينجيه". وإذا كانت بمعنى لا كان تمام الكلام عليها; أي ليس ينجيه من عذاب الله الافتداء ثم قال;
قوله تعالى ; " كلا " تقدم القول في " كلا " وأنها تكون بمعنى حقا ، وبمعنى لا . وهي هنا تحتمل الأمرين ; فإذا كانت بمعنى حقا كان تمام الكلام " ينجيه " . وإذا كانت بمعنى لا كان تمام الكلام عليها ; أي ليس ينجيه من عذاب الله الافتداء ، ثم قال ;إنها لظى أي هي جهنم ; أي تتلظى نيرانها ; كقوله تعالى ; فأنذرتكم نارا تلظى واشتقاق لظى من التلظي . والتظاء النار التهابها ، وتلظيها تلهبها . وقيل ; كان أصلها " لظظ " أي ما دامت لدوام عذابها ; فقلبت إحدى الظاءين ألفا فبقيت لظى . وقيل ; هي الدركة الثانية من طبقات جهنم . وهي اسم مؤنث معرفة فلا ينصرف .
القول في تأويل قوله تعالى ; كَلا إِنَّهَا لَظَى (15)يقول تعالى ذكره; كلا ليس ذلك كذلك، ليس ينجيه من عذاب الله شيء. ثم ابتدأ الخبر عما أعدّه له هنالك جلّ ثناؤه، فقال; (إِنَّهَا لَظَى ) ولظى; اسم من أسماء جهنم، ولذلك لم يجر.واختلف أهل العربية في موضعها، فقال بعض نحويي البصرة; موضعها نصب على البدل من الهاء، وخبر إن; (نـزاعَةً ) ؛ قال; وان شئت جعلت لظَى رفعا على خبر إن، ورفعت (نـزاعَةً ) على الابتداء، وقال بعض من أنكر ذلك; لا ينبغي أن يتبع الظاهر المكنى إلا في الشذوذ؛ قال; والاختيار (إِنَّهَا لَظَى * نـزاعَةً لِلشَّوَى ) لظى الخبر، ونـزاعة حال، قال; ومن رفع استأنف، لأنه مدح أو ذمّ، قال; ولا تكون ابتداء إلا كذلك.والصواب من القول في ذلك عندنا، أن (لَظَى ) الخبر، و (نـزاعَةً ) ابتداء، فذلك رفع، ولا يجوز النصب في القراءة لإجماع قرّاء الأمصار على رفعها، ولا قارئ قرأ كذلك بالنصب؛ وإن كان للنصب في العربية وجه؛ وقد يجوز أن تكون الهاء من قوله; " إنها " عمادا، ولظى مرفوعة بنـزاعة، ونـزاعة بلظَى، كما يقال; إنها هند قائمة، وإنه هند قائمة، والهاء عماد في الوجهين.
{ كلًّا } أي: لا حيلة ولا مناص لهم، قد حقت عليهم كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ، وذهب نفع الأقارب والأصدقاء{ إِنَّهَا لَظَى}.
(كلّا) حرف ردع وزجر لما يودّ المجرم
(نزّاعة) حال منصوبة من الضمير في لظى
(للشوى) متعلّق بـ (نزّاعة) ،
(الواو) عاطفة وكذلك
(الفاء) ..
جملة: «إنّها لظى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدعو ... » في محلّ رفع خبر ثان لـ (إنّ) .
وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «جمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «أوعى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع.
- القرآن الكريم - المعارج٧٠ :١٥
Al-Ma'arij70:15