مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا
مَا لَـكُمۡ لَا تَرۡجُوۡنَ لِلّٰهِ وَقَارًا
تفسير ميسر:
إن تتوبوا وتستغفروا يُنْزِلِ الله عليكم المطر غزيرًا متتابعًا، ويكثرْ أموالكم وأولادكم، ويجعلْ لكم حدائق تَنْعَمون بثمارها وجمالها، ويجعل لكم الأنهار التي تسقون منها زرعكم ومواشيكم. مالكم -أيها القوم- لا تخافون عظمة الله وسلطانه، وقد خلقكم في أطوار متدرجة; نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظامًا ولحمًا؟ ألم تنظروا كيف خلق الله سبع سموات متطابقة بعضها فوق بعض، وجعل القمر في هذه السموات نورًا، وجعل الشمس مصباحًا مضيئًا يستضيء به أهل الأرض؟
قيل; الرجاء هنا بمعنى الخوف; أي مالكم لا تخافون لله عظمة وقدرة على أحدكم بالعقوبة. أي أي عذر لكم في ترك الخوف من الله. وقال سعيد بن جبير وأبو العالية وعطاء بن أبي رباح; ما لكم لا ترجون لله ثوابا ولا تخافون له عقابا. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس; مالكم لا تخشون لله عقابا وترجون منه ثوابا. وقال الوالبي والعوفي عنه; مالكم لا تعلمون لله عظمة. وقال ابن عباس أيضا ومجاهد; مالكم لا ترون لله عظمة. وعن مجاهد والضحاك; مالكم لا تبالون لله عظمة. قال قطرب; هذه لغة حجازية. وهذيل وخزاعة ومضر يقولون; لم أرج; لم أبال. والوقار; العظمة. والتوقير; التعظيم. وقال قتادة; مالكم لا ترجون لله عاقبة; كأن المعنى مالكم لا ترجون لله عاقبة الإيمان. وقال ابن كيسان; مالكم لا ترجون في عبادة الله وطاعته أن يثيبكم على توقيركم خيرا. وقال ابن زيد; مالكم لا تؤدون لله طاعة. وقال الحسن; مالكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرون له نعمة. وقيل; مالكم لا توحدون الله; لأن من عظمه فقد وحده. وقيل; إن الوقار الثبات لله عز وجل; ومنه قوله تعالى; "وقرن في بيوتكن" [الأحزاب; 33] أي اثبتن. ومعناه مالكم لا تثبتون وحدانية الله تعالى وأنه إلهكم لا إله لكم سواه; قال ابن بحر. ثم دلهم على ذلك فقال;