الرسم العثمانيوَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُۥ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا
الـرسـم الإمـلائـيوَمِنَ الَّيۡلِ فَاسۡجُدۡ لَهٗ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلًا طَوِيۡلًا
تفسير ميسر:
ومن الليل فاخضع لربك، وصَلِّ له، وتهجَّد له زمنًا طويلا فيه.
"ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا" كقوله تعالى "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" وكقوله تعالى "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا".
ومن الليل فاسجد له يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة . وسبحه ليلا طويلا يعني التطوع في الليل ; قاله ابن حبيب . وقال ابن عباس وسفيان ; كل تسبيح في القرآن فهو صلاة . وقيل ; هو الذكر المطلق سواء كان في الصلاة أو في غيرها وقال ابن زيد وغيره ; إن قوله ; وسبحه ليلا طويلا منسوخ بالصلوات الخمس وقيل ; هو ندب . وقيل ; هو مخصوص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - . وقد تقدم القول في مثله في سورة ( المزمل ) وقول ابن حبيب حسن . وجمع الأصيل ; الأصائل والأصل ; كقولك سفائن وسفن ; قال ;ولا بأحسن منها إذ دنا الأصلوقال في الأصائل ، وهو جمع الجمع ;لعمري لأنت البيت أكرم أهله وأقعد في أفيائه بالأصائلوقد مضى في آخر ( الأعراف ) مستوفى .ودخلت ( من ) على الظرف للتبعيض ، كما دخلت على المفعول في قوله تعالى ; يغفر لكم من ذنوبكم .
وقوله; ( إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ) يقول تعالى ذكره; إن هؤلاء المشركين بالله يحبون العاجلة، يعني، الدنيا، يقول; يحبون البقاء فيها وتعجبهم زينتها( وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا ) يقول; ويدعون خلف ظهورهم العمل للآخرة، وما لهم فيه النجاة من عذاب الله يومئذ، وقد تأوّله بعضهم بمعنى; ويذرون أمامهم يوما ثقيلا وليس ذلك قولا مدفوعا، غير أن الذي قلناه أشبه بمعنى الكلمة.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا مهران، عن سفيان ( وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا ) قال; الآخرة.
{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ } أي: أكثر [له] من السجود، ولا يكون ذلك إلا بالإكثار من الصلاة . { وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا } وقد تقدم تقييد هذا المطلق بقوله: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } الآية
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الانسان٧٦ :٢٦
Al-Insan76:26