الرسم العثمانيفَالْفٰرِقٰتِ فَرْقًا
الـرسـم الإمـلائـيفَالۡفٰرِقٰتِ فَرۡقًا
تفسير ميسر:
أقسم الله تعالى بالرياح حين تهب متتابعة يقفو بعضها بعضًا، وبالرياح الشديدة الهبوب المهلكة، وبالملائكة الموكلين بالسحب يسوقونها حيث شاء الله، وبالملائكة التي تنزل من عند الله بما يفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام، وبالملائكة التي تتلقى الوحي من عند الله وتنزل به على أنبيائه؛ إعذارًا من الله إلى خلقه وإنذارًا منه إليهم؛ لئلا يكون لهم حجة. إن الذي توعدون به مِن أمر يوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء لنازلٌ بكم لا محالة.
يعني الملائكة قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس والسدي والثوري ولا خلاف ههنا فإنها تنزل بأمر الله على الرسل تفرق بين الحق والباطل الهدى والغي والحلال والحرام.
فالفارقات فرقا الملائكة تنزل بالفرق بين الحق والباطل ; قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وأبو صالح . وروى الضحاك عن ابن عباس قال ; ما تفرق الملائكة من الأقوات والأرزاق والآجال . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ; الفارقات الرياح تفرق بين السحاب وتبدده . وعن سعيد عن قتادة قال ; الفارقات فرقا الفرقان ، فرق الله فيه بين [ ص; 136 ] الحق والباطل والحرام والحلال . وقاله الحسن وابن كيسان . وقيل ; يعني الرسل فرقوا بين ما أمر الله به ونهى عنه أي بينوا ذلك . وقيل ; السحابات الماطرة تشبيها بالناقة الفارق وهي الحامل التي تخرج وتند في الأرض حين تضع ، ونوق فوارق وفرق . وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة ; قال ذو الرمة ;أو مزنة فارق يجلو غواربها تبوج البرق والظلماء علجوم
وقوله; ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) اختلف أهل التأويل في معناه، فقال بعضهم; عُنِي; بذلك; الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا أبو كُريب، قال; ثنا جابر بن نوح، عن إسماعيل، عن أبي صالح ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) قال; الملائكة.قال; ثنا وكيع، عن إسماعيل، عن أبي صالح ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) قال; الملائكة.قال; ثنا وكيع، عن إسماعيل، مثله.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) قال; الملائكة.وقال آخرون; بل عُنِي بذلك القرآن.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ( فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ) يعني القرآن ما فرق الله فيه بين الحقّ والباطل.والصواب من القول في ذلك أن يقال; أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالفارقات، وهي الفاصلات بين الحق والباطل، ولم يخصص بذلك منهنّ بعضا دون بعض، فذلك قَسَم بكلّ فارقة بين الحقّ والباطل، مَلَكا كان أو قرآنا، أو غير ذلك.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - المرسلات٧٧ :٤
Al-Mursalat77:4