الرسم العثمانيالَّذِينَ عٰهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِى كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ
الـرسـم الإمـلائـياَلَّذِيۡنَ عَاهَدْتَّ مِنۡهُمۡ ثُمَّ يَنۡقُضُوۡنَ عَهۡدَهُمۡ فِىۡ كُلِّ مَرَّةٍ وَّهُمۡ لَا يَـتَّـقُوۡنَ
تفسير ميسر:
مِن أولئك الأشرار اليهود الذين دخلوا معك في المعاهدات بأن لا يحاربوك ولا يظاهروا عليك أحدًا، ثم ينقضون عهدهم المرة تلو المرة، وهم لا يخافون الله.
الذين كلما عاهدوا عهدا نقضوه وكلما أكدوه بالأيمان نكثوه "وهم لا يتقون" أي لا يخافون من الله في شيء ارتكبوه من الآثام.
ثم وصفهم ; الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون أي لا يخافون الانتقام . و " من " في قوله منهم للتبعيض ، لأن العهد إنما يجري مع أشرافهم ثم ينقضونه . والمعني بهم قريظة والنضير ، في قول مجاهد وغيره . نقضوا العهد فأعانوا مشركي مكة بالسلاح ، ثم اعتذروا فقالوا ; نسينا ، فعاهدهم عليه السلام ثانية فنقضوا يوم الخندق .
القول في تأويل قوله ; الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، (الذين عاهدت منهم)، يا محمد, يقول; أخذت عهودهم ومواثيقهم أن لا يحاربوك، (6) ولا يظاهروا عليك محاربًا لك، كقريظة ونظرائهم ممن كان بينك وبينهم عهد وعقد =(ثم ينقضون)، عهودهم ومواثيقهم كلما عاهدوك وواثقوك، (7) حاربوك وظاهروا عليك, (8) وهم لا يتقون الله، ولا يخافون في فعلهم ذلك أن يوقع بهم وقعة تجتاحهم وتهلكهم، كالذي;-16210- حدثني محمد بن عمرو قال; حدثنا أبو عاصم قال; حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قوله; (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم)، قال; قريظة مالأوا على محمد يوم الخندق أعداءه.16211- حدثنا القاسم قال; حدثنا الحسين قال; حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, نحوه.-----------------الهوامش ;(6) انظر تفسير " العهد " فيما سلف 13 ; 72 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .(7) في المطبوعة ; " كلما عاهدوا دافعوك وحاربوك " ، وفي المخطوطة ; " كلما عاهدوا دافعوك وحاربوك " ، وكأن الصواب ما أثبت .(8) انظر تفسير " النقض " فيما سلف 9 ; 363 10 ; 125 .
تفسير الآيات من 55 الى 57 : هؤلاء الذين جمعوا هذه الخصال الثلاث: الكفر، وعدم الإيمان، والخيانة، بحيث لا يثبتون على عهد عاهدوه ولا قول قالوه، هم شر الدواب عند الله فهم شر من الحمير والكلاب وغيرها، لأن الخير معدوم منهم، والشر متوقع فيهم ، فإذهاب هؤلاء ومحقهم هو المتعين، لئلا يسري داؤهم لغيرهم، ولهذا قال: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ} أي: تجدنهم في حال المحاربة، بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق. {فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} أي: نكل بهم غيرهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون [به] عبرة لمن بعدهم {لَعَلَّهُمْ} أي من خلفهم {يَذْكُرُونَ} صنيعهم، لئلا يصيبهم ما أصابهم،وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي، أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي، بل وزجرا لمن عملها أن لا يعاودها. ودل تقييد هذه العقوبة في الحرب أن الكافر ـ ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر ـ أنه إذا أُعْطِيَ عهدا لا يجوز خيانته وعقوبته
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الأنفال٨ :٥٦
Al-Anfal8:56