وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ
وَاِذَا النُّجُوۡمُ انْكَدَرَتۡ
تفسير ميسر:
إذا الشمس لُفَّت وذهب ضَوْءُها، وإذا النجوم تناثرت، فذهب نورها، وإذا الجبال سيِّرت عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثًا، وإذا النوق الحوامل تُركت وأهملت، وإذا الحيوانات الوحشية جُمعت واختلطت؛ ليقتصَّ الله من بعضها لبعض، وإذا البحار أوقدت، فصارت على عِظَمها نارًا تتوقد، وإذا النفوس قُرنت بأمثالها ونظائرها، وإذا الطفلة المدفونة حية سُئلت يوم القيامة سؤالَ تطييب لها وتبكيت لوائدها; بأيِّ ذنب كان دفنها؟ وإذا صحف الأعمال عُرضت، وإذا السماء قُلعت وأزيلت من مكانها، وإذا النار أوقدت فأضرِمت، وإذا الجنة دار النعيم قُرِّبت من أهلها المتقين، إذا وقع ذلك، تيقنتْ ووجدتْ كلُّ نفس ما قدَّمت من خير أو شر.
وقوله تعالي "وإذا النجوم انكدرت" أي انتثرت كما قال تعالي "وإذا الكواكب انتثرت" وأصل الانكدار الانصباب. قال الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال; ست آيات قبل يوم القيامة بينا الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت واختلطت ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن واختلطت الدواب والطير والوحوش فماجوا بعضهم في بعض "وإذا الوحوش حشرت" قال اختلطت "وإذا العشار عطلت" قال أهملها أهلها "وإذا البحار سجرت" قال; قالت الجن نحن نأتيكم بالخبر قال فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تتأجج قال فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى وإلى السماء السابعة العليا قال فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم. رواه ابن جرير هذا لفظه وابن أبي حاتم ببعضه وهكذا قال مجاهد والربيع بن خيثم والحسن البصري وأبو صالح وحماد بن أبي سليمان والضحاك في قوله جل وعلا "وإذا النجوم انكدرت" أي تناثرت وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "وإذا النجوم انكدرت" أي تغيرت. وقال يزيد بن أبي مريم عن النبي صلى الله عليه وسلم "وإذا النجوم انكدرت" قال "انكدرت في جهنم وكل من عبد من دون الله فهو في جهنم إلا ما كان من عيسى وأمه ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها" رواه ابن أبي حاتم بالإسناد المتقدم.