الرسم العثمانيثُمَّ مَآ أَدْرٰىكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ
الـرسـم الإمـلائـيثُمَّ مَاۤ اَدۡرٰٮكَ مَا يَوۡمُ الدِّيۡنِؕ
تفسير ميسر:
وما أدراك ما عظمة يوم الحساب، ثم ما أدراك ما عظمةُ يوم الحساب؟ يوم الحساب لا يقدر أحد على نفع أحد، والأمر في ذلك اليوم لله وحده الذي لا يغلبه غالب، ولا يقهره قاهر، ولا ينازعه أحد.
ثم أكده بقوله تعالى "ثم ما أدراك ما يوم الدين".
نحو قوله تعالى ; " القارعة ما القارعة .وما أدراك ما القارعة " [ القارعة ; 1 - 3 ] وقال ابن عباس فيما روي عنه ; كل شيء من القرآن من قوله ; " وما أدراك " فقد أدراه .وكل شيء من قوله " وما يدريك " فقد طوي عنه .
وقوله; ( ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ) يقول; ثم أيّ شيء أشعرك يوم المجازاة والحساب يا محمد، تعظيما لأمره، ثم فسَّر جلّ ثناؤه بعض شأنه فقال; ( يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ) يقول; ذلك اليوم، ( يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ ) يقول; يوم لا تُغني نفس عن نفس شيئا، فتدفع عنها بليَّة نـزلت بها، ولا تنفعها بنافعة، وقد كانت في الدنيا تحميها، وتدفع عنها من بغاها سوءا، فبطل ذلك يومئذ، لأن الأمر صار لله الذي لا يغلبه غالب، ولا يقهره قاهر، واضمحلت هنالك الممالك، وذهبت الرياسات، وحصل الملك للملك الجبار، وذلك قوله; ( وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) يقول; والأمر كله يومئذ، يعني; الدين لله دون سائر خلقه، ليس لأحد من خلقه معه يومئذ أمر ولا نهي.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن عبد الأعلى، قال; ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) قال; ليس ثم أحد يومئذ يقضي شيئا، ولا يصنع شيئا إلا ربّ العالمين.
{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ } ففي هذا تهويل لذلك اليوم الشديد الذي يحير الأذهان.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الإنفطار٨٢ :١٨
Al-Infitar82:18