وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلٰى مَن يَشَآءُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوۡبِهِمۡ ؕ وَ يَتُوۡبُ اللّٰهُ عَلٰى مَنۡ يَّشَآءُ ؕ وَاللّٰهُ عَلِيۡمٌ حَكِيۡمٌ
تفسير ميسر:
يا معشر المؤمنين قاتلوا أعداء الله يعذبهم عز وجل بأيديكم، ويذلهم بالهزيمة والخزي، وينصركم عليهم، ويُعْلِ كلمته، ويشف بهزيمتهم صدوركم التي طالما لحق بها الحزن والغم من كيد هؤلاء المشركين، ويُذْهِب عن قلوب المؤمنين الغيظ. ومن تاب من هؤلاء المعاندين فإن الله يتوب على من يشاء. والله عليم بصدق توبة التائب، حكيم في تدبيره وصنعه ووَضْع تشريعاته لعباده.
وأعاد الضمير في قوله " ويذهب غيظ قلوبهم " عليهم أيضا. وقد ذكر ابن عساكر في ترجمة مؤذن لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن مسلم بن يسار عن عائشة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غضبت أخذ بأنفها وقال " يا عويش قولي اللهم رب النبي محمد اغفر ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن " ساقه من طريق أبي أحمد الحاكم عن الباغندي عن هشام بن عمار حدثنا عبدالرحمن بن أبي الجوزاء عنه " ويتوب الله على من يشاء " أي من عباده " والله عليم " أي بما يصلح عباده " حكيم " في أفعاله وأقواله الكونية والشرعية فيفعل ما يشاء. ويحكم ما يريد وهو العادل الحاكم الذي لا يجور أبدا ولا يضيع مثقال ذرة من خير وشـر بل يجازي عليه في الدنيا والآخرة.