Skip to main content
الرسم العثماني

إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْـًٔا ۗ وَاللَّهُ عَلٰى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ

الـرسـم الإمـلائـي

اِلَّا تَـنۡفِرُوۡا يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا اَلِيۡمًا ۙ وَّيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوۡهُ شَيۡـًٔــا‌ ؕ وَاللّٰهُ عَلٰى كُلِّ شَىۡءٍ قَدِيۡرٌ

تفسير ميسر:

إن لا تنفروا أيها المؤمنون إلى قتال عدوكم ينزلِ الله عقوبته بكم، ويأت بقوم آخرين ينفرون إذ ا استُنْفروا، ويطيعون الله ورسوله، ولن تضروا الله شيئًا بتولِّيكم عن الجهاد، فهو الغني عنكم وأنتم الفقراء إليه. وما يريده الله يكون لا محالة. والله على كل شيء قدير من نصر دينه ونبيه دونكم.

ثم توعد تعالى من ترك الجهاد فقال " إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما " قال ابن عباس; استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا من العرب فتثاقلوا عنه فأمسك الله عنهم القطر فكان عذابهم " ويستبدل قوما غيركم " أي لنصرة نبيه وإقامة دينه كما قال تعالى " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " " ولا تضروه شيئا " أي ولا تضروا الله شيئا بتوليكم عن الجهاد ونكولكم وتثاقلكم عنه " والله على كل شيء قدير " أي قادر على الانتصار من الأعداء بدونكم وقد قيل إن هذه الآية وقوله " انفروا خفافا وثقالا " وقوله " وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله " أنهن منسوخات بقوله تعالى " وما كانوا المؤمنين لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة " روى هذا عن ابن عباس وعكرمة والحسن وزيد بن أسلم ورده ابن جرير وقال إنما هذا فيمن دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجهاد فتعين عليهم ذلك فلو تركوه لعوقبوا عليه وهذا له اتجاه والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.