الرسم العثمانيقُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلٰىنَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
الـرسـم الإمـلائـيقُلْ لَّنۡ يُّصِيۡبَـنَاۤ اِلَّا مَا كَتَبَ اللّٰهُ لَـنَا ۚ هُوَ مَوۡلٰٮنَا ۚ وَعَلَى اللّٰهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ الۡمُؤۡمِنُوۡنَ
تفسير ميسر:
قل -أيها النبي- لهؤلاء المتخاذلين زجرًا لهم وتوبيخًا; لن يصيبنا إلا ما قدَّره الله علينا وكتبه في اللوح المحفوظ، هو ناصرنا على أعدائنا، وعلى الله، وحده فليعتمد المؤمنون به.
فأرشد الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوابهم في عداوتهم هذه التامة فقال قل أي; لهم لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا أي نحن تحت مشيئته وقدره وهو مولانا أي سيدنا وملجؤنا وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي ونحن متوكلون عليه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
قوله تعالى قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنونقوله تعالى قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا قيل ; في اللوح المحفوظ . وقيل ; ما أخبرنا به في كتابه من أنا إما أن نظفر فيكون الظفر حسنى لنا ، وإما أن نقتل فتكون الشهادة أعظم حسنى لنا . والمعنى كل شيء بقضاء وقدر . وقد تقدم في ( الأعراف ) أن العلم والقدر والكتاب سواء وقراءة الجمهور يصيبنا نصب ب " لن " . وحكى أبو عبيدة أن من العرب من يجزم بها . وقرأ طلحة بن مصرف " هل يصيبنا " وحكي عن أعين قاضي الري أنه قرأ " قل لن يصيبنا " بنون مشددة . وهذا لحن ، لا يؤكد بالنون ما كان خبرا ، ولو كان هذا في قراءة طلحة لجاز . قال الله تعالى ; هل يذهبن كيده ما يغيظ .
القول في تأويل قوله ; قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره مؤدِّبًا نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلم; (قل)، يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين تخلفوا عنك; (لن يصيبنا)، أيها المرتابون في دينهم =(إلا ما كتب الله لنا)، في اللوح المحفوظ، وقضاه علينا (29) =(هو مولانا)، يقول; هو ناصرنا على أعدائه (30) =(وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، يقول; وعلى الله فليتوكل المؤمنون, فإنهم إن يتوكلوا عليه، ولم يرجُوا النصر من عند غيره، ولم يخافوا شيئًا غيره, يكفهم أمورهم، وينصرهم على من بغاهم وكادهم. (31)----------------------الهوامش ;(29) انظر تفسير "كتب" فيما سلف من فهارس اللغة (كتب).(30) انظر تفسير "المولى" فيما سلف من فهارس اللغة (ولى).(31) انظر تفسير "التوكل" فيما سلف ص ; 43 ، تعليق; 1 ، والمراجع هناك.
قال تعالى رادا عليهم في ذلك {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} أي: ما قدره وأجراه في اللوح المحفوظ. {هُوَ مَوْلَانَا} أي: متولي أمورنا الدينية والدنيوية، فعلينا الرضا بأقداره وليس في أيدينا من الأمر شيء. {وَعَلَى اللَّهِ} وحده {فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} أي: يعتمدوا عليه في جلب مصالحهم ودفع المضار عنهم، ويثقوا به في تحصيل مطلوبهم، فلا خاب من توكل عليه، وأما من توكل على غيره، فإنه مخذول غير مدرك لما أمل.
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت
(لن) حرف نفي ونصبـ (يصيب) مضارع منصوبـ (ونا) ضمير مفعول به
(إلّا) أداة حصر
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعلـ (كتب) فعل ماض
(الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع والعائدمحذوف أي كتبه
(اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (كتب) ،
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(مولى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و (نا) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(على الله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يتوكّل) ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر ،
(اللام) لام الأمر
(يتوكّل) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين
(المؤمنون) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لن يصيبنا إلّا ما ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كتب الله ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «هو مولانا ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو اعراضيّة-.
وجملة: «ليتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت الاصابة من الله، أو إن كان المكتوب من الله فليتوكّل المؤمنون على الله.
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٥١
At-Taubah9:51