الرسم العثمانيوَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَيَحۡلِفُوۡنَ بِاللّٰهِ اِنَّهُمۡ لَمِنۡكُمۡؕ وَمَا هُمۡ مِّنۡكُمۡ وَلٰـكِنَّهُمۡ قَوۡمٌ يَّفۡرَقُوۡنَ
تفسير ميسر:
ويحلف هؤلاء المنافقون بالله لكم أيها المؤمنون كذبًا وباطلا إنهم لمنكم، وليسوا منكم، ولكنهم قوم يخافون فيحلفون تَقِيَّة لكم.
يخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن جزعهم وفزعهم وفرقهم وهلعهم أنهم " يحلفون بالله إنهم لمنكم " يمينا مؤكدة " وما هم منكم " أي في نفس الأمر " ولكنهم قوم يفرقون " أي فهو الذي حملهم على الحلف.
ويحلفون بالله إنهم لمنكم بين أن من أخلاق المنافقين الحلف بأنهم مؤمنون . نظيره إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله الآية . والفرق الخوف ، أي يخافون أن يظهروا ما هم عليه فيقتلوا .
القول في تأويل قوله ; وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ويحلف بالله لكم، أيها المؤمنون، هؤلاء المنافقون كذبًا وباطلا خوفًا منكم; (إنهم لمنكم) في الدين والملة. يقول الله تعالى، مكذّبًا لهم; (وما هم منكم)، أي ليسوا من أهل دينكم وملتكم, بل هم أهل شكٍّ ونفاقٍ =(ولكنهم قوم يفرقون)، يقول; ولكنهم قوم يخَافونكم, فهم خوفًا منكم يقولون بألسنتهم; " إنا منكم ", ليأمنوا فيكم فلا يُقْتَلوا.* * *
{وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ} قصدهم في حلفهم هذا أنهم {قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} أي: يخافون الدوائر، وليس في قلوبهم شجاعة تحملهم على أن يبينوا أحوالهم. فيخافون إن أظهروا حالهم منكم، ويخافون أن تتبرأوا منهم، فيتخطفهم الأعداء من كل جانب. وأما حال قوي القلب ثابت الجنان، فإنه يحمله ذلك على بيان حاله، حسنة كانت أو سيئة، ولكن المنافقين خلع عليهم خلعة الجبن، وحلوا بحلية الكذب.
(الواو) استئنافيّة
(يحلفون) مضارع مرفوع.. والواو فاعلـ (بالله) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يحلفون) ،
(إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(اللام) المزحلقة وهي مؤكدّة للقسم
(من) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر إنّ
(الواو) حاليّة
(ما) نافية
(هم) ضمير منفصل مبتدأ
(منكم) مثل الأول متعلّق بمحذوف خبر هم
(الواو) عاطفة
(لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك- ناسخ- و (هم) ضمير في محلّ نصب اسم لكنّ
(قوم) خبر لكنّ مرفوع
(يفرقون) مثل يحلفون.
جملة: «يحلفون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم لمنكم» لا محلّ لها جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل يحلفون.
وجملة: «ما هم منكم» في محلّ نصب حال.
وجملة: «لكنّهم قوم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال .
وجملة: «يفرقون» في محلّ رفع نعت لقوم.
- القرآن الكريم - التوبة٩ :٥٦
At-Taubah9:56