وَالَّيْلِ إِذَا سَجٰى
وَالَّيۡلِ اِذَا سَجٰىۙ
تفسير ميسر:
أقسم الله بوقت الضحى، والمراد به النهار كله، وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه. ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير خالقه، فإن القسم بغير الله شرك. ما تركك -أيها النبي- ربك، وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك.
وقال ابن ابي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبدالله الأودي قالا حدثنا أبو أسامة حدثني سفيان حدثني الأوسد بن قيس أنه سمع جندبا يقول رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في أصبعه فقال; "هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت؟ " قال فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم فقالت له امرأة ما أرى شيطانك إلا قد تركك فنزلت "والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى" والسياق لأبي سعيد قيل إن هذه المرأة هي أم جميل امرأة أبي لهب. وذكر أن أصبعيه عليه وسلم دميت وقوله هذا الكلام الذي اتفق أنه موزون ثابت في الصحيحين ولكن الغريب ههنا جعله سببا لتركه القيام ونزول هذه السورة. فأما ما رواه ابن جرير حدثنا ابن أبي الشوارب حدثنا عبدالواحد بن زياد حدثنا سليمان الشيباني عن عبدالله بن شداد أن خديجة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ما أرى بك إلا قد قلاك فأنزل الله "والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى" وقال أيضا حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال; أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فجزع جزعا شديدا فقالت خديجة إني أرى ربك قد قلاك مما نرى من جزعك قال فنزلت "والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى" إلى آخرها فإنه حديث مرسل من هذين الوجهين ولعل ذكر خديجة ليس محفوظ أو قالته على وجه التأسف والتحزن والله أعلم.