الرسم العثمانيعَلَّمَ الْإِنسٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
الـرسـم الإمـلائـيعَلَّمَ الۡاِنۡسَانَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡؕ
تفسير ميسر:
اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك من القرآن مُفْتَتِحًا باسم ربك المتفرد بالخلق، الذي خلق كل إنسان من قطعة دم غليظ أحمر. اقرأ -أيها النبي- ما أُنزل إليك، وإن ربك لكثير الإحسان واسع الجود، الذي علَّم خلقه الكتابة بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يكن يعلم، ونقله من ظلمة الجهل إلى نور العلم.
كرمه تعالى أن علم الإنسان ما لم يعلم فشرفه وكرمه بالعلم وهو القدر الذي امتاز به أبو البرية آدم على الملائكة والعلم تارة يكون في الأذهان وتارة يكون في اللسان وتارة يكون في الكتابة بالبنان ذهني ولفظي ورسمي. والرسمي يستلزمهما من غير عكس فلهذا قال "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم" وفي الأثر قيدوا العلم بالكتابة وفيه أيضا من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يكن يعلم.
قوله تعالى ; علم الإنسان ما لم يعلم قيل ; الإنسان هنا آدم - عليه السلام - . علمه أسماء كل شيء ; حسب ما جاء به القرآن في قوله تعالى ; وعلم آدم الأسماء كلها . فلم يبق شيء إلا وعلم سبحانه آدم اسمه بكل لغة ، وذكره آدم للملائكة كما علمه . وبذلك ظهر فضله ، وتبين قدره ، وثبتت نبوته ، وقامت حجة الله على الملائكة وحجته ، وامتثلت الملائكة الأمر لما رأت من شرف الحال ، ورأت من جلال القدرة ، وسمعت من عظيم الأمر . ثم توارثت ذلك ذريته خلفا بعد سلف ، وتناقلوه قوما عن قوم . وقد مضى هذا في سورة ( البقرة ) مستوفى والحمد لله . وقيل ; الإنسان هنا الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ; دليله قوله تعالى ; وعلمك ما لم تكن تعلم . وعلى هذا فالمراد بعلمك المستقبل ; فإن هذا من أوائل ما نزل . وقيل ; هو عام لقوله تعالى ; والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا .
وقوله; ( عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) يقول تعالى ذكره; علَّم الإنسان الخطّ بالقلم، ولم يكن يَعْلَمُهُ، مع أشياء غير ذلك، مما علمه ولم يكن يعلمه.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; ( عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) قال; علَّم الإنسان خطا بالقلم.
[عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا، وجعل له السمع والبصر والفؤاد، ويسر له أسباب العلم.فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ به العلوم، وتضبط الحقوق، وتكون رسلًا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة، الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور، ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - العلق٩٦ :٥
Al-'Alaq96:5