الرسم العثمانيفَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ ۚ قُلْ فَانتَظِرُوٓا إِنِّى مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيفَهَلۡ يَنۡتَظِرُوۡنَ اِلَّا مِثۡلَ اَيَّامِ الَّذِيۡنَ خَلَوۡا مِنۡ قَبۡلِهِمۡؕ قُلۡ فَانْتَظِرُوۡۤا اِنِّىۡ مَعَكُمۡ مِّنَ الۡمُنۡتَظِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
فهل ينتظر هؤلاء إلا يومًا يعاينون فيه عذاب الله مثل أيام أسلافهم المكذبين الذين مَضَوا قبلهم؟ قل لهم -أيها الرسول-; فانتظروا عقاب الله إني معكم من المنتظرين عقابكم.
أي فهل ينتظر هؤلاء المكذبون لك يا محمد من النقمة والعذاب إلا مثل أيام الله في الذين خلوا من قبلهم من الأمم الماضية المكذبة لرسلهم "قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا" أي ونهلك المكذبين بالرسل.
قوله تعالى فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين[ ص; 292 ] قوله تعالى فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم الأيام هنا بمعنى الوقائع ; يقال ; فلان عالم بأيام العرب أي بوقائعهم . قال قتادة ; يعني وقائع الله في قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم . والعرب تسمي العذاب أياما والنعم أياما ; كقوله تعالى ; وذكرهم بأيام الله . وكل ما مضى لك من خير أو شر فهو أيام . قل فانتظروا أي تربصوا ; وهذا تهديد ووعيد . إني معكم من المنتظرين أي المتربصين لموعد ربي .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، محذِّرًا مشركي قومه من حلول عاجل نقمه بساحتهم نحوَ الذي حلَّ بنظرائهم من قبلهم من سائر الأمم الخالية من قبلهم ، السالكة في تكذيب رسل الله وجحود توحيد ربِّهم سبيلَهم; فهل ينتظر ، يا محمد ، هؤلاء المشركون من قومك المكذِّبون بما جئتهم به من عند الله، إلا يومًا يعاينون فيه من عذاب الله مثل أيام أسلافهم الذي كانوا على مثل الذي هم عليه من الشرك والتكذيب ، الذين مضوا قبلهم فخَلَوْا من قوم نوح وعاد وثمود؟ قل لهم ، يا محمد، إن كانوا ذلك ينتظرون; فانتظروا عقابَ الله إياكم ، ونـزول سخطه بكم، إني من المنتظرين هلاككم وبوارَكم بالعقوبة التي تحلُّ بكم من الله.* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.ذكر من قال ذلك;17912- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتاده،قوله; (فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم) ، يقول; وقائع الله في الذين خلوا من قبلهم قوم نوح وعادٍ وثمود.17913- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، في قوله; (فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ) ، قال; خوَّفهم عذابه ونقمته وعقوبته، ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلك أمرٌ أنجى الله رسله والذين آمنوا معه، فقال الله; ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ .* * *
{ فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ ْ} أي: فهل ينتظر هؤلاء الذين لا يؤمنون بآيات الله، بعد وضوحها، { إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ ْ} أي: من الهلاك والعقاب، فإنهم صنعوا كصنيعهم وسنة الله جارية في الأولين والآخرين. { قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ْ} فستعلمون من تكون له العاقبة الحسنة، والنجاة في الدنيا والآخرة، وليست إلا للرسل وأتباعهم.
(الفاء) استئنافيّة
(ينتظرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (هل) استفهاميّة بمعنى النفي(إلّا) أداة حصر
(مثل) مفعول به منصوبـ (أيّام) مضاف إليه مجرور
(الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه
(خلوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاءالساكنين.. والواو فاعلـ (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (خلوا) ، و (هم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه
(قل) مثل المتقدّم ،
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(انتظروا) مثل انظروا ،
(إنّ) حرف مشبه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ
(مع) ظرف منصوب متعلّق بالمنتظرين و (كم) ضمير مضاف إليه
(من المنتظرين) جارّ ومجرور خبر إنّ.
جملة: «هل ينتظرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
وجملة: «خلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «انتظروا ... » جواب شرط مقدّر أي إن كنتم تنتظرون ذلك فانتظروا ... وجملة الشرط والجواب في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي معكم من المنتظرين» لا محلّ لها في حكم التعليليّة.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :١٠٢
Yunus10:102