الرسم العثمانيوَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّآ أُمَّةً وٰحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا كَانَ النَّاسُ اِلَّاۤ اُمَّةً وَّاحِدَةً فَاخۡتَلَفُوۡا ؕ وَلَوۡلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتۡ مِنۡ رَّبِّكَ لَـقُضِىَ بَيۡنَهُمۡ فِيۡمَا فِيۡهِ يَخۡتَلِفُوۡنَ
تفسير ميسر:
كان الناس على دين واحد وهو الإسلام، ثم اختلفوا بعد ذلك، فكفر بعضهم، وثبت بعضهم على الحق. ولولا كلمة سبقت من الله بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم لقُضِيَ بينهم; بأن يُهْلك أهل الباطل منهم، وينجي أهل الحق.
ثم أخبر تعالى أن هذا الشرك حادث الناس كائن بعد أن لم يكن وأن الناس كلهم كانوا على دين واحد وهو الإسلام. قال ابن عباس; كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام ثم وقع الاختلاف بين الناس وعبدت الأصنام والأنداد والأوثان فبعث الله الرسل بآياته وبيناته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة " ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة" وقوله "ولولا كلمة سبقت من ربك" الآية أي لولا ما تقدم من الله تعالى أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه وأنه قد أجل الخلق إلى أجل معدود لقضى بينهم فيما اختلفوا فيه فأسعد المؤمنين وأعنت الكافرين.
قوله تعالى وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون تقدم في " البقرة " معناه فلا معنى للإعادة . وقال الزجاج ; هم العرب كانوا على الشرك . وقيل ; كل مولود يولد على الفطرة ، فاختلفوا عند البلوغ . ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون إشارة إلى القضاء والقدر ; أي لولا ما سبق في حكمه أنه لا يقضي بينهم فيما اختلفوا فيه بالثواب والعقاب دون القيامة لقضي بينهم في الدنيا ، فأدخل المؤمنين الجنة بأعمالهم والكافرين النار بكفرهم ، ولكنه سبق من الله الأجل مع علمه بصنيعهم فجعل موعدهم القيامة ; قاله الحسن . وقال أبو روق ; لقضي بينهم لأقام عليهم الساعة . وقيل ; لفرغ من هلاكهم . وقال الكلبي ; " الكلمة " أن الله أخر هذه الأمة فلا يهلكهم بالعذاب في الدنيا إلى يوم القيامة ، فلولا هذا التأخير لقضي بينهم بنزول العذاب أو بإقامة الساعة . والآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم في تأخير العذاب عمن كفر به . وقيل ; الكلمة السابقة أنه لا يأخذ أحدا إلا بحجة وهو إرسال الرسل ; كما قال ; وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقيل ; الكلمة قوله ; سبقت رحمتي غضبي ولولا ذلك لما أخر العصاة إلى التوبة . وقرأ عيسى " لقضى " بالفتح .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; وما كان الناس إلا أهل دين واحد وملة واحدة فاختلفوا في دينهم، فافترقت بهم السبل في ذلك ، ( ولولا كلمة سبقت من ربك ) ، يقول; ولولا أنه سبق من الله أنه لا يهلك قوما إلا بعد انقضاء آجالهم ، " لقضي بينهم فيما فيه يختلفون " يقول; لقضي بينهم بأن يُهلِك أهل الباطل منهم، وينجي أهل الحق . (28)* * *وقد بينا اختلاف المختلفين في معنى ذلك في " سورة البقرة "، وذلك في قوله; كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ ، [سورة البقرة; 213] ، وبينا الصواب من القول فيه بشواهده ، فأغنى عن إعادته في هذا الموضع. (29)17589- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد; (وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا) ، حين قتل أحدُ ابني آدم أخاه.17590- حدثني المثنى قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، بنحوه.17591- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.-------------------------الهوامش ;(28) انظر تفسير " قضى " فيما سلف من فهارس اللغة ( قضى ) .(29) انظر ما سلف 4 ; 275 - 280 .
أي: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً} متفقين على الدين الصحيح، ولكنهم اختلفوا، فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. {وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ} بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم، {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بأن ننجي المؤمنين، ونهلك الكافرين المكذبين، وصار هذا فارقا بينهم {فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} ولكنه أراد امتحانهم وابتلاء بعضهم ببعض، ليتبين الصادق من الكاذب.
(الواو) عاطفة- أو استئنافيّة-
(ما) نافية
(كان) فعل ماض ناقص- ناسخ-
(الناس) اسم كان مرفوع
(إلّا) أداة حصر
(أمّة) خبر كان منصوبـ (واحدة) نعت لأمّة منصوبـ (الفاء) عاطفة
(اختلفوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعلـ (الواو) عاطفة
(لولا) حرف شرط غير جازم
(كلمة) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف تقديره موجودة
(سبقت) فعل ماض.. و (التاء) للتأنيث، والفاعل هي
(من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لكلمة و (الكاف) ضمير مضاف إليه
(اللام) واقعة في جواب لولا
(قضي) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي العذاب المفهوم من سياق الكلام
(بين) ظرف منصوب متعلّق بـ (قضي) ،
(في) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (قضي) ،
(في) مثل الأول و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: «ما كان الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. أو معطوفة على جملة يعبدون..
وجملة: «اختلفوا» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «لولا كلمة ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «سبقت» في محلّ رفع نعت لكلمة.
وجملة: «قضي بينهم» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
- القرآن الكريم - يونس١٠ :١٩
Yunus10:19