الرسم العثمانيوَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِـَٔايٰتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخٰسِرِينَ
الـرسـم الإمـلائـيوَلَا تَكُوۡنَنَّ مِنَ الَّذِيۡنَ كَذَّبُوۡا بِاٰيٰتِ اللّٰهِ فَتَكُوۡنَ مِنَ الۡخٰسِرِيۡنَ
تفسير ميسر:
ولا تكونن -أيها الرسول- من الذين كذَّبوا بحجج الله وأدلته فتكون من الخاسرين الذين سخِطَ الله عليهم ونالوا عقابه.
قال قتادة بن دعامة بلغنا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لا أشك ولا أسأل ". وكذا قال ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن البصري وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم صلي الله عليه وسلم موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب كما قال تعالى "الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل" الآية. ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبناءهم يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم.
ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين والخطاب في هاتين الآيتين للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)قال أبو جعفر; ويقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تكونن يا محمدُ، من الذين كذَّبوا بحجج الله وأدلته، فتكون ممن غُبن حظه ، وباع رحمةَ الله ورضاه ، بسَخَطه وعقابه. (37)------------------الهوامش ;(37) انظر تفسير " الآية " فيما سلف من فهارس اللغة ( أيي ) .، وتفسير " الخسران فيما سلف من فهارس اللغة ( خسر ) .
{ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } وحاصل هذا أن الله نهى عن شيئين: الشك في هذا القرآن والامتراء فيه. وأشد من ذلك، التكذيب به، وهو آيات الله البينات التي لا تقبل التكذيب بوجه، ورتب على هذا الخسار، وهو عدم الربح أصلاً، وذلك بفوات الثواب في الدنيا والآخرة، وحصول العقاب في الدنيا والآخرة، والنهي عن الشيء أمر بضده، فيكون أمرًا بالتصديق التام بالقرآن، وطمأنينة القلب إليه، والإقبال عليه، علمًا وعملاً. فبذلك يكون العبد من الرابحين الذين أدركوا أجل المطالب، وأفضل الرغائب، وأتم المناقب، وانتفى عنهم الخسار.
(الواو) عاطفة
(لا تكونن) مثل السابقة ،
(من) حرف جرّ
(الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر تكونن
(كذّبوا) فعل ماض وفاعله
(بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا) ،
(الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور
(الفاء) فاء السببيّة
(تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت
(من الخاسرين) مثل من الممترين .
والمصدر المؤوّلـ (أن تكون) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق: أي لا يكن منك كذب بآيات الله فخسران.
جملة: «لا تكوننّ ... » معطوفة على جملة لا تكوننّ من الممترين .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي(أن) المضمر.
- القرآن الكريم - يونس١٠ :٩٥
Yunus10:95