الرسم العثمانيفَلَا تَكُ فِى مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هٰٓؤُلَآءِ ۚ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ ءَابَآؤُهُم مِّن قَبْلُ ۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ
الـرسـم الإمـلائـيفَلَا تَكُ فِىۡ مِرۡيَةٍ مِّمَّا يَعۡبُدُ هٰٓؤُلَاۤءِ ؕ مَا يَعۡبُدُوۡنَ اِلَّا كَمَا يَعۡبُدُ اٰبَآؤُهُمۡ مِّنۡ قَبۡلُؕ وَاِنَّا لَمُوَفُّوۡهُمۡ نَصِيۡبَهُمۡ غَيۡرَ مَنۡقُوۡصٍ
تفسير ميسر:
فلا تكن -أيها الرسول- في شك من بطلان ما يعبد هؤلاء المشركون من قومك، ما يعبدون من الأوثان إلا مثل ما يعبد آباؤهم من قبل، وإنا لموفوهم ما وعدناهم تاما غير منقوص. وهذا توجيه لجميع الأمة، وإن كان لفظه موجهًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلَّم.
يقول تعالى "فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء المشركون" إنه باطل وجهل وضلال فإنهم إنما يعبدون ما يعبد آباؤهم من قبل أي ليس لهم مستند فيما هم فيه إلا اتباع الآباء في الجهالات وسيجزيهم الله على ذلك أتم الجزاء فيعذبهم عذابا لا يعذبه احدا وإن كان لهم حسنات فقد وفاهم الله إياها في الدنيا قبل الآخرة قال سفيان الثوري عن جابر الجعفي عن مجاهد عن ابن عباس "وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص" قال ما وعدوا من خير أو شر. وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم; لموفوهم من العذاب نصيبهم غير منقوص.
قوله تعالى ; فلا تك جزم بالنهي ; وحذفت النون لكثرة الاستعمال .في مرية أي في شك .مما يعبد هؤلاء من الآلهة أنها باطل . وأحسن من هذا ; أي قل يا محمد لكل من شك لا تك في مرية مما يعبد هؤلاء أن الله - عز وجل - ما أمرهم به ، وإنما يعبدونها كما كان آباؤهم يفعلون تقليدا لهم .وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص فيه ثلاثة أقوال ; أحدها ; نصيبهم من الرزق ; قاله أبو العالية . الثاني ; نصيبهم من العذاب ; قاله ابن زيد . الثالث ; ما وعدوا به من خير أو شر ، قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - .
القول في تأويل قوله تعالى ; فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)قال أبو جعفر ; يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; فلا تَك في شك ، يا محمد ، مما يعبد هؤلاء المشركون من قومك من الآلهة والأصنام، (1) أنه ضلالٌ وباطلٌ ، وأنه بالله شركٌ ، (ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل)، يقول; إلا كعبادة آبائهم ، من قبل عبادتهم لها. يُخبر تعالى ذكره أنهم لم يعبدُوا ما عبدوا من الأوثان إلا اتباعًا منهم منهاج آبائهم، واقتفاءً منهم آثارهم في عبادتهموها، لا عن أمر الله إياهم بذلك، ولا بحجة تبيَّنوها توجب عليهم عبادتها.ثم أخبر جل ثناؤه نبيَّه ما هو فاعل بهم لعبادتهم ذلك، فقال جل ثناؤه; (وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) ، يعني; حظهم مما وعدتهم أن أوفّيهموه من خير أو شر (2) ، (غير منقوص)، يقول; لا أنقصهم مما وعدتهم، بل أتمّم ذلك لهم على التمام والكمال، (3) كما;-18595- حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، عن ابن عباس ; (وإنا لموفُّوهم نصيبهم غير منقوص) ، قال; ما وُعِدوا فيه من خير أو شر.18596- حدثنا أبو كريب ومحمد بن بشار قالا حدثنا وكيع، عن سفيان عن جابر، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله ، إلا أن أبا كريب قال في حديثه; من خيرٍ أو شرّ.18597- حدثني المثني قال، أخبرنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك، عن شريك، عن جابر، عن مجاهد عن ابن عباس; (وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) ، قال; ما قُدِّر لهم من الخير والشر.18598- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن جابر، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله; (وإنا لموفّوهم نصيبهم غير منقوص)، قال; ما يصيبهم من خير أو شر.18599- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله ; (وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص) ، قال; نصيبهم من العذاب.--------------------الهوامش ;(1) انظر تفسير " المرية " فيما سلف من فهارس اللغة ( مري ) .(2) انظر تفسير " وفي " فيما سلف 14; 39 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .، وتفسير " النصيب " فيما سلف 12 ; 408 ، تعليق ; 3 ، والمراجع هناك .(3) انظر تفسير " النقص " فيما سلف 14; 132 .
يقول الله تعالى، لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: { فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ ْ} المشركون، أي: لا تشك في حالهم، وأن ما هم عليه باطل, فليس لهم عليه دليل شرعي ولا عقلي، وإنما دليلهم وشبهتهم، أنهم { مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ْ} ومن المعلوم أن هذا، ليس بشبهة، فضلا عن أن يكون دليلا، لأن أقوال ما عدا الأنبياء، يحتج لها لا يحتج بها، خصوصا أمثال هؤلاء الضالين، الذين كثر خطأهم وفساد أقوالهم, في أصول الدين، فإن أقوالهم، وإن اتفقوا عليها، فإنها خطأ وضلال.{ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ْ} أي: لا بد أن ينالهم نصيبهم من الدنيا، مما كتب لهم، وإن كثر ذلك النصيب، أو راق في عينك, فإنه لا يدل على صلاح حالهم، فإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان والدين الصحيح، إلا من يحب. والحاصل أنه لا يغتر باتفاق الضالين، على قول الضالين من آبائهم الأقدمين، ولا على ما خولهم الله، وآتاهم من الدنيا
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - هود١١ :١٠٩
Hud11:109