الرسم العثمانيوَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُۥ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنٰهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
الـرسـم الإمـلائـيوَ لَمَّا جَآءَ اَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا هُوۡدًا وَّالَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا مَعَهٗ بِرَحۡمَةٍ مِّنَّا ۚ وَ نَجَّيۡنٰهُمۡ مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيۡظٍ
تفسير ميسر:
ولما جاء أمرنا بعذاب قوم هود نجَّينا منه هودًا والمؤمنين بفضل منَّا عليهم ورحمة، ونجَّيناهم من عذاب شديد أحله الله بعادٍ فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنُهم.
"ولما جاء أمرنا" وهو الريح العقيم فأهلكهم الله عن آخرهم ونجى هودا وأتباعه من عذاب غليظ برحمته تعالى ولطفه.
قوله تعالى ; ولما جاء أمرنا أي عذابنا بهلاك عاد .نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا لأن أحدا لا ينجو إلا برحمة الله تعالى ، وإن كانت له أعمال صالحة . وفي صحيح مسلم والبخاري وغيرهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لن ينجي أحدا منكم عمله . قالوا ; ولا أنت يا رسول الله ؟ ! قال ; ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه . وقيل ; معنى برحمة منا بأن بينا لهم الهدى الذي هو رحمة . وكانوا أربعة آلاف . وقيل ; ثلاثة آلاف .ونجيناهم من عذاب غليظ أي عذاب يوم القيامة . وقيل ; هو الريح العقيم كما ذكر الله في " الذاريات " وغيرها وسيأتي . قال القشيري أبو نصر ; والعذاب الذي يتوعد به النبي أمته إذا حضر ينجي الله منه النبي والمؤمنين معه ; نعم ! لا يبعد أن يبتلي الله نبيا وقومه فيعمهم ببلاء فيكون ذلك عقوبة للكافرين ، وتمحيصا للمؤمنين إذا لم يكن مما توعدهم النبي به .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58)قال أبو جعفر; يقول تعالى ذكره; ولما جاء قوم هود عذابُنا ، نجينا منه هودًا والذين آمنوا بالله معه ، (برحمة منا ) ، يعني ; بفضل منه عليهم ونعمة ، (ونجيناهم من عذاب غليظ) ، يقول; نجيناهم أيضًا من عذاب غليظ يوم القيامة، كما نجيناهم في الدنيا من السخطة التي أنـزلتها بعادٍ. (11)--------------------------الهوامش ;(11) انظر تفسير " الغلظة " فيما سلف 14 ; 576 ، تعليق ; 2 ، والمراجع هناك .
{ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا } أي: عذابنا بإرسال الريح العقيم، التي { مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } { نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } أي: عظيم شديد، أحله الله بعاد، فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم.
(الواو) استئنافيّة
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بـ (نجينا) ،
(جاء) فعل ماض
(أمر) فاعل مرفوع و (نا) ضمير مضاف إليه
(نجّينا) فعل ماض وفاعله
(هودا) مفعول به منصوبـ (الواو) عاطفة
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على
(هودا) ،
(آمنوا) فعل ماض وفاعله
(مع) ظرف منصوب متعلّق بـ (آمنوا) ، و (الهاء) مضاف إليه
(برحمة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نجينا) والباء سببيّة
(من) حرف جرّ و (نا) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لرحمة
(الواو) واو الاستئناف
(نجّينا) مثل الأولى و (هم) ضمير مفعول به
(من عذاب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (نجّيناهم) ،
(غليظ) نعت لعذاب مجرور.
جملة: «جاء أمرنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نجّينا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) .
وجملة: «نجّيناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة .
- القرآن الكريم - هود١١ :٥٨
Hud11:58