الرسم العثمانيوَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوٓءَ الْحِسَابِ
الـرسـم الإمـلائـيوَالَّذِيۡنَ يَصِلُوۡنَ مَاۤ اَمَرَ اللّٰهُ بِهٖۤ اَنۡ يُّوۡصَلَ وَيَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ وَ يَخَافُوۡنَ سُوۡۤءَ الۡحِسَابِؕ
تفسير ميسر:
وهم الذين يَصِلون ما أمرهم الله بوصله كالأرحام والمحتاجين، ويراقبون ربهم، ويخشون أن يحاسبهم على كل ذنوبهم، ولا يغفر لهم منها شيئًا.
من صلة الأرحام والإحسان إليهم وإلى الفقراء والمحاويج وبذل المعروف " ويخشون ربهم " أي فيما يأتون وما يذرون من الأعمال يراقبون الله في ذلك ويخافون سوء الحساب في الدار الآخرة فلهذا أمرهم على السداد والاستقامة في جميع حركاتهم وسكناتهم وجميع أحوالهم القاصرة والمتعدية.
قوله تعالى ; والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ظاهر في صلة الأرحام ، وهو قول قتادة وأكثر المفسرين ، وهو مع ذلك يتناول جميع الطاعات . " ويخشون ربهم " قيل ; في قطع الرحم . وقيل ; في جميع المعاصي ." ويخافون سوء الحساب " ، سوء الحساب الاستقصاء فيه والمناقشة ; ومن نوقش الحساب عذب . وقال ابن عباس وسعيد بن جبير ;[ ص; 271 ] معنى . " يصلون ما أمر الله به " الإيمان بجميع الكتب والرسل كلهم . الحسن ; هو صلة محمد - صلى الله عليه وسلم - . ويحتمل رابعا ; أن يصلوا الإيمان بالعمل الصالح ; " ويخشون ربهم " فيما أمرهم بوصله ، " ويخافون سوء الحساب " في تركه ; والقول الأول يتناول هذه الأقوال كما ذكرنا ، وبالله توفيقنا .
وقوله; (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) ، يقول تعالى ذكره; والذين يصلون الرَّحم التي أمرهم الله بوصلها فلا يقطعونها (6) (ويخشون ربهم) ، يقول; ويخافون الله في قطْعها أن يقطعوها, فيعاقبهم على قطعها وعلى خلافهم أمرَه فيها .* * *وقوله; (ويخافون سوء الحساب) ، يقول; ويحذرون مناقشة الله إياهم في الحساب, ثم لا يصفح لهم عن ذنب, فهم لرهبتهم ذلك جادُّون في طاعته، محافظون على حدوده . كما;-20331- حدثنا الحسن بن محمد قال; حدثنا عفان قال; حدثنا جعفر بن سليمان, عن عمرو بن مالك, عن أبي الجوزاء في قوله; (الذين يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) قال; المقايسةُ بالأعمال . (7)20332- ... قال; حدثنا عفان قال; حدثنا حماد, عن فرقد, عن إبراهيم قال; (سوء الحساب) أن يحاسب من لا يغفر له .20333- حدثني يونس قال; أخبرنا ابن وهب قال; قال ابن زيد في قوله; (ويخافون سوء الحساب) ، قال، فقال; وما(سوء الحساب)؟ قال; الذي لا جَوَاز فيه . (8)20334- حدثني ابن سمان القزاز قال، حدثنا أبو عاصم, عن الحجاج, عن فرقد قال; قال لي إبراهيم; تدري ما(سوء الحساب)؟ قلت; لا أدري قال; يحاسب العبد بذنبه كله لا يغفرُ له منه شيء . (9)----------------------------الهوامش ;(6) انظر تفسير" الوصل" فيما سلف 1 ; 415 .(7) الأثر ; 10331 -" عفان" ، هو" عفان بن مسلم الصفار" ، مضى مرارًا ، آخرها رقم ; 20226 .و" جعفر بن سليمان الضبعي" ، ثقة ، كان يتشيع ، مضى مرارًا ، آخرها رقم ; 10453 .و" عمرو بن مالك النكري" ، روى عن أبي الجوزاء ، ثقة ، وضعفه البخاري ، مضى برقم ; 7701 .و" أبو الجوزاء" ، وهو" أوس بن عبد الله الربعي" ، تابعي ثقة ، مضى برقم ; 2977 ، 2978 ، 7701 . وكان في المخطوطة والمطبوعة ;" عن أبي الحفنا" ، وإنما وصل الناسخ الأول"الواو" بالزاي . فصارت عند ناسخ المخطوطة إلى ما صارت إليه !!وفي المطبوعة أيضًا ;" المناقشة بالأعمال" ، غير ما في المخطوطة . و" المقايسة" من" القياس" ،" قاس الشيء" ، إذا قدره على مثاله . و" المقايسة بالأعمال" ، كأنه أراد تقديرها . والذي في المطبوعة أجود عندي ;" المناقشة" .(8) " الجواز" ، التساهل والتسامح .(9) الأثر ; 20334 - مضى بإسناد آخر رقم ; 20328 .
{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ } وهذا عام في كل ما أمر الله بوصله، من الإيمان به وبرسوله، ومحبته ومحبة رسوله، والانقياد لعبادته وحده لا شريك له، ولطاعة رسوله. ويصلون آباءهم وأمهاتهم ببرهم بالقول والفعل وعدم عقوقهم، ويصلون الأقارب والأرحام، بالإحسان إليهم قولا وفعلا، ويصلون ما بينهم وبين الأزواج والأصحاب والمماليك، بأداء حقهم كاملا موفرا من الحقوق الدينية والدنيوية. والسبب الذي يجعل العبد واصلا ما أمر الله به أن يوصل، خشية الله وخوف يوم الحساب، ولهذا قال: { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } أي: يخافونه، فيمنعهم خوفهم منه، ومن القدوم عليه يوم الحساب، أن يتجرؤوا على معاصي الله، أو يقصروا في شيء مما أمر الله به خوفا من العقاب ورجاء للثواب.
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - الرعد١٣ :٢١
Ar-Ra'd13:21