يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ الْكِتٰبِ
يَمۡحُوۡا اللّٰهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُ ۖ ۚ وَعِنۡدَهٗۤ اُمُّ الۡكِتٰبِ
تفسير ميسر:
يمحو الله ما يشاء من الأحكام وغيرها، ويُبْقي ما يشاء منها لحكمة يعلمها، وعنده أمُّ الكتاب، وهو اللوح المحفوظ.
يمحو الله ما يشاء " منها " ويثبت " يعني حتى نسخت كلها بالقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلوات الله وسلامه عليه وقوله " يمحو الله ما يشاء ويثبت " اختلف المفسرون في ذلك فقال الثوري ووكيع وهشيم عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس; يدبر أمر السنة فيمحو الله ما يشاء إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت وفي رواية " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال كل شيء إلا الموت والحياة والشقاء والسعادة فإنهما قد فرغ منهما وقال مجاهد " يمحو الله ما يشاء ويثبت " إلا الحياة والموت والشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيران وقال منصور سألت مجاهدا فقلت أرأيت دعاء أحدنا يقول; اللهم إن كان اسمي فى السعداء فأثبته فيهم وإن كان في الأشقياء فامحه عنهم واجعله في السعداء فقال حسن; ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر فسألته عن ذلك فقال " إنا أنزلناه في ليلة مباركة " الآيتين قال يقضي في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء فأما كتاب السعادة والشقاء فهو ثابت لا يغير وقال الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة إنه كان كثيرا ما يدعو بهذا الدعاء; اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحه واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب رواه ابن جرير أيضا حدثنا عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن أبي حكيمة عصمة عن أبي عثمان النهدي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وهو يطوف بالبيت وهو يبكي; اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنبا فامحه فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة وقال حماد عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يدعو بهذا الدعماء أيضا ورواه شريك عن هلال بن حميد عن عبد الله بن علم عن ابن مسعود بمثله وقال ابن جرير; حدثني المثنى حدثنا حجاج حدثنا خصاف عن أبي حمزة عن إبراهيم أن كعبا قال لعمر بن الخطاب; يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة قال وما هي ؟ قال قول الله تعالى " يمحو الله ما يشاء " الآية ومعنى هذه الأقوال أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها ويثبت منها ما يشاء وقد يستأنس لهذا القول بما رواه الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان هو الثوري عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان قال; قال رسول الله "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدماء ولا يزيد في العمر إلا البر " ورواه النسائي وابن ماجه من حديث سفيان الثوري به وثبت في الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر وفي حديث آخر " إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض " وقال ابن جرير; حدثني محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الرزاق أنا ابن جرير عن عطاء عن ابن عباس قال; إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت - والدفتان لوحان - لله عز وجل كل يوم ثلاثمائة وستون لحظة يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وقال الليث بن سعد عن زياد بن محمد عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يفتح الذكر في ثلات ساعات يبقين من الليل في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت " وذكر تمام الحديث رواه ابن جرير وقال الكلبي " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال يمحو من الرزق يزيد فيه ويمحو من الأجل ويزيد فيه فقيل له من حدثك بهذا ؟ فقال أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم سئل بعد ذلك عن هذه الآية فقال يكتب القول كله حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب مثل قولك أكلت وشربت دخلت وخرجت ونحو ذلك من الكلام وهو صادق ويثبت ما كان فيه الثواب وعليه العقاب وقال عكرمة عن ابن عباس; الكتاب كتابان فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب وقال العوفي عن ابن عباس في قوله " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " يقول هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة فهو الذي يمحو والذي يثبت الرجل يعمل بمعصية الله وقد كان سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله وهو الذي يثبت وروي عن سعيد بن جبير أنها بمعنى " يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير" وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " يمحو الله ما يشاء ويثبت " يقول يبدل ما يشاء فينسخه ويثبت ما يشاء فلا يبدله " وعنده أم الكتاب " وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب وقال قتادة في قوله " يمحو الله ما يشاء ويثبت " كقوله " ما ننسخ من آية أو ننسها " الآية وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال; قالت كفار قريش لما نزلت " وما كان لرسول أن يأتي بأية إلا بإذن الله " ما نرى محمدا يملك شيئا وقد فرغ من الأمر فأنزلت هذه الآية تخويفا ووعيدا لهم إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرك ما شئنا ونحدث في كل رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء من أرزاق الناس ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسم لهم وقال الحسن البصري " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال من جاء أجله يذهب ويثبت الذي هو حي يجري إلى أجله وقد اختار هذا القول أبو جعفر بن جرير رحمه الله وقوله " وعنده أم الكتاب " قال الحلال والحرام وقال قتادة أى جملة الكتاب وأصله وقال الضحاك " وعنده أم الكتاب " قال كتاب عند رب العالمين وقال سنيد بن داود حدثني معتمر عن أبيه عن يسار عن ابن عباس أنه سأل كعبا عن أم الكتاب فقال; علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون وثم قال لعلمه; كن كتابا فكان كتابا وقال ابن جريج عن ابن عباس " وعنده أم الكتاب " قال الذكر.
قوله تعالى ; يمحو الله ما يشاء ويثبت أي يمحو من ذلك الكتاب ما يشاء أن يوقعه بأهله ويأتي به . ويثبت ما يشاء ; أي يؤخره إلى وقته ; يقال ; محوت الكتاب محوا ، أي أذهبت أثره . ويثبت أي ويثبته ; كقوله ; " والذاكرين الله كثيرا والذاكرات " أي والذاكرات الله . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويثبت بالتخفيف ، وشدد الباقون ; وفي قراءة ابن عباس ، واختيار أبي حاتم وأبي عبيد لكثرة من قرأ بها ; لقوله ; يثبت الله الذين آمنوا . [ ص; 288 ] وقال ابن عمر ; سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ; يمحو الله ما يشاء ويثبت إلا السعادة والشقاوة والموت . وقال ابن عباس ; يمحو الله ما يشاء ويثبت إلا أشياء ; الخلق والخلق والأجل والرزق والسعادة والشقاوة ; وعنه ; هما كتابان سوى أم الكتاب ، يمحو الله منهما ما يشاء ويثبت . وعنده أم الكتاب الذي لا يتغير منه شيء . قال القشيري ; وقيل السعادة والشقاوة والخلق والخلق والرزق لا تتغير ; فالآية فيما عدا هذه الأشياء ; وفي هذا القول نوع تحكم . قلت ; مثل هذا لا يدرك بالرأي والاجتهاد ، وإنما يؤخذ ; توقيفا ، فإن صح فالقول به يجب ويوقف عنده ، وإلا فتكون الآية عامة في جميع الأشياء ، وهو الأظهر والله أعلم ; وهذا يروى معناه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وابن مسعود وأبي وائل وكعب الأحبار وغيرهم ، وهو قول الكلبي . وعن أبي عثمان النهدي أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول ; اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها ، وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة والذنب فامحني وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة ; فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب . وقال ابن مسعود ; اللهم إن كنت كتبتني في السعداء فأثبتني فيهم ، وإن كنت كتبتني في الأشقياء فامحني من الأشقياء واكتبني في السعداء ; فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ; وعندك أم الكتاب . وكان أبو وائل يكثر أن يدعو ; اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامح واكتبنا سعداء ، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب . وقال كعب لعمر بن الخطاب ; لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة . يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . وقال مالك بن دينار في المرأة التي دعا لها ; اللهم إن كان في بطنها جارية فأبدلها غلاما فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب . وقد تقدم في الصحيحين عن أبي هريرة قال ; سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ; من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه . ومثله عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ; [ ص; 289 ] من أحب فذكره بلفظه سواء ; وفيه تأويلان ; أحدهما ; معنوي ، وهو ما يبقى بعده من الثناء الجميل والذكر الحسن ، والأجر المتكرر ، فكأنه لم يمت . والآخر ; يؤخر أجله المكتوب في اللوح المحفوظ ; والذي في علم الله ثابت لا تبدل له ، كما قال ; يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . وقيل لابن عباس لما روى الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ; من أحب أن يمد الله في عمره وأجله ويبسط له في رزقه فليتق الله وليصل رحمه كيف يزاد في العمر والأجل ؟ ! فقال ; قال الله - عز وجل - ; هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده . فالأجل الأول أجل العبد من حين ولادته إلى حين موته ، والأجل الثاني ; يعني المسمى عنده - من حين وفاته إلى يوم يلقاه في البرزخ لا يعلمه إلا الله ; فإذا اتقى العبد ربه ووصل رحمه زاده الله في أجل عمره الأول من أجل البرزخ ما شاء ، وإذا عصى وقطع رحمه نقصه الله من أجل عمره في الدنيا ما شاء ، فيزيده في أجل البرزخ ، فإذا تحتم الأجل في علمه السابق امتنع الزيادة والنقصان ; لقوله تعالى ; فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فتوافق الخبر والآية ; وهذه زيادة في نفس العمر وذات الأجل على ظاهر اللفظ ، في اختيار حبر الأمة ، والله أعلم . وقال مجاهد ; يحكم الله أمر السنة في رمضان فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء ، إلا الحياة والموت ، والشقاء والسعادة ; وقد مضى القول فيه . وقال الضحاك ; يمحو الله ما يشاء من ديوان الحفظة ما ليس فيه ثواب ولا عقاب ، ويثبت ما فيه ثواب وعقاب ; وروى معناه أبو صالح عن ابن عباس . وقال الكلبي ; يمحو من الرزق ويزيد فيه ، ويمحو من الأجل ويزيد فيه ، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم . ثم سئل الكلبي عن هذه الآية فقال ; يكتب القول كله ، حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عقاب ، مثل قولك ; أكلت وشربت ودخلت وخرجت ونحوه ، وهو صادق ، ويثبت ما فيه الثواب والعقاب . وقال قتادة وابن زيد وسعيد بن جبير ; يمحو الله ما يشاء من الفرائض والنوافل فينسخه ويبدله ، ويثبت ما يشاء فلا ينسخه ، وجملة الناسخ والمنسوخ عنده في أم الكتاب ; ونحوه ذكره [ ص; 290 ] النحاس والمهدوي عن ابن عباس ; قال النحاس ; وحدثنا بكر بن سهل ، قال حدثنا أبو صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، يمحو الله ما يشاء يقول ; يبدل الله من القرآن ما يشاء فينسخه ، ويثبت ما يشاء فلا يبدله ، وعنده أم الكتاب يقول ; جملة ذلك عنده في أم الكتاب ، الناسخ والمنسوخ . وقال سعيد بن جبير أيضا ; يغفر ما يشاء - يعني - من ذنوب عباده ، ويترك ما يشاء فلا يغفره . وقال عكرمة ; يمحو ما يشاء - يعني بالتوبة - جميع الذنوب ويثبت بدل الذنوب حسنات قال تعالى ; إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا الآية . وقال الحسن ; يمحو الله ما يشاء من جاء أجله ، ويثبت من لم يأت أجله . وقال الحسن ; يمحو الآباء ، ويثبت الأبناء . وعنه أيضا . ينسي الحفظة من الذنوب ولا ينسي . وقال السدي ; يمحو الله ما يشاء يعني القمر ، ويثبت يعني الشمس ; بيانه قوله ; فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة وقال الربيع بن أنس ; هذا في الأرواح حالة النوم ; يقبضها عند النوم ، ثم إذا أراد موته فجأة أمسكه ، ومن أراد بقاءه أثبته ورده إلى صاحبه ; بيانه قوله ; الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية . وقال علي بن أبي طالب يمحو الله ما يشاء من القرون ، كقوله ; ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون ويثبت ما يشاء منها ، كقوله ; ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فيمحو قرنا ، ويثبت قرنا . وقيل ; هو الرجل يعمل الزمن الطويل بطاعة الله ، ثم يعمل بمعصية الله فيموت على ضلاله ; فهو الذي يمحو ، والذي يثبت ; الرجل يعمل بمعصية الله الزمان الطويل ثم يتوب ، فيمحوه الله من ديوان السيئات ، ويثبته في ديوان الحسنات ; ذكره الثعلبي والماوردي عن ابن عباس . وقيل ; يمحو الله ما يشاء - يعني الدنيا - ويثبت الآخرة . وقال قيس بن عباد في اليوم العاشر من رجب ; هو اليوم الذي يمحو الله فيه ما يشاء ، ويثبت فيه ما يشاء ، وقد تقدم عن مجاهد أن ذلك يكون في رمضان . وقال ابن عباس ; إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام ، من درة بيضاء ، لها دفتان من ياقوتة حمراء ، لله فيه كل يوم ثلاثمائة وستون نظرة ، يثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء . وروى أبو الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; إن الله سبحانه يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل فينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء . والعقيدة أنه لا تبديل لقضاء الله ; وهذا المحو والإثبات مما سبق به القضاء ، وقد تقدم أن من القضاء ما يكون واقعا محتوما ، وهو الثابت ; ومنه ما يكون مصروفا [ ص; 291 ] بأسباب ، وهو الممحو ، والله أعلم . وقال الغزنوي ; وعندي أن ما في اللوح خرج عن الغيب لإحاطة بعض الملائكة ; فيحتمل التبديل ; لأن إحاطة الخلق بجميع علم الله محال ; وما في علمه من تقدير الأشياء لا يبدل . وعنده أم الكتاب أي أصل ما كتب من الآجال وغيرها . وقيل ; أم الكتاب اللوح المحفوظ الذي لا يبدل ولا يغير . وقد قيل ; إنه يجري فيه التبديل . وقيل ; إنما يجري في الجرائد الأخر . وسئل ابن عباس عن أم الكتاب فقال ; علم الله ما هو خالق ، وما خلقه عاملون ; فقال لعلمه ; كن كتابا ، ولا تبديل في علم الله ، وعنه أنه الذكر ; دليله قوله تعالى ; ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر وهذا يرجع معناه إلى الأول ; وهو معنى قول كعب . قال كعب الأحبار ; أم الكتاب علم الله تعالى بما خلق وبما هو خالق .
قال أبو جعفر; اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.فقال بعضهم; يمحو الله ما يشاء من أمور عبادِه, فيغيّره, إلا الشقاء والسعادة، فإنهما لا يُغَيَّران .*ذكر من قال ذلك;20461- حدثنا أبو كريب قال; حدثنا بحر بن عيسى, عن ابن أبي ليلى, عن المنهال, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, في قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، قال; يدبّر الله أمرَ العباد فيمحو ما يشاءُ, إلا الشقاء والسعادة [والحياة] والموت . (27)20462- حدثنا ابن بشار قال; حدثنا... ابن أبي ليلى, عن المنهال بن عمرو, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, في قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، قال; كل شيء غير السعادة والشقاء, فإنهما قد فُرِغ منهما . (28)20463- حدثني علي بن سهل قال; حدثنا يزيد وحدثنا أحمد قال حدثنا أبو أحمد عن سفيان, عن ابن أبي ليلى, عن المنهال, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس يقول; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، قال; إلا الشقاء والسعادة, والموت والحياة .20464- حدثني المثنى قال; حدثنا أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن وقَبِيصة قالا حدثنا سفيان, عن ابن أبي ليلى, عن المنهال بن عمرو, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, مثله .20465- حدثنا عمرو بن علي قال; حدثنا وكيع قال; حدثنا ابن أبي ليلى, عن المنهال بن عمرو, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، قال; قال ابن عباس; إلا الحياة والموت, والشقاء والسعادة .20466- حدثني المثنى قال; حدثنا عمرو بن عون قال; أخبرنا هشيم عن ابن أبي ليلى, عن المنهال بن عمرو, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, في قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده الكتاب) ، قال; يقدِّر الله أمر السَّنَة في ليلة القَدْر, إلا الشقاوة والسَّعادة والموت والحياة .20467- حدثنا عمرو بن علي قال; حدثنا أبو عاصم قال; حدثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد في قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال; إلا الحياة والموت والسعادة والشقاوة فإنَّهما لا يتغيَّران .20468- حدثنا عمرو قال; حدثنا عبد الرحمن قال; حدثنا معاذ بن عقبة, عن منصور, عن مجاهد. مثله . (29)20469- حدثنا ابن بشار قال; حدثنا أبو أحمد قال; حدثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله .20470- ... قال; حدثنا أبو أحمد قال; حدثنا سفيان, عن منصور قال; قلت لمجاهد " إن كنت كتبتني سعيدًا فأثبتني, وإن كنت كتَبتَني شقيًّا فامحني" قال; الشقاء والسعادة قد فُرغ منهما . (30)20471- حدثنا أحمد قال; حدثنا أبو أحمد قال; حدثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد قال، حدثنا سعيد بن سليمان قال; حدثنا شريك, عن منصور, عن مجاهد; (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال; ينـزل الله كل شيء في السَّنَة في ليلة القَدر, فيمحو ما يشاءُ من الآجال والأرزاق والمقادير, إلا الشقاء والسعادة, فإنهما ثابتان . (31)20472- حدثنا ابن حميد قال; حدثنا جرير, عن منصور قال; سألت مجاهدًا فقلت; أرأيت دعاءَ أحدنا يقول; " اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم, وإن كان في الأشقياء فامحه واجعله في السعداء "، فقال; حَسنٌ . ثم أتيته بعد ذلك بحَوْلٍ أو أكثر من ذلك, فسألته عن ذلك, فقال; إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [سورة الدخان;3 ، 4] قال; يُقْضى في ليلة القدر ما يكون في السَّنة من رزق أو مصيبة, ثم يقدِّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء . فأما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابتٌ لا يُغَيَّر .* * *وقال آخرون; معنى ذلك; أنّ الله يمحو ما يشاء ويثبت من كتابٍ سوى أمّ الكتاب الذي لا يُغَيَّرُ منه شيء .*ذكر من قال ذلك;20473- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال; حدثنا حماد, عن سليمان التَّيمي, عن عكرمة, عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، قال; كتابان; كتابٌ يمحو منه ما يشاء ويثبت, وعنده أمّ الكتاب .20474- حدثنا عمرو بن علي قال; حدثنا سهل بن يوسف قال; حدثنا سليمان التيمي, عن عكرمة, في قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، قال; الكتابُ كتابان, كتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت, وعنده أم الكتاب .20475- ... قال; حدثنا أبو عامر قال; حدثنا حماد بن سلمة, عن سليمان التيمي, عن عكرمة, عن ابن عباس بمثله .20475م- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه, عن عكرمة قال; الكتاب كتابان، (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).* * *وقال آخرون; بل معنى ذلك أنه يمحو كل ما يشاء, ويثبت كل ما أراد .*ذكر من قال ذلك;20476- حدثنا أبو كريب قال; حدثنا عثام, عن الأعمش, عن شقيق أنه كان يقول; " اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء, فامحنَا واكتبنا سعداء, وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا, فإنك تمحو ما تشاءُ وتثبت وعندَك أمّ الكتاب " .20477- حدثنا عمرو قال; حدثنا وكيع قال; حدثنا الأعمش, عن أبي وائل قال; كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الكلمات; " اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء, وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا, فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب " . (32)20478- ... قال، حدثنا معاذ بن هشام قال; حدثنا أبي, عن أبي حكيمة, عن أبي عثمان النَّهْديّ, أن عمر بن الخطاب قال وهو يطوف بالبيت ويبكي; اللهم إن كنت كتبت علي شِقْوة أو ذنبًا فامحه, فإنك تمحو ما تشاء وتثبت . وعندك أم الكتاب, فاجعله سعادةً ومغفرةً . (33)20479- ... حدثنا معتمر, عن أبيه, عن أبي حكيمة, عن أبي عثمان قال; وأحسِبْني قد سمعتُه من أبي عثمان, مثله . (34)20480-... قال، حدثنا أبو عامر قال، حدثنا قرة بن خالد, عن عصمة أبي حكيمة, عن أبي عثمان النهدي, عن عمر رحمه الله, مثله . (35)20481- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا حماد قال، حدثنا أبو حكيمة قال; سمعت أبَا عُثْمان النَّهدي قال; سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول، وهو يطوف بالكعبة; اللهم إن كنت كتبتَني في أهل السعادة فأثبتني فيها, وإن كنت كتبت عليَّ الذّنب والشِّقوة فامحُني وأثبتني في أهل السّعادة, فإنك تمحو ما تشاء وتثبت, وعندك أمّ الكتاب . (36)20482- ... قال; حدثنا الحجاج بن المنهال قال; حدثنا حماد, عن خالد الحذاء, عن أبي قلابة, عن ابن مسعود, أنه كان يقول; اللهم إن كنت كتبتني في [أهل] الشقاء فامحني وأثبتني في أهل السعادة . (37)20483- حدثني محمد بن سعد قال; حدثني أبي قال; حدثني عمي قال; حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، يقول; هو الرجل يعمل الزمانَ بطاعة الله, ثم يعود لمعصية الله، فيموت على ضلاله, فهو الذي يمحو والذي يثبتُ; الرجلُ يعمل بمعصية الله, وقد كان سبق له خير حتى يموت, وهو في طاعة الله, فهو الذي يثبت . (38)20484- حدثنا أحمد قال; حدثنا أبو أحمد قال; حدثنا شريك, عن هلال بن حميد, عن عبد الله بن عُكَيْم, عن عبد الله, أنه كان يقول; اللهم إن كُنْت كتبتني في السعداء فأثبتني في السعداء, فإنك تمحو ما تشاء وتثبت, وعندك أم الكتاب . (39)20485- حدثني المثنى قال; حدثنا الحجاج قال; حدثنا حماد, عن أبي حمزة, عن إبراهيم, أن كعبًا قال لعمر رحمة الله عليه; يا أمير المؤمنين, لولا آية في كتاب الله لأنبأتك ما هو كائنٌ إلى يوم القيامة قال; وما هي؟ قال; قولُ الله; (يمحو الله ما يشاءُ ويثبت وعندَهُ أم الكتاب) . (40)20486- حدثت من الحسين قال; سمعت أبا معاذ يقول; حدثنا عبيد قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ، الآية يقول; (يمحو الله ما يشاء) ، يقول; أنسخُ ما شئت, وأصْنعُ من الأفعال ما شئت, إن شئتُ زدتُ فيها, وإن شئت نقصت .20487- حدثنا الحسن بن محمد قال; حدثنا عفان قال; حدثنا همام قال; حدثنا الكلبي قال; (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال; يَمْحي من الرزق ويزيد فيه, ويمحي من الأجل ويزيد فيه . (41) قلت; من حدّثك! قال; أبو صالح, عن جابر بن عبد الله بن رئاب الأنصاري, عن النبي صلى الله عليه وسلم . فقدم الكلبيّ بعدُ, فسئل عن هذه الآية; (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال; يكتب القول كُلُّه, حتى إذا كان يوم الخميسِ طُرح منه كل شيء ليس فيه ثواب ولا عليه عقاب, مثل قولك; أكلت, شربت, دخلت, خرجت, ذلك ونحوه من الكلام, وهو صادق, ويثبت ما كان فيه الثواب وعليه العقاب . (42)20488- حدثنا الحسن قال; حدثنا عبد الوهاب قال; سمعت الكلبي, عن أبي صالح نحوه, ولم يجاوز أبا صالح .* * *وقال آخرون; بل معنى ذلك; أنّ الله ينسخ ما يشاء من أحكام كِتَابه, ويثبت ما يشاء منها فلا ينسَخُه .*ذكر من قال ذلك;20489- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس; (يمحو الله ما يشاء) ، قال; من القرآن . يقول; يبدل الله ما يشاء فينسخه, ويثبت ما يشاء فلا يبدله(وعنده أم الكتاب) ، يقول; وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب، الناسخ والمنسوخ, وما يبدل وما يثبت, كلُّ ذلك في كتاب . (43)20490- حدثنا بشر قال; حدثنا يزيد قال; حدثنا سعيد, عن قتادة قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، هي مثل قوله; مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا [سورة البقرة;106]، وقوله; (وعنده أم الكتاب) ; أي جُملة الكتاب وأصله .20491- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال; حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة; (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ما يشاء, وهو الحكيم(وعنده أمّ الكتاب) ، وأصله .20492- حدثني يونس قال; أخبرنا ابن وهب قال; قال ابن زيد, في قوله; (يمحو الله ما يشاء) ، بما ينـزل على الأنبياء,(ويثبت) ما يشاء مما ينـزل على الأنبياء، قال; (وعنده أم الكتاب) ، لا يغيَّر ولا يبدَّل .20493- حدثنا القاسم قال; حدثنا الحسين قال; حدثني حجاج قال; قال ابن جريج; (يمحو الله ما يشاء) ، قال; ينسخ . قال; (وعند أم الكتاب) ، قال; الذِكْرُ .* * *وقال آخرون; معنى ذلك أنه يمحو من قد حان أجله, ويثبت من لم يجئ أجله إلى أجله .*ذكر من قال ذلك;20494- حدثنا محمد بن بشار قال; حدثنا ابن أبي عدي, عن عوف, عن الحسن في قوله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، يقول; يمحو من جاء أجله فذهب, والمثبت الذي هو حيٌّ يجري إلى أجله .20495- حدثنا عمرو بن علي قال; حدثنا يحيى قال; حدثنا عوف قال; سمعت الحسن يقول; (يمحو الله ما يشاء) ، قال; من جاء أجله(ويثبت) ، قال; من لم يجئ أجله إلى أجله .20496- حدثنا الحسن بن محمد قال; حدثنا هوذة قال; حدثنا عوف, عن الحسن, نحو حديث ابن بشار .20497- ... قال; حدثنا عبد الوهاب بن عطاء قال; أخبرنا سعيد, عن قتادة, عن الحسن في قوله; لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ، قال; آجال بني آدم في كتاب، (يمحو الله ما يشاء) من أجله (ويثبت وعنده أم الكتاب) .20498- ... قال; حدثنا شبابة قال; حدثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد قول الله; (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قالت قريش حين أنـزل; وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ [سورة الرعد;38] ; ما نراك، يا محمد تملك من شيء, ولقد فُرِغ من الأمر! فأنـزلت هذه الآية تخويفًا ووعيدًا لهم; إنا إن شئنا أحدَثْنا له من أمرنا ما شئنا, ونُحْدِث في كل رمضان, فنمحو ونثبتُ ما نشاء من أرزاق الناس وَمصَائبهم, وما نعطيهم, وما نقسم لهم . (44)20499- حدثني المثنى قال; حدثنا إسحاق قال; حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد نحوه .20500- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال; حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, نحوه .* * *وقال آخرون; معنى ذلك; ويغفر ما يشاء من ذنوب عباده, ويترك ما يشاء فلا يغفر .* * **ذكر من قال ذلك;20501- حدثنا ابن حميد قال; حدثنا حكام, عن عمرو, عن عطاء, عن سعيد في قوله (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، قال; يثبت في البطن الشَّقاء والسعادة وكلَّ شيء, فيغفر منه ما يشاء ويُؤخّر ما يشاء . (45)* * *قال أبو جعفر; وأولى الأقوال التي ذكرت في ذلك بتأويل الآية وأشبهُها بالصّواب, القولُ الذي ذكرناه عن الحسن ومجاهد، وذلك أن الله تعالى ذكره توعَّد المشركين الذين سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الآياتِ بالعقوبة، وتهدَّدهم بها، وقال لهم; وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ، يعلمهم بذلك أن لقضائه فيهم أجلا مُثْبَتًا في كتاب، هم مؤخَّرون إلى وقت مجيء ذلك الأجل. ثم قال لهم; فإذا جاء ذلك الأجل، يجيء الله بما شَاء ممن قد دَنا أجله وانقطع رزقه، أو حان هلاكه أو اتضاعه من رفعة أو هلاك مالٍ, فيقضي ذلك في خلقه, فذلك مَحْوُه، ويثبت ما شاء ممن بقي أجله ورزقه وأكله, (46) فيتركه على ما هو عليه فلا يمحوه .وبهذا المعنى جاء الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ما;-20502- حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال; حدثنا ابن أبي مريم قال; حدثنا الليث بن سعد, عن زيادة بن محمد, عن محمد بن كعب القُرَظي, عن فَضالة بن عُبَيْد, عن أبي الدرداء قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; " إن الله يَفتح الذِّكر في ثلاث ساعات يَبْقَيْن من الليل, في الساعة أولى منهن ينظر في الكتاب الذي لا ينظُرُ فيه أحد غَيره, فيمحو ما يشاء ويثبتُ" . ثم ذكر ما في الساعتين الأخريين . (47)20503- حدثنا موسى بن سهل الرمليّ قال; حدثنا آدم قال، حدثنا الليث قال; حدثنا زيادة بن محمد, عن محمد بن كعب القرظي, عن فضالة بن عبيد, عن أبي الدرداء قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; " إن الله ينـزل في ثلاث ساعات يَبْقَين من الليل, يفتح الذكر في الساعة الأولى الذي لم يره أحد غيره, يمحو ما يشَاء ويثبت ما يشاء " . (48)20504- حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال; حدثنا عبد الرزاق قال; أخبرنا ابن جريج, عن عطاء, عن ابن عباس قال; إن لله لوحًا محفوظًا مسيرةَ خمسمِائة عام, من دُرَّة بيضاء لَها دَفَّتَان من ياقوت, والدَّفتان لَوْحان لله, كل يوم ثلاثمائة وستون لحظةً, يمحو ما يشَاء ويثبت وعنده أم الكتاب . (49)20505- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال; حدثنا محمد بن ثور قال; حدثنا المعتمر بن سليمان, عن أبيه قال; حدثني رجل, عن أبيه, عن قيس بن عباد, أنه قال; العاشر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء . (50)* * *القول في تأويل قوله تعالى ; وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)قال أبو جعفر; اختلفَ أهل التأويل في تأويل قوله; (وعنده أم الكتاب) ، فقال بعضهم; معناه; وعنده الحلال والحرام .*ذكر من قال ذلك;20506- حدثني المثنى قال; حدثنا مسلم بن إبراهيم قال; حدثنا محمد بن عقبة قال، حدثنا مالك بن دينار قال; سألت الحسن; قلت; (أمُّ الكتاب) ، قال; الحلال والحرام قال; قلت له; فما(الحمد لله رب العالمين) قال; هذه أمُّ القرآن .* * *وقال آخرون; معناه; وعنده جملة الكتاب وأصله .*ذكر من قال ذلك;20507- حدثنا بشر قال; حدثنا يزيد قال; حدثنا سعيد, عن قتادة قوله; (وعنده أم الكتاب) ، قال; جملة الكتاب وأصله .20508- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال; حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة, مثله .20509- حدثت عن الحسين قال; سمعت أبا معاذ يقول; حدثنا عبيد قال; سمعت الضحاك يقول في قوله; (وعنده أم الكتاب) ، قال; كتابٌ عند رب العالمين .20510- حدثني المثنى قال; حدثنا إسحاق بن يوسف, عن جويبر عن الضحاك; (وعنده أم الكتاب) ، قال; جملة الكتاب وعلمه . يعني بذلك ما يَنْسَخ منه وما يُثْبت .20511- حدثني المثنى قال; حدثنا أبو صالح قال; حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس; (وعنده أم الكتاب) يقول; وجملة ذلك عنده في أمّ الكتاب; الناسخُ والمنسوخ, وما يبدّل, وما يثبت, كلُّ ذلك في كتاب .* * *وقال آخرون في ذلك, ما;20512- حدثنا القاسم قال; حدثنا الحسين قال; حدثنا معتمر بن سليمان, عن أبيه, عن سيَّار, عن ابن عباس, أنه سأل كعبًا عن " أم الكتاب " قال; علم الله ما هو خَالقٌ وما خَلْقُه عاملون, فقال لعلمه; كُنْ كتابًا، فكان كتابًا . (51)* * *وقال آخرون; هو الذكر .*ذكر من قال ذلك;20513- حدثنا القاسم قال; حدثنا الحسين قال; حدثني حجاج قال أبو جعفر; لا أدري فيه ابن جريج أم لا قال; قال ابن عباس; (وعنده أم الكتاب) قال; الذكر .* * *قال أبو جعفر; وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قولُ من قال; " وعنده أصل الكتاب وجملته "، وذلك أنه تعالى ذكره أخبر أنه يمحُو ما يشاء ويثبت ما يشاء, ثم عقَّب ذلك بقوله; (وعنده أم الكتاب) ، فكان بيِّنًا أن معناه. وعنده أصل المثبّت منه والمَمحوّ, وجملتُه في كتاب لديه .* * *قال أبو جعفر; واختلفت القرأة في قراءة قوله; وَيُثْبِتُ فقرأ ذلك عامة قرأة المدينة والكوفة; " وَيُثَبِّتُ" بتشديد " الباء " بمعنى; ويتركه ويقرُّه على حاله, فلا يمحوه.* * *وقرأه بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين; وَيُثْبِتُ بالتخفيف, بمعنى; يكتب.* * *وقد بيَّنَّا قبلُ أن معنى ذلك عندنا; إقرارُه مكتوبًا وتركُ محْوه على ما قد بيَّنَّا, فإذا كان ذلك كذلك فالتثبيتُ به أولى, والتشديدُ أصْوبُ من التخفيف, وإن كان التخفيف قد يحتمل توجيهه في المعنى إلى التشديد، والتشديد إلى التخفيف, لتقارب معنييهما .* * *وأما " المحو ", فإن للعرب فيه لغتين; فأما مُضَر فإنها تقول; " محوت الكتَابَ أمحُوه مَحْوًا " وبه التنـزيل" ومحوته أمْحَاه مَحْوًا " .وذُكِر عن بعض قبائل ربيعة; أنها تقول; " مَحَيْتُ أمْحَى ". (52)-----------------------------الهوامش ;(27) الأثر ; 20461 -" أبو كريب" ، هو" محمد بن العلاء بن كريب الكوفي الحافظ" شيخ الطبري ، مضى مرارًا لا تحصى كثرة .و" بحر بن عيسى" ، فهذا شيء لم أعرفه ، ولم أجد له ذكرًا في كتاب على طول البحث ، ولكني أرجح أعظم الترجيح أن صواب هذا الإسناد ." حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا بكر ، عن عيسى ، عن ابن أبي ليلى ، عن المنهال ..."وتفسير ذلك ;" ابن أبي ليلى" ، هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري" ، مضى مرارًا كثيرا ، و" عيسى" ، هو" عيسى بن المختار بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري" ، روى عن عم جده" ابن أبي ليلى محمد بن عبد الرحمن" قال ابن سعد ;" كان سمع مصنف ابن أبي ليلى" ، مترجم في التهذيب ، وغيره .و" بكر" ، هو" بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري" ويقال له ;" بكر بن عبيد" ، روى عن ابن عمه" عيسى بن المختار" ، و" أبو كريب" روى عن" بكر بن عبد الرحمن" هذا . مترجم في التهذيب .فمن أجل هذا السياق الصحيح في الرواية ، رجحت أن الصواب" حدثنا بكر ، عن عيسى ، عن ابن أبي ليلى" ، ولعل ذلك من مصنفه الذي رواه عنه عيسى بن المختار ، والله أعلم .وهذا الأثر ، ذكره السيوطي في الدر المنثور 4 ; 65 ، ونسبه إلى عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب مطولا ، والزيادة التي بين القوسين منه ، ومن تفسير ابن كثير 4 ; 536 ، وذكر الخبر ، عن الثوري ، ووكيع ، وهشيم ، عن ابن أبي ليلى كما سيأتي في الآثار التالية من 20463 - 20466 .(28) الأثر ; 20462 -" ابن بشار" ، هو" محمد بن بشار العبدي" ،" بندار" أبو بكر الحافظ ، شيخ أبي جعفر ، مضى ما لا يعد كثرة .و" ابن أبي ليلى" هو" محمد بن عبد الرحمن" ، سلف في الأثر قبله .وقد وضعت نقطًا بين الرجلين ، لأنه هكذا إسناد باطل لا يقوم ، لأن ابن أبي ليلى توفي سنة 148 ، و" ابن بشار" ولد سنة 167 ، وتوفي سنة 252 ، فهذا قاطع في سقوط شيء من الإسناد ، وظني أن صوابه ;" حدثنا ابن بشار ، قال حدثنا وكيع ، عن سفيان الثوري ، عن ابن أبي ليلى" ، لأن الخبرين بعده من طريق سفيان ، عن ابن أبي ليلى ، و" محمد بن بشار" ، إنما يروي عن وكيع ، وكيع يروي عن سفيان ، والله أعلم .(29) الأثر ; 20468 -" معاذ بن عقبة" ، لم أجد له ذكرًا ، وقد أعياني أن أعرف من يكون ، أو ما دخل هذا الإسناد من الاضطراب ، أخشى أن يكون ;" معاذ بن هشام الدستوائي" عن" عقبة" ، محرفًا عن شيء آخر نحو" شعبة" .(30) الأثر ; 20470 -" إن كنت كتبتني سعيدًا ..." إشارة إلى حديث عبد الله بن مسعود في الدعاء ، كما سيأتي في الآثار التالية إلى آخر تفسير الآية . والنقط هنا دلالة على أن الحديث عن" ابن بشار" شيخ الطبري ، كالذي قبله .(31) الأثر ; 20471 -" أحمد" هو" أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازي" ، شيخ أبي جعفر ، سلف مرارًا ، انظر رقم ; 159 ، 1841 .و" أبو أحمد" ، هو" محمد بن عبد الله بن الزبير ، الزبيري" ، مضى أيضًا ، وانظر رقم ; 159 ، 1841 .ثم انظر الإسناد السالف رقم 20463 ، 20470 والإسناد الثاني في هذا الخبر ، تفسيره ;" سعيد بن سليمان الضبي" ،" سعدويه" ، مضى مرارًا كثيرة ، آخرها رقم ; 18511 ، والراوي عنه ;" أحمد بن إسحاق" ، شيخ الطبري . وكان في المطبوعة" بن سليمان" ، وهو خطأ .(32) الأثران ; 20476 ، 20477 -" شقيق" ، هو" شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي" ، وهو" أبو وائل" ، كما في الإسناد الثاني ، مضى مرارًا كثيرة جدًا ، كان أعلم أهل الكوفة بحديث" عبد الله بن مسعود" ، فقوله ;" كان يكثر أن يدعو" ، الضمير في ذلك إلى عبد الله بن مسعود . وساقه ابن كثير في تفسيره 4 ; 536 ، مساقًا يوهم أنه شقيق بن سلمة نفسه الذي كان يكثر أن يدعو ، وقد أساء ، لأنه هو الذي غير لفظ الخبر الثاني . وانظر الدر المنثور 4 ; 67 .(33) الأثر ; 20478 -" معاذ بن هشام" هو الدستوائي ، روى عنه الجماعة ، مضى مرارًا منها ; 4523 ، 5552 ، 6321 .وأبوه" هشام بن أبي عبد الله ، سنبر"" أبو بكر الربعي" ، من بكر بن وائل ، ثقة مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 4 / 2 / 198 ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 59 .و" أبو حكيمة" ، اسمه" عصمة" ، ويقال" الغزال" ، روى عن أبي عثمان النهدي ، وروى عنه" قرة" و" سلام بن مسكين" ، و" الضحاك بن يسار" ، و" حماد بن سلمة"و" سليمان بن طرخان التيمي" . قال أبو حاتم ;" محله الصدق" ، وذكره أحمد في كتاب العلل 1 ; 18 وقال ;" أبو حكيمة" ، عصمة ، روى عنه قرة ، و" أظن التيمي يحدث عنه" ، وانظر التعليق على الخبر التالي ، وهو مترجم في الكبير للبخاري 4 / 1 / 63 ، والصغير له ; 140 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 30 .و" أبو عثمان النهدي" ، هو" عبد الرحمن بن مل" ، أدرك الجاهلية ، وأسلم على عهد رسول الله ولم يلقه ، مضى مرارًا كثيرة آخرها ; 17151 .وبهذا الإسناد نقله ابن كثير في تفسيره 4 ; 536 ، وزاد في إسناده فقال ;" عن أبي حكيمة عصمة" . وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 66 ، ونسبه إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر .ثم انظر التعليق على الآثار التالية .(34) الأثر ; 20479 -" معتمر" ، هو" معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي" ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة .وأبوه هو" سليمان بن طرخان التيمي" ،" أبو المعتمر" ، ثقة روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة منها رقم ; 6820وهذا الإسناد مصداق ظن أحمد رضي الله عنه حيث قال ;" وأظن التيمي يحدث عنه" ، كما سلف في تفسير الإسناد السالف .(35) الأثر ; 20480 -" قرة بن خالد السدوسي" ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة ، وانظر رقم ; 9762 .وكان في المطبوعة ;" عصمة بن أبي حكيمة" ، غير ما في المخطوطة ، وكان فيها ;" عصمة بن حكيمة" ، وكلاهما خطأ ، كما دل عليه ما أسلفنا في التعليق على الأثر ; 20478 .ومن طريق" قرة ، عن عصمة" ، رواه البخاري في الكبير 4 / 1 / 63 ،" عن عبد الله ، حدثنا أبو عامر قال حدثنا قرة" ولفظه ;" اللهم إن كنت كتبت علي ذنبًا أو إثمًا أو ضغنًا ، فاغفره لي ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب".ورواه الدولابي في الكني والأسماء 1 ; 155 ، قال ; حدثنا محمد بن بشار قال ، حدثنا حماد بن مسعدة قال حدثنا قرة" ، ولم يقل ;" أو ضغنًا" ، وقال ;" فاغفر لي ، وامحه هني ، فإنك ..." .(36) الأثر ; 20481 -" المثنى" هو" المثنى بن إبراهيم الآملي" ، شيخ الطبري ، مضى مرارًا .و" الحجاج" هو" حجاج بن النهال الأنماطي" ، من شيوخ البخاري ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة ، انظر رقم ; 682 .و" حماد" هو" حماد بن سلمة بن دينار" ، مضى مرارًا كثيرة ، انظر ; 20342 .(37) الأثر ; 20482 - ما بين القوسين زيادة في المطبوعة ، وهو في المخطوطة ;" في الشقاء" وانظر التعليق على الأثر التالي رقم ; 20484 .(38) الأثر ; 20483 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 65 ، وزاد في نسبته إلى ابن أبي حاتم . وفي المخطوطة مكان" فيموت على ضلاله" ،" فيعود على ضلاله" .(39) الأثر ; 20484 -" هلال بن حميد" و" هلال بن أبي حميد" ويقال ;" ابن عبد الله" ، و" ابن عبد الرحمن" ، و" ابن مقلاص" ، الجهني ، ويقال له ;" هلال الوزان" قال البخاري ;" قال وكيع مرة ; هلال بن حميد ، ومرة ; هلال بن عبد الله ، ولا يصح" .وانظر العلل لأحمد 1 ; 106 ، 211 . وقال ابن أبي حاتم" هلال بن أبي حميد الوزان ، أبو جهم الصيرفي . ويقال أبو أمية ، وهو ; هلال بن مقلاص الجهبذ ، مولى جهينة" ، وبنحوه قال ابن سعد .و" هلال" ثقة مترجم في التهذيب والكبير 4 / 2 / 207 ، وابن أبي حاتم 4 / 2 / 75 ، وابن سعد في الطبقات 6 ; 227 .و" عبد الله بن عكيم الجهني" ،" أبو معبد" ، كان كبيرًا قد أدرك الجاهلية ، وأدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يعرف له سماع صحيح ، مترجم في التهذيب ، والكبير 3 / 1 / 39 ، وابن أبي حاتم 2 / 2 / 121 ، وابن سعد في الطبقات 6 ; 77 .وكان في المطبوعة" عبد الله بن حكيم" ، وفي تفسير ابن كثير 4 ; 536 ،" عبد الله ابن عليم" ، وكلاهما خطأ .وهذا الأثر ، أشار إليه ابن كثير في تفسير 4 ; 536 ، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 67 ، وزاد في نسبته إلى ابن المنذر والطبراني ، وساقه وهو الأثر السالف ; 20482 ، سياقًا واحدًا ، مع اختلاف في اللفظ .(40) الأثر ; 20485 -" الحجاج" هو" الحجاج بن المنهال" ، سلف قريبًا برقم ; 20481 .و" حماد" هو" حماد بن سلمة" ، مضى مرارًا . وفي تفسير ابن كثير 4 ; 537 ، روى هذا الخبر ، وفيه هناك" خصاف" ، ولكني أرجح أنه" حماد" ، كما في المخطوطة أيضًاو" خصاف" ، هو" خصاف بن عبد الرحمن الجزري" ، ليس بذاك ، مترجم في لسان الميزان 2 ; 397 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 404 .و" أبو حمزة" ، هو" ميمون الأعور التمار الراعي ، الكوفي ، هو صاحب إبراهيم النخعي ، ضعيف جدًا ذاهب الحديث ، قال العقيلي ;" وأحاديثه عن إبراهيم خاصة مما لا يتابع عليه" . قد سلف برقم ; 6190 ، 11810 ، وانظر الكني للدولابي 1 ; 157 .و" إبراهيم" ، هو" إبراهيم بن يزيد النخعي" ، مضى مرارًا .وهذا إسناد واه جدًا ، والعجب من السيد رشيد رضا في تعليقه على تفسير ابن كثير ( 4 ; 537 ) حيث يقول ;" من الغريب أن تبلغ الجرأة بكعب إلى هذا الحد الباطل شرعًا وعقلا . ثم يعتدون بدينه وعلمه ويردون عنه ، والغريب هو تحامله على كعب الأحبار قبل التثبت من إسناد الخبر ، وما ذنب كعب إذا ابتلاه بذلك مثل" أبي حمزة الأعور" ؟ ولكن هكذا ديدن الشيخ ، إذا جاء ذكر كعب الأحبار ، يتهمه بلا بينة .وخرج هذا الأثر السيوطي في الدر المنثور 4 ; 67 ، ولم ينسبه إلى غير ابن جرير .(41) هكذا جاء في المخطوطة ،" يمحى" أيضًا ، وهو صواب" محا الشيء يمحوه ، ويمحاه محوًا ومحيًا" ، والذي في المراجع الأخرى ;" يمحو" . وانظر ما سيأتي ; 492 تعليق ; 1 .(42) الأثر ; 20487 - الكلبي" ، هو" محمد بن السائب الكلبي" ، النسابة المفسر ، متكلم فيه بما لا يحتمل الرواية عنه ، وقد سلف قول الطبري فيه ;" إنه ليس من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله" ( 1 ; 66 ) ، وهذا من المواضع القليلة في تفسير أبي جعفر ، التي جاءت فيها الرواية عن الكلبي ، انظر ما سلف ; 72 ، 246 ، 248 ، 12967 .وهذا الخبر أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبير مختصرًا 3 / 2 / 114 ، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 66 ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه ، ونقله ابن كثير في تفسيره 4 ; 537 . وانظر الإسناد التالي . وكان في المطبوعة وابن كثير ;" ونحو ذلك من الكلام" .(43) الأثر ; 20489 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 67 ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في المدخل . ونقله ابن كثير في تفسيره 4 ; 538 .(44) الأثر ; 20498 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 5 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، ونقله ابن كثير في تفسيره 4 ; 538 .(45) الأثر ; 20501 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 68 ، ولم ينسبه لغير ابن جرير ، ولفظه عنده ;" ... وكل شيء هو كائن ، فيقدم منه ما يشاء ..." ، وهذا أجود مما في مخطوطتنا .(46) " الأكل" ، بضم فسكون ، الحظ من الدنيا ، من البقاء والرزق .(47) ( الأثر ; 20502 -" محمد بن سهل بن عسكر" ، شيخ الطبري ، مضى مرارًا ، انظر 5598 ، 5664 ، 5911 .و"ابن أبي مريم" ، هو" سعيد بن أبي مريم" ، وهو" سعيد بن الحكم" ، ثقة روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها رقم ; 18404 .و" زيادة بن محمد الأنصاري" ، منكر الحديث مضى برقم ; 16943 ، 16944 .وسلف هذا الأثر مطولا برقم ; 16943 ، وسلف تخريجه وشرح إسناده ، وهو الخبر الذي أشار إليه البخاري في الكبير ، وقال" منكر الحديث" . ويزاد في تخريجه ; السيوطي في الدر المنثور 4 ; 65 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والطبراني ونقله ابن كثير في تفسيره 4 ; 537 . ثم انظر الخبر التالي والتعليق عليه .(48) الأثر ; 20503 -" موسى بن سهل بن قادم الرملي" ، شيخ الطبري ، ثقة ، مضى برقم ; 878 ، 5434 ، 16944 ، انظر أيضًا" موسى بن سهل الرازي" رقم ; 180 ، والتعليق عليه ، و" سهل بن موسى الرازي" رقم ; 180 ، 4319 ، 9482 ، والتعليق عليها .و" آدم" ، هو" آدم بن أبي إياس" .وهذه طريق أخرى للخبر السالف، فهو منكر كمثله .(49) الأثر ; 20504 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 65 ، ولم ينسبه لغير ابن جرير ، ونقله ابن كثير في تفسيره 4 ; 537 .(50) الأثر ; 20505 - خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 66 ، ولم ينسبه إلى غير ابن جرير ، ثم ذكر بعده خبرًا مطولا عن قيس بن عباد ، ونسبه إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الشعب .(51) 20512 -" سيار" ، مولى خالد بن يزيد بن معاوية ، روى عن أبي الدرداء ، وابن عباس ، وأبي أمامة . روى عنه سليمان التيمي ، وذكره ابن حبان في الثقات ;" سيار بن عبد الله" ، قال ابن حجر ;" لم نجد من سمى أباه عبد الله غير ابن حبان" .وهو مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 2 / 2 / 161 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 254 ، ولم يذكرا فيه جرحًا .وكان في المطبوعة وحدها ;" شيبان" .والخبر خرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ; 68 ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق ، ونقله ابن كثير في تفسيره 4 ; 538 ، وفي جميعها" سيار" ، وهو الصواب .(52) هذه اللغة منسوبة في اللسان وغيره إلى طيئ أيضًا ، و" أمحى" ، بفتح الحاء . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 ; 334 ، وما سلف ; 484 ، تعليق ; 2 .
{ يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ } من الأقدار { وَيُثْبِتُ } ما يشاء منها، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه وكتبه قلمه فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير لأن ذلك محال على الله، أن يقع في علمه نقص أو خلل ولهذا قال: { وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } أي: اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشياء، فهو أصلها، وهي فروع له وشعب. فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب، كأعمال اليوم والليلة التي تكتبها الملائكة، ويجعل الله لثبوتها أسبابا ولمحوها أسبابا، لا تتعدى تلك الأسباب، ما رسم في اللوح المحفوظ، كما جعل الله البر والصلة والإحسان من أسباب طول العمر وسعة الرزق، وكما جعل المعاصي سببا لمحق بركة الرزق والعمر، وكما جعل أسباب النجاة من المهالك والمعاطب سببا للسلامة، وجعل التعرض لذلك سببا للعطب، فهو الذي يدبر الأمور بحسب قدرته وإرادته، وما يدبره منها لا يخالف ما قد علمه وكتبه في اللوح المحفوظ.
(يمحو) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به
(يشاء) مضارع مرفوع، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(يثبت) مثل يشاء
(الواو) عاطفة
(عنده) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم..
و (الهاء) مضاف إليه
(أمّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(الكتاب) مضاف إليه.
جملة: «يمحو الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يثبت ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عنده أمّ الكتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة .