الرسم العثمانيخَلَقَ الْإِنسٰنَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
الـرسـم الإمـلائـيخَلَقَ الۡاِنۡسَانَ مِنۡ نُّـطۡفَةٍ فَاِذَا هُوَ خَصِيۡمٌ مُّبِيۡنٌ
تفسير ميسر:
خَلَق الإنسان من ماء مهين فإذا به يَقْوى ويغترُّ، فيصبح شديد الخصومة والجدال لربه في إنكار البعث، وغير ذلك، كقوله; "مَن يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ"، ونسي الله الذي خلقه من العدم.
ثم نبه على خلق جنس الإنسان من نطفة أي مهينة ضعيفة فلما استقل ودرج إذا هو يخاصم ربه تعالى ويكذبه ويحارب رسله وهو إنما خلق ليكون عبدا لا ضدا كقوله تعالى "وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا" وقوله "أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم" وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن بشر بن جحاش قال; بصق رسول الله في كفه ثم قال "يقول الله تعالى; ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك فعدلتك مشيت بين برديك وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت الحلقوم قلت أتصدق؟ وأنى أوان الصدقة؟ ".
قوله تعالى ; خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين قوله تعالى ; خلق الإنسان من نطفة لما ذكر الدليل على توحيده ذكر بعده الإنسان ومناكدته وتعدي طوره . والإنسان اسم للجنس . وروي أن المراد به أبي بن خلف الجمحي ، جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بعظم رميم فقال ; أترى يحيي الله هذا بعد ما قد رم . وفي هذا أيضا نزل أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين أي خلق الإنسان من ماء يخرج من بين الصلب والترائب ، فنقله أطوارا إلى أن ولد ونشأ بحيث يخاصم في الأمور . فمعنى الكلام التعجب من الإنسان وضرب لنا مثلا ونسي خلقهفإذا هو خصيم أي مخاصم ، كالنسيب بمعنى المناسب . أي يخاصم الله - عز وجل - في قدرته .مبين أي ظاهر الخصومة . وقيل ; يبين عن نفسه الخصومة بالباطل . والمبين ; هو المفصح عما في ضميره بمنطقه .
يقول تعالى ذكره; ومن حججه عليكم أيضا أيها الناس، أنه خلق الإنسان من نطفة، فأحدث من ماء مهين خلقا عجيبا، قلبه تارات خلقا بعد خلق في ظلمات ثلاث، ثم أخرجه إلى ضياء الدنيا بعد ما تمّ خلقه ونفخ فيه الروح، فغذاه ورزقه القوت ونماه، حتى إذا استوى على سوقه كفر بنعمة ربه وجحد مدبره وعبد من لا يضرّ ولا ينفع ، وخاصم إلهه ، فقال مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ونسِي الذي خلقه فسوّاه خلقا سويا من ماء مهين ، ويعني بالمبين; أنه يبين عن خصومته بمنطقه ، ويجادل بلسانه، فذلك إبانته ، وعنى بالإنسان; جميع الناس، أخرج بلفظ الواحد ، وهو في معنى الجميع.
{ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ } لم يزل يدبرها ويرقيها وينميها حتى صارت بشرا تاما كامل الأعضاء الظاهرة والباطنة، قد غمره بنعمه الغزيرة، حتى إذا استتم فخر بنفسه وأعجب بها { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ } يحتمل أن المراد: فإذا هو خصيم لربه، يكفر به، ويجادل رسله، ويكذب بآياته. ونسي خلقه الأول وما أنعم الله عليه به، من النعم فاستعان بها على معاصيه، ويحتمل أن المعنى: أن الله أنشأ الآدمي من نطفة، ثم لم يزل ينقله من طور، إلى طور حتى صار عاقلا متكلما، ذا ذهن ورأي: يخاصم ويجادل، فليشكر العبد ربه الذي أوصله إلى هذه الحال التي ليس في إمكانه القدرة على شيء منها.
(خلق الإنسان) مثل خلق السموات ،
(من نطفة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (خلق) ،
(الفاء) عاطفة
(إذا) فجائية
(هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(خصيم) خبر مرفوع
(مبين) نعت لخصيم مرفوع.
جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو خصيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(الواو) عاطفة
(الأنعام) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي خلق الأنعام
(خلقها) مثل الأول، و (ها) ضمير مفعول به، والفاعل هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (خلقها) ،
(في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم
(دفء) مبتدأ مؤخّر مرفوع
(منافع) معطوف على دفء بالواو مرفوع
(الواو) عاطفة
(فيها) مثل منها متعلّق بـ (تأكلون) وهو مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعل.وجملة: «
(خلق) الأنعام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق الإنسان.
وجملة: «خلقها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فيها دفء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «منها تأكلون» لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
(الواو) عاطفة
(لكم فيها جمال) مثل لكم فيها دفء، خبر مقدّم ومبتدأ مؤخّر ،
(حين) ظرف زمان منصوب متعلّق بجمال ،
(تريحون) مثل تأكلون
(الواو) عاطفة
(حين تسرحون) مثل حين تريحون.
وجملة: «لكم فيها جمال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
وجملة: «تريحون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تسرحون» في محلّ جرّ بإضافة حين الثاني إليها.
(الواو) عاطفة
(تحمل) مضارع مرفوع، والفاعل هي أي الأنعام
(أثقالكم) مفعول به منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه
(إلى بلد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تحمل)
(لم) حرف نفي وجزم
(تكونوا) مضارع ناقص ومجزوم وعلامة الجزم حذف النون ... و (الواو) اسم تكون
(بالغيه) خبر منصوب وعلامة النصب الياء ... و (الهاء) مضاف إليه
(إلّا) أداة حصر
(بشقّ) جارّ ومجرور حال من الضمير المستكنّ في بالغيه
(الأنفس) مضاف إليه مجرور
(إنّ) حرف مشبّه بالفعلـ (ربّكم) اسم إنّ منصوب.. و (كم) ضمير مضاف إليه
(اللام) المزحلقة
(رؤف) خبر إنّ مرفوع
(رحيم) خبر ثان مرفوع.وجملة: «تحمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فيها دفء.
وجملة: «لم تكونوا بالغيه ... » في محلّ جرّ نعت لبلد.
وجملة: «إنّ ربّكم لرؤوف ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
(الواو) عاطفة
(الخيل) مثل الأنعام ،
(الواو) عاطفة في المواضع الأربعة
(البغال، الحمير) اسمان معطوفان على الخيل منصوبان مثله
(اللام) للتعليلـ (تركبوها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل، و (ها) ضمير مفعول به.
والمصدر المؤوّلـ (أن تركبوها ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل خلق المقدّر.
(زينة) مفعول لأجله منصوب معطوف على محلّ المصدر المؤوّلـ (تخلق) مثل تحمل، والفاعل هو (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ، والعائد محذوف أي تعلمونه
(لا) نافية
(تعلمون) مثل تأكلون.
وجملة: «
(خلق) الخيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة
(خلق) الأنعام.
وجملة: «يخلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة
(خلق) الخيل .
وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
- القرآن الكريم - النحل١٦ :٤
An-Nahl16:4