وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنٰهُمْ ۗ تَاللَّهِ لَتُسْـَٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ
وَيَجۡعَلُوۡنَ لِمَا لَا يَعۡلَمُوۡنَ نَصِيۡبًا مِّمَّا رَزَقۡنٰهُمۡؕ تَاللّٰهِ لَـتُسۡــَٔلُنَّ عَمَّا كُنۡتُمۡ تَفۡتَرُوۡنَ
تفسير ميسر:
ومِن قبيح أعمالهم أنهم يجعلون للأصنام التي اتخذوها آلهة، وهي لا تعلم شيئًا ولا تنفع ولا تضر، جزءًا من أموالهم التي رزقهم الله بها تقربًا إليها. تالله لتسألُنَّ يوم القيامة عما كنتم تختلقونه من الكذب على الله.
يخبر تعالى عن قبائح المشركين الذين عبدوا مع الله غيره من الأصنام والأوثان والأنداد بغير علم وجعلوا للأوثان نصيبا مما رزقهم الله فقالوا "هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون" أي جعلوا لآلهتهم نصيبا مع الله وفضلوها على جانبه فأقسم الله تعالى بنفسه الكريمة ليسألنهم عن ذلك الذي افتروه وائتفكوه وليقابلنهم عليه وليجازينهم أوفر الجزاء في نار جهنم فقال "تالله لتسئلن عما كنتم تفترون".
قوله تعالى ; ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون قوله تعالى ; ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم ذكر نوعا آخر من جهالتهم ، وأنهم يجعلون لما لا يعلمون أنه يضر وينفع - وهي الأصنام - شيئا من أموالهم يتقربون به إليه ; قاله مجاهد وقتادة وغيرهما . ف يعلمون على هذا للمشركين . وقيل هي للأوثان ، وجرى بالواو والنون مجرى من يعقل ، فهو رد على ما ومفعول يعلم محذوف ، [ ص; 104 ] والتقدير ; ويجعل هؤلاء الكفار للأصنام التي لا تعلم شيئا نصيبا . وقد مضى في " الأنعام " تفسير هذا المعنى في قوله " فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا "تالله لتسألن رجع من الخبر إلى الخطاب فقال ; تالله لتسئلن وهذا سؤال توبيخ .عما كنتم تفترون أي تختلقونه من الكذب على الله أنه أمركم بهذا .
يقول تعالى ذكره; ويجعل هؤلاء المشركون من عَبَدة الأوثان، لما لا يعلمون منه ضرا ولا نفعا نصيبا. يقول; حظا وجزاء مما رزقناهم من الأموال، إشراكا منهم له الذي يعلمون أنه خلقهم، وهو الذي ينفعهم ويضرّهم دون غيره.كالذي حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ) قال; يعلمون أن الله خلقهم ويضرهم وينفعهم، ثم يجعلون لما لا يعلمون أنه يضرّهم ولا ينفعهم نصيبا مما رزقناهم.حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ) وهم مشركو العرب، جعلوا لأوثانهم نصيبا مما رزقناهم، وجزءا من أموالهم يجعلونه لأوثانهم.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ) قال; جعلوا لآلهتهم التي ليس لها نصيب ولا شيء، جعلوا لها نصيبا مما قال الله من الحرث والأنعام، يسمون عليها أسماءها ويذبحون لها.وقوله ( تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُون ) يقول تعالى ذكره; والله أيها المشركون الجاعلون الآلهة والأنداد نصيبا فيما رزقناكم شركا بالله وكفرا، ليسألنكم الله يوم القيامة عما كنتم في الدنيا تفترون، يعني; تختلقون من الباطل والإفك على الله بدعواكم له شريكا، وتصييركم لأوثانكم فيما رزقكم نصيبا، ثم ليعاقبنكم عقوبة تكون جزاء لكفرانكم نعمه وافترائكم عليه.
يخبر تعالى عن جهل المشركين وظلمهم وافترائهم على الله الكذب، وأنهم يجعلون لأصنامهم التي لا تعلم ولا تنفع ولا تضر -نصيبا مما رزقهم الله وأنعم به عليهم، فاستعانوا برزقه على الشرك به، وتقربوا به إلى أصنام منحوتة، كما قال تعالى: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ }
«ويجعلون» أي المشركون «لما لا يعلمون» أنها تضر ولا تنفع وهي الأصنام «نصيباً مما رزقناهم» من الحرث والأنعام بقولهم هذا لله لشركائنا «تالله لتسألن» سؤال توبيخ وفيه التفات عن الغيبة «عما كنتم تفترون» على الله من أنه أمركم بذلك.
(الواو) استئنافيّة
(يجعلون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (اللام) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (يجعلون) ،
(لا) نافية
(يعلمون) مثل يجعلون
(نصيبا) مفعول به منصوبـ (من) حرف جرّ
(ما) مثل الأول متعلّق بنعت لـ (نصيبا) ،
(رزقناهم) فعل ماض وفاعله.. و (هم) ضمير مفعول به
(تالله) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم
(اللام) لام القسم
(تسألنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع، وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد
(عن) حرف جرّ
(ما) حرف مصدريّ ،
(كنتم) فعل ماض ناقص.. و (تم) اسم كان
(تفترون) مثل يجعلون.
والمصدر المؤوّلـ (ما كنتم تفترون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بـ (تسألنّ) .
جملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الأول.
وجملة: «رزقناهم ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) الثاني.
وجملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تسألنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «كنتم تفترون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
وجملة: «تفترون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
(الواو) عاطفة
(يجعلون لله البنات) مثل يجعلون لما.. نصيبا، وعلامة النصب للمفعول الكسرة
(سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف و (الهاء)ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يجعلون) الثاني فهو معطوف على الجارّ لله.. ،
(ما) موصول في محلّ نصب معطوف على البنات مفعولي يجعلون ،
(يشتهون) مثل يجعلون.
وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعلون
(الأولى) .
وجملة: «
(نسبّح) سبحانه» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة .
وجملة: «يشتهون» لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
(الواو) عاطفة
(إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بـ (ظلّ) ،
(بشّر) فعل ماض مبنيّ للمجهولـ (أحدهم) نائب الفاعل مرفوع.. و (هم) مضاف إليه
(بالأنثى) جارّ ومجرور متعلّق بـ (بشّر) وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف
(ظلّ) فعل ماض- ناسخ-
(وجهه) اسم ظلّ مرفوع.. و (الهاء) مضاف إليه
(مسودّا) خبر ظلّ منصوبـ (الواو) واو الحالـ (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(كظيم) خبر مرفوع.
وجملة: «بشّر أحدهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ظلّ وجهه مسودّا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هو كظيم ... » في محلّ نصب حال.
(يتوارى) ، مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل هو أي أحدهم
(من القوم) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يتوارى) ،
(من سوء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يتوارى) ،
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه
(بشّر) مثل الأولـ (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (بشّر) ،
(الهمزة) للاستفهام
(يمسكه) مضارع مرفوع، و (الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل هو أي أحدهم
(على هون) جارّ ومجرور حال من مفعول يمسكه
(أم) حرف عطف
(يدسّه) مثل يمسكه
(في التراب) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يدسّه) ،
(ألا) حرف تنبيه
(ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ما) نكرة موصوفة في محلّ نصب تمييز لضمير الفاعلـ (يحكمون) مثل يجعلون.
وجملة: «يتوارى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في كظيم .
وجملة: «بشّر ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .
وجملة: «يمسكه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ .
وجملة: «يدسّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يمسكه.
وجملة: «ساء ما يحكمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحكمون» في محلّ نصب نعت لـ (ما) .
الصرف لهذه الآية غير متوفّر