الرسم العثمانيقُل لَّوْ كَانَ مَعَهُۥٓ ءَالِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَّابْتَغَوْا إِلٰى ذِى الْعَرْشِ سَبِيلًا
الـرسـم الإمـلائـيقُلْ لَّوۡ كَانَ مَعَهٗۤ اٰلِهَةٌ كَمَا يَقُوۡلُوۡنَ اِذًا لَّابۡتَغَوۡا اِلٰى ذِى الۡعَرۡشِ سَبِيۡلًا
تفسير ميسر:
قل -أيها الرسول- للمشركين; لو أن مع الله آلهة أخرى، إذًا لطلبَتْ تلك الآلهة طريقًا إلى مغالبة الله ذي العرش العظيم.
يقول تعالى قل يا محمد لهؤلاء المشركين الزاعمين أن لله شريكا من خلقه العابدين معه غيره ليقربهم إليه زلفى لو كان الأمر كما تقولون وأن معه آلهة تعبد لتقرب إليه وتشفع لديه لكان أولئك المعبودون يعبدونه ويتقربون إليه ويبتغون إليه الوسيلة والقربة فاعبدوه أنتم وحده كما يعبده من تدعونه من دونه ولا حاجة لكم إلى معبود يكون واسطة بينكم وبينه فإنه لا يحب ذلك ولا يرضاه بل يكرهه ويأباه وقد نهى عن ذلك على ألسنة جميع رسله وأنبيائه ثم نزه نفسه الكريمة وقدسها.
قوله تعالى ; قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا [ ص; 239 ] قوله تعالى ; قل لو كان معه آلهة هذا متصل بقوله - تعالى - ; ولا تجعل مع الله إلها آخر وهو رد على عباد الأصنام .كما يقولون قرأ ابن كثير وحفص يقولون بالياء . الباقون " تقولون " بالتاء على الخطاب .إذا لابتغوا يعني الآلهة .إلى ذي العرش سبيلا قال ابن العباس - رضي الله - تعالى - عنهما - ; لطلبوا مع الله منازعة وقتالا كما تفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض . وقال سعيد بن جبير - رضي الله تعالى عنه - ; المعنى إذا لطلبوا طريقا إلى الوصول إليه ليزيلوا ملكه ، لأنهم شركاؤه . وقال قتادة ; المعنى إذا لابتغت الآلهة القربة إلى ذي العرش سبيلا ، والتمست الزلفة عنده لأنهم دونه ، والقوم اعتقدوا أن الأصنام تقربهم إلى الله زلفى ، فإذا اعتقدوا في الأصنام أنها محتاجة إلى الله - سبحانه وتعالى - فقد بطل أنها آلهة .
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر; لو كان الأمر كما تقولون; من أن معه آلهة، وليس ذلك كما تقولون، إذن لابتغت تلك الآلهة القُربة من الله ذي العرش العظيم، والتمست الزُّلْفة إليه، والمرتبة منه.كما حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا ) يقول; لو كان معه آلهة إذن لعرفوا فضله ومرتبته ومنـزلته عليهم، فابتغوا ما يقرّبهم إليه.حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال; ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا ) قال; لابتغَوا القُرب إليه، مع أنه ليس كما يقولون.
{ قُلْ } للمشركين الذين يجعلون مع الله إلها آخر: { لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ } أي: على موجب زعمهم وافترائهم { إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } أي: لاتخذوا سبيلا إلى الله بعبادته والإنابة إليه والتقرب وابتغاء الوسيلة، فكيف يجعل العبد الفقير الذي يرى شدة افتقاره لعبودية ربه إلها مع الله؟! هل هذا إلا من أظلم الظلم وأسفه السفه؟\". فعلى هذا المعنى تكون هذه الآية كقوله تعالى: { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } وكقوله تعالى: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ } ويحتمل أن المعنى في قوله: { قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } أي: لطلبوا السبيل وسعوا في مغالبة الله تعالى، فإما أن يعلوا عليه فيكون من علا وقهر هو الرب الإله، فأما وقد علموا أنهم يقرون أن آلهتهم التي يعبدون من دون الله مقهورة مغلوبة ليس لها من الأمر شيء فلم اتخذوها وهي بهذه الحال؟ فيكون هذا كقوله تعالى: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ }
(قل) فعل أمر، والفاعل أنت
(لو) حرف شرط غير جازم
(كان) فعل ماض ناقص
(معه) ظرف منصوب متعلّق بخبر كان.. و (الهاء) مضاف إليه
(آلهة) اسم كان مرفوع
(الكاف) حرف جرّ ،
(ما) حرف مصدريّ
(يقولون) مضارع مرفوع.. و (الواو) فاعلـ (إذاً) بالتنوين حرف جواب لا محلّ لها
(اللام) رابطة لجواب لو (ابتغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعلـ (إلى ذي) جارّومجرور متعلّق بـ (ابتغوا) ، وعلامة الجرّ الياء
(العرش) مضاف إليه مجرور
(سبيلا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّلـ (ما يقولون) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي لو كان معه آلهة كونا كقولهم.. إذا لابتغوا.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «لو كان معه آلهة ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) وجملة: «ابتغوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم
- القرآن الكريم - الإسراء١٧ :٤٢
Al-Isra'17:42