الرسم العثمانيوَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا
الـرسـم الإمـلائـيوَقُلِ الۡحَـقُّ مِنۡ رَّبِّكُمۡ ۖ فَمَنۡ شَآءَ فَلۡيُؤۡمِنۡ وَّمَنۡ شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡ ۙاِنَّاۤ اَعۡتَدۡنَا لِلظّٰلِمِيۡنَ نَارًا ۙ اَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَا ؕ وَاِنۡ يَّسۡتَغِيۡثُوۡا يُغَاثُوۡا بِمَآءٍ كَالۡمُهۡلِ يَشۡوِى الۡوُجُوۡهَؕ بِئۡسَ الشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا
تفسير ميسر:
وقل لهؤلاء الغافلين; ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظَلَم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها، وإن يستغث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء مِن شدة العطش، يُؤتَ لهم بماء كالزيت العَكِر شديد الحرارة يشوي وجوههم. قَبُح هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقَبُحَتْ النار منزلا لهم ومقامًا. وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعمل بمقتضاها.
يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم; وقل يا محمد للناس هذا الذى جئتكم به من ربكم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ولهذا قال " إنا أعتدنا " أي أرصدنا " للظالمين " وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه " نارًا أحاط بهم سرادقها " أي سورها قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لسرادق النار أربعة جدر كثافة كل جدار مسافة أربعين سنة "وأخرجه الترمذي في صفة النار وابن جرير في تفسيره من حديث دراج أبي السمح به. وقال ابن جريج قال ابن عباس " أحاط بهم سرادقها " قال حائط من نار وقال ابن جرير; حدثني الحسين بن نصر والعباس بن محمد قالا; حدثنا أبو عاصم عن عبدالله بن أمية حدثني محمد بن حيي بن يعلى عن صفوان بن يعلى عن يعلى بن أمية قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " البحر هو جهنم "قال فقيل له كيف ذلك ؟ فتلا هذه الآية أو قرأ هذه الآية " نارا أحاط بهم سرادقها " ثم قال " والله لا أدخلها أبدًا أو ما دمت حيًا لا تصيبني منها قطرة "وقوله " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه " الآية قال ابن عباس.المهل الماء الغليظ مثل دردي الزيت وقال مجاهد; هو كالدم والقيح وقال عكرمة; هو الشيء الذي انتهى حره وقال آخرون; هو كل شيء أذيب. وقال قتادة; أذاب ابن مسعود شيئا من الذهب في أخدود فلما انماع وأزبد قال; هذا أشبه شيء بالمهل وقال الضحاك; ماء جهنم أسود وهي سوداء وأهلها سود وهذه الأقوال ليس شيء منها ينفي الأخر فإن المهل يجمع هذه الأوصاف الرذيلة كلها فهو أسود منتن غليظ حار ولهذا قال " يشوي الوجوه" أي من حره إذا أراد الكافر أن يشربه وقربه من وجهه شواه حتى تسقط جلدة وجهه فيه كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بإسناده المتقدم في سرادق النار عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " ماء كالمهل "قال كعكر الزيت فإذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه وهكذا رواه الترمذي في صفة النار من جامعه من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج به ثم قال; لا نعرفه إلا من حديث رشدين وقد تكلم فيه من قبل حفظه هكذا قال; وقد رواه الإمام أحمد كما تقدم عن حسن الأشيب عن ابن لهيعة عن دراج والله أعلم.وقال عبدالله بن المبارك وبقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن عبدالله بن بشر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " ويسقى من ماء صديد يتجرعه " قال " يقرب إليه فيتكرهه فإذا قرب منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه يقول الله تعالى "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب " وقال سعيد بن جبير; إذا جاع أهل النار استغاثوا فأغيثوا بشجرة الزقوم فيأكلون منها فاختلبت جلود وجوههم فلو أن مارا مر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم فيها ثم يصب عليم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل وهو الذي قد انتهى حره فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود ولهذا قال تعالى بعد وصفه هذا الشراب بهذه الصفات الذميمة القبيحة " بئس الشراب " أي بئس هذا الشراب كما قال في الآية الأخرى " وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم " وقال تعالى " تسقى من عين آنية " أي حارة كما قال تعالى " وبين حميم آن " " وساءت مرتفقا" أي وساءت النار منزلاً ومقيلاً ومجتمعًا وموضعًا للارتفاق كما قال في الآية الأخرى " إنها ساءت مستقرا ومقاما ".
قوله ; وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاقوله تعالى ; وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الحق رفع على خبر الابتداء المضمر ; أي قل هو الحق . وقيل ; هو رفع على الابتداء ، وخبره في قوله من ربكم . ومعنى الآية ; قل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا ; أيها الناس من ربكم الحق فإليه التوفيق والخذلان ، وبيده الهدى والضلال ، يهدي من يشاء فيؤمن ، ويضل من يشاء فيكفر ; ليس إلي من ذلك شيء ، فالله يؤتي الحق من يشاء وإن كان ضعيفا ، ويحرمه من يشاء وإن كان قويا غنيا ، ولست بطارد المؤمنين لهواكم ; فإن شئتم فآمنوا ، وإن شئتم [ ص; 352 ] فاكفروا . وليس هذا بترخيص وتخيير بين الإيمان والكفر ، وإنما هو وعيد وتهديد . أي إن كفرتم فقد أعد لكم النار ، وإن آمنتم فلكم الجنة .إنا أعتدنا أي أعددنا .للظالمين أي للكافرين الجاحدين .نارا أحاط بهم سرادقها قال الجوهري ; السرادق واحد السرادقات التي تمد فوق صحن الدار . وكل بيت من كرسف فهو سرادق . قال رؤبة ;يا حكم بن المنذر بن الجارود سرادق المجد عليك ممدوديقال ; بيت مسردق . وقال سلامة بن جندل يذكر أبرويز وقتله النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة ;هو المدخل النعمان بيتا سماؤه صدور الفيول بعد بيت مسردقوقال ابن الأعرابي ; سرادقها سورها . وعن ابن عباس ; حائط من نار . الكلبي ; وقال ابن الأعرابي ; سرادقها سورها . وعن ابن عباس ; حائط من نار . الكلبي ; عنق تخرج من النار فتحيط بالكفار كالحظيرة . القتبي ; السرادق الحجزة التي تكون حول الفسطاط . وقاله ابن عزيز . وقيل ; هو دخان يحيط بالكفار يوم القيامة ، وهو الذي ذكره الله - تعالى - في سورة ( والمرسلات ) . حيث يقول ; انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب وقوله ; وظل من يحموم قاله قتادة . وقيل ; إنه البحر المحيط بالدنيا . وروى يعلى بن أمية قال ; قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; البحر هو جهنم - ثم تلا - نارا أحاط بهم سرادقها - ثم قال - والله لا أدخلها أبدا ما دمت حيا ولا يصيبني منها قطرة ذكره الماوردي . وخرج ابن المبارك من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; لسرادق النار أربع جدر كثف كل جدار مسيرة أربعين سنة . وخرجه أبو عيسى الترمذي ، وقال فيه ; حديث حسن صحيح غريب .قلت ; وهذا يدل على أن السرادق ما يعلو الكفار من دخان أو نار ، وجدره ما وصف .قوله تعالى ; وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه قال ابن عباس ; المهل ماء [ ص; 353 ] غليظ مثل دردي الزيت . مجاهد ; القيح والدم . الضحاك ; ماء أسود ، وإن جهنم لسوداء ، وماؤها أسود وشجرها أسود وأهلها سود . وقال أبو عبيدة ; هو كل ما أذيب من جواهر الأرض من حديد ورصاص ونحاس وقزدير ، فتموج بالغليان ، فذلك المهل . ونحوه عن ابن مسعود قال سعيد بن جبير ; هو الذي قد انتهى حره . وقال ; المهل ضرب من القطران ; يقال ; مهلت البعير فهو ممهول . وقيل ; هو السم . والمعنى في هذه الأقوال متقارب . وفي الترمذي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله كالمهل قال ; كعكر الزيت فإذا قربه إلى وجهه سقطت فروة وجهه قال أبو عيسى ; هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد ورشدين قد تكلم فيه من قبل حفظه . وخرج عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله ; ويسقى من ماء صديد يتجرعه قال ; يقرب إلى فيه فكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه وإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره . يقول الله - تعالى - وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم يقول وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا قال ; حديث غريب .قلت ; وهذا يدل على صحة تلك الأقوال ، وأنها مرادة ، والله أعلم . وكذلك نص عليها أهل اللغة . في الصحاح " المهل " النحاس المذاب . ابن الأعرابي ; المهل المذاب من الرصاص . وقال أبو عمرو . المهل دردي الزيت . والمهل أيضا القيح والصديد . وفي حديث أبي بكر ; ادفنوني في ثوبي هذين فإنهما للمهل والتراب .بئس الشراب وساءت مرتفقا قال مجاهد ; معناه مجتمعا ، كأنه ذهب إلى معنى المرافقة . ابن عباس ; منزلا . عطاء ; مقرا . وقيل مهادا . وقال القتبي ; مجلسا ، والمعنى متقارب ; وأصله من المتكأ ، يقال منه ; ارتفقت أي اتكأت على المرفق . قال الشاعر ;قالت له وارتفقت ألا فتى يسوق بالقوم غزالات الضحىويقال ; ارتفق الرجل إذا نام على مرفقه لا يأتيه نوم . قال أبو ذؤيب الهذلي ;نام الخلي وبت الليل مرتفقا كأن عيني فيها الصاب مدبوحالصاب ; عصارة شجر مر .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم; وقل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا، واتبعوا أهواءهم، الحقّ أيها الناس من عند ربكم، وإليه التوفيق والحذلان، وبيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فيؤمن، ويضلّ من يشاء عن الهدى فيكفر، ليس إلي من ذلك شيء، ولست بطارد لهواكم من كان للحقّ متبعا، وبالله وبما أنـزل علي مؤمنا، فإن شئتم فآمنوا، وإن شئتم فاكفروا، فإنكم إن كفرتم فقد أعد لكم ربكم على كفركم به نار أحاط بكم سرادقها، وإن آمنتم به وعملتم بطاعته، فإن لكم ما وصف الله لأهل طاعته.وروي عن ابن عباس في ذلك ما حدثني عليّ، قال; ثنا عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) يقول; من شاء الله له الإيمان آمن، ومن شاء الله له الكفر كفر، وهو قوله; وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وليس هذا بإطلاق من الله الكفر لمن شاء، والإيمان لمن أراد، وإنما هو تهديد ووعيد.وقد بين أن ذلك كذلك قوله; ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ) والآيات بعدها.كما حدثنا الحسن بن يحيى، قال; أخبرنا عبد الرزاق، عن عمر بن حبيب، عن داود، عن مجاهد، في قوله; ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ). قال; وعيد من الله، فليس بمعجزي.حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد في قوله; ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وقوله اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ قال; هذا كله وعيد ليس مصانعة ولا مراشاة ولا تفويضا. وقوله; ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ) يقول تعالى ذكره; إنا أعددنا، وهو من العُدّة. للظالمين; الذين كفروا بربهم.كما حدثني يونس، قال; أخبرنا ابن وهب قال; قال ابن زيد، في قوله; ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) قال; للكافرين ، وقوله; ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) يقول; أحاط سرادق النار التي أعدّها الله للكافرين بربهم، وذلك فيما قيل; حائط من نار يطيف بهم كسرادق الفسطاط، وهي الحجرة التي تطيف بالفسطاط، كما قال رؤبة;يـا حَـكَمَ بـنَ المُنْـذِرِ بـنَ الجارُودْسُــرادِقُ الفَضْــلِ عَلَيْـكَ مَمْـدُودْ (2)وكما قال سلامة بن جندل;هُـوَ المُـولِجُ النُّعْمـانَ بيْتـا سَـماؤُهُصُـدُورُ الفُيُـولِ بعـدَ بَيْـتٍ مُسَرْدَقَ (3)يعني; بيتا له سرادق.* ذكر من قال ذلك;حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، قال; قال ابن عباس، في قوله; ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) قال; هي حائط من نار.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثنا أبو سفيان ، عن معمر، عمن أخبره، قال ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) قال; دخان يحيط بالكفار يوم القيامة، وهو الذي قال الله; ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ .وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك خبر يدلّ على أن معنى قوله ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) أحاط بهم ذلك في الدنيا، وأن ذلك السرادق هو البحر.ذكر من قال ذلك; حدثني العباس بن محمد والحسين بن نصر، قالا ثنا أبو عاصم، عن عبد الله بن أمية، قال; ثني محمد ابن حيي بن يعلى، عن صفوان بن يعلى، عن يعلى بن أمية، قال; قال رسول الله صلى الله عليه وسلم; " البَحْرُ هو جَهَنَّمُ" قال; فقيل له; كيف ذلك، فتلا هذه الآية، أو قرأ هذه الآية; ( نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) ثم قال; والله لا أدْخُلُها أبَدًا أوْ ما دُمْتُ حَيًّا، ولا تُصِيبُني مِنْها قَطْرَة.حدثنا محمد بن المثنى، قال; ثنا يعمر بن بشر، قال; ثنا ابن المبارك، قال; أخبرنا رشدين بن سعد، قال; ثني عمرو بن الحارث، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال; " سُرَادِقُ النَّارِ أرْبَعَةُ جُدُرٍ، كِثْفُ كُلّ وَاحِد مِثْلُ مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ سَنَةً".حدثنا بشر، قال; ثنا ابن وهب، قال; أخبرني عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال; " إن لِسُرَادِقِ النَّارِ أرْبَعَةَ جُدُرٍ، كِثْفُ كُلّ وَاحِد مِثْلُ مَسِيرَةِ أرْبَعِينَ سَنَةً".حدثنا بشر، قال; ثنا ابن وهب، قال; أخبرني عمرو، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال; " ماءٌ كالمُهْلِ"، قال; " كَعَكَرِ الزَّيْتِ، فإذا قَرَّبَهُ إليه سقط فَرْوَةُ وَجْهِه فِيهِ".وقوله; ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) يقول تعالى ذكره; وإن يستغث هؤلاء الظالمون يوم القيامة في النار من شدّة ما بهم من العطش، فيطلبونَ الماء يُغاثوا بماء المُهْل.واختلف أهل التأويل في المهل، فقال بعضهم; هو كلّ شيء أذيب وانماع.* ذكر من قال ذلك;حدثنا بشر، قال; ثنا يزيد، قال; ثنا سعيد، عن قتادة ، قال; ذُكر لنا أن ابن مسعود أهديت إليه سِقاية من ذهب وفضة، فأمر بأخدود فخدّ في الأرض، ثم قذف فيه من جزل حطب، ثم قذف فيه تلك السقاية، حتى إذا أزبدت وانماعت قال لغلامه; ادع من يحضُرنا من أهل الكوفة، فدعا رهطا، فلما دخلوا عليه قال; أترون هذا؟ قالوا ; نعم، قال; ما رأينا في الدنيا شبيها للمهل أدنى من هذا الذهب والفضة، حين أزبد وانماع.وقال آخرون; هو القيح والدم الأسود.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا حكام عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم، عن أبي بَزَة، عن مجاهد في قوله; ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) قال; القيح والدم.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) قال; القيح والدم الأسود، كعكر الزيت ، قال الحارث في حديثه; يعني درديه.حدثني عليّ، قال; ثنا عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله; (كالمُهْلِ) قال; يقول; أسود كهيئة الزيت.حُدثت عن الحسين بن الفرج، قال; سمعت أبا معاذ يقول; أخبرنا عبيد بن سليمان، قال; سمعت الضحاك يقول في قوله بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) ماء جهنم أسود، وهي سوداء، وشجرها أسود، وأهلها سود.حدثني محمد بن سعد، قال; ثني أبي، قال; ثني عمي، قال; ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ ) قال; هو ماء غليظ مثل دردي الزيت.وقال آخرون; هو الشيء الذي قد انتهى حرّه.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا يعقوب القمي، عن جعفر وهارون بن عنترة، عن سعيد بن جبير، قال; المهل; هو الذي قد انتهى حرة.وهذه الأقوال وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها، فمتقاربات المعنى، وذلك أن كل ما أذيب من رصاص أو ذهب أو فضة فقد انتهى حرّه، وأن ما أوقدت عليه من ذلك النار حتى صار كدردي الزيت، فقد انتهى أيضا حرّه.وقد; حُدثت عن معمر بن المثنى، أنه قال; سمعت المنتجع بن نبهان يقول; والله لفلان أبغض إليّ من الطلياء (4) والمهل، قال; فقلنا له; وما هما؟ فقال; الجرباء، والملة التي تنحدر عن جوانب الخبزة إذا ملت في النار من النار، كأنها سهلة (5) حمراء مدققة، فهي أحمره، فالمهل إذا هو كلّ مائع قد أوقد عليه حتى بلغ غاية حره، أو لم يكن مائعا، فانماع بالوقود عليه، وبلغ أقصى الغاية في شدّة الحرّ.وقوله; ( يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ ) يقول جلّ ثناؤه; يشوي ذلك الماء الذي يغاثون به وجوههم.كما حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال; ثنا حيوة بن شريح، قال; ثنا بقية، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بُسْر، هكذا قال ابن خلف عن أبي أمامة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، في قوله ( وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ قال; يقرب إليه فيتكرّهه، فإذا قرب منه، شوى وجهه، ووقعت فَرْوة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه ، يقول الله; (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب).حدثنا محمد بن المثنى، قال; ثني إبراهيم بن إسحاق الطالَقاني ويعمر بن بشر، قالا ثنا ابن المبارك، عن صفوان، عن عبد الله بن بُسْر، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا يعقوب، عن جعفر وهارون بن عنترة، عن سعيد بن جبير، قال هارون; إذا جاع أهل النار ، وقال جعفر; إذا جاء أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم، فأكلوا منها، فاختلست جلود وجوههم، فلو أن مارا مار بهم يعرفهم، لعرف جلود وجوههم فيها، ثم يصبّ عليهم العطش، فيستغيثون، فيغاثون بماء كالمهل، وهو الذي قد انتهى حرّه، فإذا أدنوه من أفواههم انشوى من حرّه لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود.وقوله; (بِئْسَ الشَّرَابُ) يقول تعالى ذكره; بئس الشراب، هذا الماء الذي يغاث به هؤلاء الظالمون في جهنم الذي صفته ما وصف في هذه الآية.وقوله; (وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) يقول تعالى ذكره; وساءت هذه النار التي أعتدناها لهؤلاء الظالمين مرتفقا ، والمرتفق في كلام العرب; المتكأ، يقال منه; ارتفقت إذا اتكأت، كما قال الشاعر;قــالَتْ لَــهُ وارْتَفَقَــتْ ألا فَتـىيَسُــوقُ بـالقَوْمِ غَـزَالاتِ الضُّحَـى (6)أراد; واتكأت على مرفقها ، وقد ارتفق الرجل; إذا بات على مرفقه لا يأتيه نوم، وهو مرتفق، كما قال أبو ذؤيب الهذلي ;نـامَ الخَلِيُّ وَبِتُّ اللَّيْـلَ مُرْتَفِقًــاكَأنَّ عَيْني فيها الصَّــابُ مَذْبُــوحُ (7)وأما من الرفق فإنه يقال; قد ارتفقت بك مرتفقا، وكان مجاهد يتأول قوله; ( وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ) يعني المجتمع.* ذكر الرواية بذلك; حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (مُرْتَفَقا) ; أي مجتمعا.حدثني يعقوب، قال; ثنا معتمر، عن ليث، عن مجاهد (وساءت مُرْتَفَقا) قال; مجتمعا.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد مثله ، ولست أعرف الارتفاق بمعنى الاجتماع في كلام العرب، وإنما الارتفاق ; افتعال، إما من المرفق، وإما من الرفق.--------------------------------------------------------------------------------الهوامش;(2) البيتان من أرجوزة قصيرة سبعة أبيات لرؤبة في ( ديوانه طبع ليبسج سنة 1903 ضمن الزوائد الملحقة بالديوان ، وهما الأول والخامس ، ص 172 ) . والبيتان من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1 ; 399) إلا أن رواية البيت الثاني فيه ;* أنـت الجـواد بن الجود المحمود *وبعده البيت الثاني . قال ; "أحاط بهم سرادقها " ;كسرادق الفسطاط ، وهي الحجرة التي تطيف بالفسطاط ؛ قال رؤبة * يـا حـكم بن المنذر بن الجارود *وفي ( اللسان ; سردق ) ; السرادق ; ما أحاط بالبناء ، والجمع سرادقات . قال سيبويه ; جمعوه بالتاء وإن كان مذكرا ، حين لم يكسر . وفي التنزيل " أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا " . في صفة النار أعاذنا الله منها . قال الزجاج ; صار عليهم سرادق من العقاب . والسرادق ما أحاط بالشيء ، نحو الشقة في المضرب ( الخيمة ) أو الحائط المشتمل على الشيء.(3) البيت في ديوان سلامة بن جندل السعدي التميمي ( طبعة بيروت سنة 1910 ص 19) من قصيدة عدة أبياتها ثلاثون بيتا . قال أبو عمرو ; كان كسرى حبس النعمان في بيت فيه ثلاثة فيول ، والمسردق ; ذو السرادق ، أو الذي عليه سرادق . وقال أبو عبيدة في ( مجاز القرآن 1 ; 399 ) بعد أن أورد البيت ; أي له سرادق . اه. وفي ( اللسان; سردق ) وقد سردق البيت . قال سلامة بن جندل ; ( وأورد البيت ) . ثم قال الجوهري ; السرادق ; واحد السرادقات التي تمد فوق صحن الدار . وكل بيت من كرسف ( قطن ) فهو سرادق . قال رؤبة ;يـا حـكم بـن المنـذر بـن الجارودأنـت الجـواد ابـن الجـواد المحمودســرادق المجــد عليــك ممـدودقال ; وقيل ; الرجز للكذاب الحرمازي . ونسب الجوهري بيت سلامة بن جندل إلى الأعشى ، وقال في سببه ; يذكر ابن وبر وقتله النعمان بن المنذر . عن (لسان العرب ; سردق ) .(4) يريد بالطلياء الناقة الجرباء المطلية بالقطران أو الخضخاض . ويريد بالمهل ; الملة إذا حميت جدا ورأيتها تموج.(5) السهلة ، بالكسر ، تراب كالرمل أحمر يجيء به الماء ( اللسان)(6) هذان بيتان من مشطور الرجز ، ذكرهما اللسان في ; غزل . ورواية الأول منهما مختلفة عن رواية المؤلف ، وهي ;* دعـت سليمى دعوة هل من فتى *وفي رواية أخرى ; * ودعـوة القـوم ألا هـل من فتى *وغزالة الضحى وغزالاته ; بعد ما تنبسط الشمس وتضحى . ولا شاهد في البيت الأول على هاتين الروايتين .(7) البيت في ديوان أبي ذؤيب الهذلي طبع دار الكتب المصرية ، ( القسم الأول من ديوان الهذليين ص 104 ) وهو مطلع قصيدة له . وفيه " مشتجرا " في موضع " مرتفقا " ومشتجرا أي يشجر رأسه بيده ، يريد أنه وضع رأسه على يديه ، كما يشجر الثوب بالعود . وقال الأصمعي ; الصاب ; شجرة مرة لها لبن يمض العين إذا أصابها . ومذبوح ; مشقوق . والذبح ; الشق . ومرتفقا ; واضعا مرفقه تحت رأسه . والبيت ; من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1 ; 400 ) وأوله ; " إني أرقت فبت . . . " . وقال ; " ساءت مرتفقا " ; أي متكئا . قال أبو ذؤيب . . . البيت .
أي: قل للناس يا محمد: هو الحق من ربكم أي: قد تبين الهدى من الضلال، والرشد من الغي، وصفات أهل السعادة، وصفات أهل الشقاوة، وذلك بما بينه الله على لسان رسوله، فإذا بان واتضح، ولم يبق فيه شبهة. { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } أي: لم يبق إلا سلوك أحد الطريقين، بحسب توفيق العبد، وعدم توفيقه، وقد أعطاه الله مشيئة بها يقدر على الإيمان والكفر، والخير والشر، فمن آمن فقد وفق للصواب، ومن كفر فقد قامت عليه الحجة، وليس بمكره على الإيمان، كما قال تعالى { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي } وليس في قوله: { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام، كما ليس فيها ترك قتال الكافرين. ثم ذكر تعالى مآل الفريقين فقال: { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } بالكفر والفسوق والعصيان { نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } أي: سورها المحيط بها، فليس لهم منفذ ولا طريق ولا مخلص منها، تصلاهم النار الحامية. { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا } أي: يطلبوا الشراب، ليطفئ ما نزل بهم من العطش الشديد. { يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ } أي: كالرصاص المذاب، أو كعكر الزيت، من شدة حرارته. { يَشْوِي الْوُجُوهَ } أي: فكيف بالأمعاء والبطون، كما قال تعالى { يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد } { بِئْسَ الشَّرَابُ } الذي يراد ليطفئ العطش، ويدفع بعض العذاب، فيكون زيادة في عذابهم، وشدة عقابهم. { وَسَاءَتْ } النار { مُرْتَفَقًا } وهذا ذم لحالة النار، أنها ساءت المحل، الذي يرتفق به، فإنها ليست فيها ارتفاق، وإنما فيها العذاب العظيم الشاق، الذي لا يفتر عنهم ساعة، وهم فيه مبلسون قد أيسوا من كل خير، ونسيهم الرحيم في العذاب، كما نسوه.
(الواو) عاطفة
(قل) مثل اتلـ (الحقّ) مبتدأ مرفوع «2» ،
(من ربّكم) جارّ ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ.. و (كم) ضمير مضاف إليه
(الفاء) عاطفة ،
(من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(شاء) فعل ماض =، والفاعل هو، والمفعول محذوف
(الفاء) رابطة لجواب الشرط
(اللام) لام الأمر
(يؤمن) مضارع مجزوم بلام الأمر، والفاعل هو (الواو) عاطفة
(من شاء فليكفر) مثل نظيرتها السابقة
(إنّا) حرف مشبّهة بالفعل.. و (نا) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ،
(أعتدنا) مثل أغفلنا
(للظالمين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أعتدنا) ، وعلامة الجرّ الياء
(نارا) مفعول به منصوبـ (أحاط) ، فعل ماض
(الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أحاط) ،
(سرادقها) فاعل مرفوع.. و (ها) مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(إن) حرف شرط جازم
(يستغيثوا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعلـ (يغاثوا) مضارع مبنيّ للمجهول مجزوم جواب الشرط، وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) نائب الفاعلـ (بماء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يغاثوا) ،
(كالمهل) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لـ (ماء) ،
(يشوى) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (الوجوه) مفعول به منصوبـ (بئس) فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ
(الشراب) فاعل مرفوع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هو أي الماء الذي كالمهلـ (الواو) عاطفة
(ساءت) فعل ماض لإنشاء الذمّ.. و (التاء) للتأنيث. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هي، أي النار،
(مرتفقا) تمييز منصوب. وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر. وجملة: «الحقّ من ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «من شاء ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول . وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) . وجملة: «يؤمن ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «من شاء
(الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على «على من شاء»
(الأولى) . وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ
(من) الثانية. وجملة: «يكفر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق- وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «أحاط بهم سرادقها» في محلّ نصب نعت لـ (نارا) . وجملة: «إن يستغيثوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحاط، والرابط محذوف أي إن يستغيثوا فيها . وجملة: «يغاثوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: «يشوي ... » في محلّ جرّ نعت ثاني لماء . وجملة: «بئس الشراب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ساءت مرتفقا» لا محلّ لها معطوفة على جملة بئس الشراب.
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٢٩
Al-Kahf18:29