الرسم العثمانيوَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوٓا إِذْ جَآءَهُمُ الْهُدٰى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّآ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا
الـرسـم الإمـلائـيوَمَا مَنَعَ النَّاسَ اَنۡ يُّؤۡمِنُوۡۤا اِذۡ جَآءَهُمُ الۡهُدٰى وَيَسۡتَغۡفِرُوۡا رَبَّهُمۡ اِلَّاۤ اَنۡ تَاۡتِيَهُمۡ سُنَّةُ الۡاَوَّلِيۡنَ اَوۡ يَاۡتِيَهُمُ الۡعَذَابُ قُبُلًا
تفسير ميسر:
وما منع الناس من الإيمان -حين جاءهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومعه القرآن-، واستغفار ربهم طالبين عفوه عنهم، إلا تحدِّيهم للرسول، وطلبهم أن تصيبهم سنة الله في إهلاك السابقين عليهم، أو يصيبهم عذاب الله عِيانًا.
يخبر تعالى عن تمرد الكفرة في قديم الزمان وحديثه وتكذيبهم بالحق البين الظاهر مع ما يشاهدون من الآيات والدلالات الواضحات وأنه ما منعهم من اتباع ذلك إلا طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عيانًا كما قال أولئك لنبيهم " فأسقط علينا كسفًا من السماء إن كنت من الصادقين " وآخرون قالوا " ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين " وقالت قريش " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " وقالوا " يا أيها الذي نزل عليك الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين " إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك ثم قال " إلا أن تأتيهم سنة الأولين " من غشيانهم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم " أويأتيهم العذاب قبلا " أي يرونه عيانًا مواجهة ومقابلة.
قوله تعالى ; وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى أي القرآن والإسلام ومحمد - عليه الصلاة والسلام -ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أي سنتنا في إهلاكهم أي ما منعهم عن الإيمان إلا حكمي عليهم بذلك ; ولو حكمت عليهم بالإيمان آمنوا . وسنة [ ص; 382 ] الأولين عادة الأولين في عذاب الاستئصال . وقيل ; المعنى وما منع الناس أن يؤمنوا إلا طلب أن تأتيهم سنة الأولين فحذف . وسنة الأولين معاينة العذاب ، فطلب المشركون ذلك ، وقالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية .أو يأتيهم العذاب قبلا نصب على الحال ، ومعناه عيانا قاله ابن عباس . وقال الكلبي ; هو السيف يوم بدر . وقال مقاتل ; فجأة وقرأ أبو جعفر وعاصم والأعمش وحمزة ويحيى والكسائي قبلا بضمتين أرادوا به أصناف العذاب كله ، جمع قبيل نحو سبيل وسبل . النحاس ; ومذهب الفراء أن قبلا جمع قبيل أي متفرقا يتلو بعضه بعضا . ويجوز عنده أن يكون المعنى عيانا . وقال الأعرج ; وكانت قراءته قبلا معناه جميعا وقال أبو عمرو ; وكانت قراءته قبلا ومعناه عيانا .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا (55)يقول عزّ ذكره; وما منع هؤلاء المشركين يا محمد الإيمان بالله إذ جاءهم الهدى بيان الله; وعلموا صحة ما تدعوهم إليه وحقيقته، والاستغفار مما هم عليه مقيمون من شركهم، إلا مجيئهم سنتنا في أمثالهم من الأمم المكذبة رسلها قبلهم، أو إتيانهم العذاب قُبلا.واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم; معناه; أو يأتيهم العذاب فجأة.* ذكر من قال ذلك;حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال; ثنا عيسى ، وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله; ( أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا ) قال فجأة.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.وقال آخرون; معناه; أو يأتيهم العذاب عيانا.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس ، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله ( أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا ) قال; قبلا معاينة ذلك القبل.وقد اختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته جماعة ذات عدد ( أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا ) بضم القاف والباء، بمعنى أنه يأتيهم من العذاب ألوان وضروب، ووجهوا القُبُل إلى جمع قبيل، كما يُجمع القتيل القُتُل، والجديد الجُدُد ، وقرأ جماعة أخرى; " أو يَأتِيَهُمُ العَذَابُ قِبَلا " بكسر القاف وفتع الباء،. بمعنى أو يأتيهم العذاب عيانا من قولهم; كلمته قِبَلا. وقد بيَّنت القول في ذلك في سورة الأنعام بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
أي: ما منع الناس من الإيمان، والحال أن الهدى الذي يحصل به الفرق، بين الهدى والضلال، والحق والباطل، قد وصل إليهم، وقامت عليهم حجة الله، فلم يمنعهم عدم البيان، بل منعهم الظلم والعدوان، عن الإيمان، فلم يبق إلا أن تأتيهم سنة الله، وعادته في الأولين من أنهم إذا لم يؤمنوا، عوجلوا بالعذاب، أو يرون العذاب قد أقبل عليهم، ورأوه مقابلة ومعاينة، أي: فليخافوا من ذلك، وليتوبوا من كفرهم، قبل أن يكون العذاب الذي لا مرد له.
(الواو) استئنافيّة
(ما) نافية
(منع) فعل ماض
(الناس) مفعول به منصوبـ (أن) حرف مصدريّ
(يؤمنوا) مضارع منصوب، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعل.
والمصدر المؤوّلـ (أن يؤمنوا..) في محلّ نصب مفعول به ثان.
(إذ) ظرف للزمن الماضيّ مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ (منع) ،
(جاءهم) فعل ماض.. و (هم) ضمير مفعول به
(الهدى) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف
(الواو) عاطفة
(يستغفروا) مثل يؤمنوا ومعطوف عليه(ربّهم) مفعول به منصوب.. و (هم) ضمير مضاف إليه
(إلّا) أداة حصر
(أن) مثل الأولـ (تأتيهم) مضارع منصوب.. و (هم) ضمير مفعول به
(سنّة) فاعل مرفوع
(الأوّلين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء
(أو) حرف عطف
(يأتيهم العذاب) مثل تأتيهم سنّة ومعطوف عليه
(قبلا) حال منصوبة من العذاب.
والمصدر المؤوّلـ (أن تأتيهم..) في محلّ رفع فاعل منع على حذف مضاف أي إتيانها أو طلب إتيانها.
جملة: «منع ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) وجملة: «جاءهم الهدى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يستغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤمنوا ...وجملة: «تأتيهم سنّة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) الثاني وجملة: «يأتيهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تأتيهم 56-
(الواو) عاطفة
(ما) نافية
(نرسل) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم
(المرسلين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء
(إلّا) أداة حصر
(مبشّرين) حال منصوبة، وعلامة النصب الياء
(منذرين) معطوف على مبشّرين بالواو..
(الواو) استئنافيّة
(يجادل) مضارع مرفوع
(الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعلـ (كفروا) فعل ماض وفاعله
(بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الموصولـ (اللام) للتعليلـ (يدحضوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، وعلامة النصب حذف النون.. و (الواو) فاعلـ (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يدحضوا) ،
(الحقّ) مفعول به منصوب.والمصدر المؤوّلـ (أن يدحضوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (يجادل)
(الواو) حاليّة- أو استئنافيّة-
(اتّخذوا) مثل كفروا
(آياتي) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) ضمير مضاف إليه
(الواو) عاطفة
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على آيات . والعائد محذوف
(أنذروا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ ... و (الواو) نائب الفاعلـ (هزوا) مفعول به ثان عامله اتّخذوا، منصوب.
وجملة: «ما نرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما منع وجملة: «يجادل ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (الذين) وجملة: «يدحضوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر وجملة: «اتّخذوا ... » في محلّ نصب حال بتقدير
(قد) وجملة: «أنذروا ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما)
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٥٥
Al-Kahf18:55