الرسم العثمانيقَالَ لَهُۥ مُوسٰى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلٰىٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ لَهٗ مُوۡسٰى هَلۡ اَتَّبِعُكَ عَلٰٓى اَنۡ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدًا
تفسير ميسر:
فسلَّم عليه موسى، وقال له; أتأذن لي أن أتبعك؛ لتعلمني من العلم الذي علمك الله إياه ما أسترشد به وأنتفع؟
يخبر تعالى عن قيل موسى عليه السلام لذلك الرجل العالم وهو الخضر الذي خصه الله بعلم لم يطلع عليه موسى كما أنه أعطى موسى من العلم ما لم يعطه الخضر " قال له موسى هل أتبعك " سؤال تلطف لا على وجه الإلزام والإجبار وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم وقوله " أتبعك " أي أصحبك وأرافقك " على أن تعلمن مما علمت رشدا " أي مما علمك الله شيئًا أسترشد به في أمري من علم نافع وعمل صالح.
قوله تعالى ; قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا فيه مسألتان ;[ الأولى ] قال له موسى هل أتبعك هذا سؤال الملاطف ، والمخاطب المستنزل المبالغ في حسن الأدب ، المعنى ; هل يتفق لك ويخف عليك ؟ وهذا كما في الحديث ; ( هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ؟ . . . ) وعلى بعض التأويلات يجيء كذلك قوله - تعالى - ; هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء . . . حسب ما تقدم بيانه في " المائدة " .[ الثانية ] في هذه الآية دليل على أن المتعلم تبع للعالم وإن تفاوتت المراتب ، ولا يظن أن في تعلم موسى من الخضر ما يدل على أن الخضر كان أفضل منه ، فقد يشذ عن الفاضل ما [ ص; 392 ] يعلمه المفضول ، والفضل لمن فضله الله ; فالخضر إن كان وليا فموسى أفضل منه ، لأنه نبي والنبي أفضل من الولي ، وإن كان نبيا فموسى فضله بالرسالة . والله أعلم .ورشدا مفعول ثان ب تعلمني .
القول في تأويل قوله تعالى ; قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)يقول تعالى ذكره ; قال موسى للعالم; ( هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي ) من العلم الذي علمك الله ما هو رشاد إلى الحقّ، ودليل على هدى؟
{ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ْ} أي: هل أتبعك على أن تعلمني مما علمك الله، ما به أسترشد وأهتدي، وأعرف به الحق في تلك القضايا؟ وكان الخضر، قد أعطاه الله من الإلهام والكرامة، ما به يحصل له الاطلاع على بواطن كثير من الأشياء التي خفيت، حتى على موسى عليه السلام
(قال.. موسى) مرّ إعرابها ،
(اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (قال) ،
(هل) حرف استفهام
(أتّبعك) مضارع مرفوع، و (الكاف) ضمير مفعول به، والفاعل أنا
(على) حرف جرّ
(أن) حرف مصدريّ
(تعلّمن) مضارع منصوب، و (النون) للوقاية، و (الياء) المحذوفة للتخفيف ضمير مفعول به
(من) حرف جرّ
(ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (تعلّمن) ،
(علّمت) فعل ماض مبنيّ للمجهول..
و (التاء) ضمير نائب الفاعلـ (رشدا) مفعول به ثان منصوب عامله تعلّمن .
والمصدر المؤوّل في(أن تعلّمن) محلّ جرّ متعلّق بحال من الكاف أي مثابرا على تعلّمن جملة: «قال له موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّةوجملة: «هل أتّبعك ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «تعلّمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) وجملة: «علّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما)
- القرآن الكريم - الكهف١٨ :٦٦
Al-Kahf18:66