الرسم العثمانييٰيَحْيٰى خُذِ الْكِتٰبَ بِقُوَّةٍ ۖ وَءَاتَيْنٰهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا
الـرسـم الإمـلائـييٰيَحۡيٰى خُذِ الۡكِتٰبَ بِقُوَّةٍ ؕ وَاٰتَيۡنٰهُ الۡحُكۡمَ صَبِيًّا
تفسير ميسر:
فلما ولد يحيى، وبلغ مبلغًا يفهم فيه الخطاب، أمره اللَّه أن يأخذ التوراة بجدٍّ واجتهاد بقوله; يا يحيى خذ التوراة بجد واجتهاد بحفظ ألفاظها، وفهم معانيها، والعمل بها، وأعطيناه الحكمة وحسن الفهم، وهو صغير السن.
وهذا أيضا تضمن محذوفا تقديره أنه وجد هذا الغلام المبشر به وهو يحيى عليه السلام وأن الله علمه الكتاب وهو التوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار وقد كان سنه إذ ذاك صغيرا فلهذا نوه بذكره وبما أنعم به عليه وعلى والديه فقال "يا يحيى خذ الكتاب بقوة" أي تعلم الكتاب بقوة أي بجد وحرص واجتهاد "وآتيناه الحكم صبيا" أي الفهم والعلم والجد والعزم والإقبال على الخير والإكباب عليه والاجتهاد فيه وهو صغير حدث قال عبدالله بن المبارك قال معمر قال الصبيان ليحيى بن زكريا اذهب بنا نلعب فقال ما للعب خلقنا قال فلهذا أنزل الله "وآتيناه الحكم صبيا".
قوله تعالى ; يا يحيى خذ الكتاب بقوة في الكلام حذف ؛ المعنى فولد له ولد وقال الله تعالى للمولود ; يا يحيى خذ الكتاب بقوة وهذا اختصار يدل الكلام عليه . والكتاب التوراة بلا خلاف . بقوة أي بجد واجتهاد ؛ قاله مجاهد . وقيل ; العلم به ، والحفظ له والعمل به ، وهو الالتزام لأوامره ، والكف عن نواهيه ؛ قاله زيد بن أسلم ؛ وقد تقدم في ( البقرة ) .وآتيناه الحكم صبيا قيل ; الأحكام والمعرفة بها . وروى معمر أن الصبيان قالوا ليحيى ; اذهب بنا نلعب ؛ فقال ; ما للعب خلقت . فأنزل الله تعالى ; وآتيناه الحكم صبيا وقال قتادة ; كان ابن سنتين أو ثلاث سنين . وقال مقاتل ; كان ابن ثلاث سنين . و صبيا نصب على الحال . وقال ابن عباس ; من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيا . وروي في تفسير هذه الآية من طريق عبد الله بن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ; كل بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا . وقال قتادة ; إن يحيى - عليه السلام - لم يعص الله قط بصغيرة ولا كبيرة ولا هم بامرأة . وقال مجاهد ; وكان طعام يحيى - عليه السلام - العشب ، كان للدمع في خديه مجار ثابتة . وقد مضى الكلام في معنى قوله ; وسيدا وحصورا في ( آل عمران ) .
يقول تعالى ذكره; فولد لزكريا يحيى، فلما ولد، قال الله له; يا يحيى، خذ هذا الكتاب بقوة، يعني كتاب الله الذي أنـزله على موسى، وهو التوراة بقوّة، يقول; بجدّ.كما حدثنا الحسن، قال; أخبرنا عبد الرزاق، قال; أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) قال ; بجدّ.حدثني محمد بن عمرو، قال; ثنا أبو عاصم، قال ; ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال; ثنا الحسن، قال; ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) قال; بجدّ.حدثنا القاسم، قال; ثنا الحسين، قال; ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.وقال ابن زيد في ذلك ما حدثني به يونس، قال; أخبرنا ابن وهب، قال; قال ابن زيد، في قوله; (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) قال; القوّة; أن يعمل ما أمره الله به، ويجانب فيه ما نهاه الله عنه .قال أبو جعفر; وقد بيَّنت معنى ذلك بشواهده فيما مضى من كتابنا هذا، في سورة آل عمران، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.وقوله (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) يقول تعالى ذكره; وأعطيناه الفهم لكتاب الله في حال صباه قبل بلوغه أسنان الرجال.وقد حدثنا أحمد بن منيع، قال; ثنا عبد الله بن المبارك، قال; أخبرني معمر، ولم يذكره عن أحد في هذه الآية (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) قال; بلغني أن الصبيان قالوا ليحيى; اذهب بنا نلعب، فقال; ما للعب خُلقتُ، فأنـزل الله (وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).وقوله ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) يقول تعالى ذكره; ورحمة منا ومحبة له آتيناه الحكم صبيا.وقد اختلف أهل التأويل في معنى الحنان، فقال بعضهم; معناه; الرحمة، ووَجهوا الكلام إلى نحو المعنى الذي وجهناه إليه.* ذكر من قال ذلك;حدثنا علي، قال; ثنا عبد الله، قال; ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) يقول; ورحمة من عندنا.حدثنا محمد بن المثنى، قال; ثنا محمد بن جعفر ، قال; ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرمة، في هذه الآية ( وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ) قال; رحمة.
دل الكلام السابق على ولادة يحيى، وشبابه، وتربيته، فلما وصل إلى حالة يفهم فيها الخطاب أمره الله أن يأخذ الكتاب بقوة، أي: بجد واجتهاد، وذلك بالاجتهاد في حفظ ألفاظه، وفهم معانيه، والعمل بأوامره ونواهيه، هذا تمام أخذ الكتاب بقوة، فامتثل أمر ربه، وأقبل على الكتاب، فحفظه وفهمه، وجعل الله فيه من الذكاء والفطنة، ما لا يوجد في غيره ولهذا قال: { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ْ} أي: معرفة أحكام الله والحكم بها، وهو في حال صغره وصباه.
(يحيى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف في محلّ نصبـ (بقوّة) متعلّق بحال من فاعل خذ و (الباء) للملابسة،
(الواو) استئنافيّة
(الحكم) مفعول به ثان منصوبـ (صبيّا) حال منصوبة من ضمير المفعول.
جملة: «النداء: يا يحيى ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال تعالى: يا يحيى..
وجملة: «خذ الكتاب ... » لا محلّ لها جواب النداء.وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
13-
(الواو) عاطفة
(حنانا) معطوف على الحكم منصوبـ (لدن) اسم مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بنعت لـ (حنانا) ،
(الواو) الأخيرة، عاطفة- أو استئنافيّة- وجملة: «كان تقيّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيناه- أو هي مستأنفة.
14-
(الواو) عاطفة
(برّا) معطوف على
(تقيّا) منصوبـ (بوالديه) متعلّق بـ (برّا) ، وعلامة الجرّ الياء
(الواو) عاطفة
(عصيّا) خبر ثان للناقص يكن.
وجملة: «لم يكن جبّارا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان تقيّا.
15-
(الواو) عاطفة
(سلام) مبتدأ مرفوع ،
(عليه) متعلّق بخبر المبتدأ
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر، ونائب الفاعل للفعلين
(ولد، يبعث) والفاعل للفعلـ (يموت) ضمير يعود على يحيى
(حيّا) حال منصوب من نائب الفاعل.
وجملة: «سلام عليه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن جبّارا وجملة: «ولد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يموت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يبعث ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
- القرآن الكريم - مريم١٩ :١٢
Maryam19:12