الرسم العثمانيوَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصٰنِى بِالصَّلٰوةِ وَالزَّكٰوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
الـرسـم الإمـلائـيوَّجَعَلَنِىۡ مُبٰـرَكًا اَيۡنَ مَا كُنۡتُۖ وَاَوۡصٰنِىۡ بِالصَّلٰوةِ وَالزَّكٰوةِ مَا دُمۡتُ حَيًّا
تفسير ميسر:
وجعلني عظيم الخير والنفع حيثما وُجِدْتُ، وأوصاني بالمحافظة على الصلاة وإيتاء الزكاة ما بقيت حيًا.
وقوله "وجعلني مباركا أينما كنت" قال مجاهد وعمرو بن قيس والثوري وجعلني معلما للخير وفي رواية عن مجاهد نفاعا وقال ابن جرير; حدثني سليمان بن عبدالجبار حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي سمعت وهيب بن الورد مولى بني مخزوم قال لقي عالم عالما هو فوقه في العلم فقال له; يرحمك الله ما الذي أعلن من عملي؟ قال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده وقد أجمع الفقهاء على قول الله "وجعلني مباركا أينما كنت" وقيل ما بركته؟ قال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان وقوله "وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا" كقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" وقال عبدالرحمن بن القاسم عن مالك بن أنس في قوله "وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا" قال أخبره بما هو كائن من أمره إلى أن يموت ما اثبتها لأهل القدر.
وجعلني مباركا أي ذا بركات ومنافع في الدين والدعاء إليه ومعلما له . التستري ; وجعلني آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر ، وأرشد الضال ، وأنصر المظلوم ، وأغيث [ ص; 30 ] الملهوف .وأوصاني بالصلاة والزكاة أي لأؤديهما إذا أدركني التكليف ، وأمكنني أداؤهما ، على القولالأخير الصحيح . ما دمت حيا في موضع نصب على الظرف أي دوام حياتي .
وقوله ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا ) اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم; معناه; وجعلني نفاعا.* ذكر من قال ذلك;حدثني سليمان بن عبد الرحمن بن حماد الطلحي، قال; ثنا العلاء، عن عائشة امرأة ليث، عن ليث، عن مجاهد ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا ) قال; نفاعا.وقال آخرون; كانت بركته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.* ذكر من قال ذلك;حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال; ثنا محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي، قال; سمعت وُهَيْب ابن ابن الورد مولى بني مخزوم، قال; لقي عالم عالما لما هو فوقه في العلم، قال له; يرحمك الله، ما الذي أعلن من علمي، قال; الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده، وقد اجتمع الفقهاء على قول الله; ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ) وقيل; ما بركته؟ قال; الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أينما كان.وقال آخرون معنى ذلك; جعلني معلم الخير.* ذكر من قال ذلك;حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال; ثنا سفيان في قوله ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ) قال; معلما للخير.حدثنا ابن حميد، قال; ثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد ، قوله ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ) قال; معلمًا للخير حيثما كنت.وقوله ( وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ ) يقول; وقضى أن يوصيني بالصلاة والزكاة، يعنى المحافظة على حدود الصلاة وإقامتها على ما فرضها عليّ. وفي الزكاة معنيان; أحدهما; زكاة الأموال أن يؤدّيها. والآخر; تطهير الجسد من دنس الذنوب; فيكون معناه; وأوصاني بترك الذنوب واجتناب المعاصي.وقوله ( مَا دُمْتُ حَيًّا ) يقول; ما كنت حيا في الدنيا موجودا، وهذا يبين عن أن معنى الزكاة في هذا الموضع; تطهير البدن من الذنوب، لأن الذي يوصف به عيسى صلوات الله وسلامه عليه أنه كان لا يدّخر شيئا لغد، فتجب عليه زكاة المال ، إلا أن تكون الزكاة التي كانت فرضت عليه الصدقة بكلّ ما فضل عن قوته، فيكون ذلك وجهًا صحيحًا.
{ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ْ} أي: في أي: مكان، وأي: زمان، فالبركة جعلها الله فيَّ من تعليم الخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله، فكل من جالسه، أو اجتمع به، نالته بركته، وسعد به مصاحبه.{ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ْ} أي: أوصاني بالقيام بحقوقه، التي من أعظمها الصلاة، وحقوق عباده، التي أجلها الزكاة، مدة حياتي، أي: فأنا ممتثل لوصية ربي، عامل عليها، منفذ لها
ورد إعراب هذه الآية في آية سابقة
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٣١
Maryam19:31