الرسم العثمانيمَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحٰنَهُۥٓ ۚ إِذَا قَضٰىٓ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ
الـرسـم الإمـلائـيمَا كَانَ لِلّٰهِ اَنۡ يَّتَّخِذَ مِنۡ وَّلَدٍۙ سُبۡحٰنَهٗؕ اِذَا قَضٰٓى اَمۡرًا فَاِنَّمَا يَقُوۡلُ لَهٗ كُنۡ فَيَكُوۡنُؕ
تفسير ميسر:
ما كان لله تعالى ولا يليق به أن يتخذ مِن عباده وخَلْقه ولدًا، تنزَّه وتقدَّس عن ذلك، إذا قضى أمرًا من الأمور وأراده، صغيرًا أو كبيرًا، لم يمتنع عليه، وإنما يقول له; "كن"، فيكون كما شاءه وأراده.
"ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه" أي عما يقول هؤلاء الجاهلون الظالمون المعتدون علوا كبيرا "إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون" أي إذا أراد شيئا فإنما يأمر به فيصير كما يشاء كما قال إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين".
قوله تعالى ; ما كان لله أي ما ينبغي له ولا يجوز أن يتخذ من ولد ( من ) صلة للكلام ؛ أي أن يتخذ ولدا . و ( أن ) في موضع رفع اسم كان أي ما كان لله أن يتخذ ولدا ؛ أي ما كان من صفته اتخاذ الولد ، ثم نزه نفسه تعالى عن مقالتهم فقال ; سبحانه أن يكون له ولد . إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون تقدم في سورة ( البقرة ) مستوفى .
يقول تعالى ذكره; لقد كفرت الذين قالوا; إن عيسى ابن الله، وأعظموا الفِرية عليه، فما ينبغي لله أن يتخذ ولدا ، ولا يصلح ذلك له ولا يكون، بل كل شيء دونه فخلقه، وذلك نظير قول عمرو بن أحمر;فِـي رأسِ خَلْقَـاءَ مِـنْ عَنقاءَ مُشْرِفَةٍلا يُبْتَغَــى دُونهـا سَـهْلٌ وَلا جَـبَلُ (3)وأن من قوله ( أَنْ يَتَّخِذَ ) في موضع رفع بكان. وقوله; (سُبْحَانَهُ) يقول; تنـزيهًا لله وتبرئة له أن يكون له ما أضاف إليه الكافرون القائلون; عيسى ابن الله. وقوله إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يقول جل ثناؤه; إنما ابتدأ الله خلق عيسى ابتداء، وأنشأه إنشاء من غير فحل افتحل أمه، ولكنه قال له ( كُنْ فَيَكُونُ ) لأنه كذلك يبتدع الأشياء ويخترعها، إنما يقول، إذا قضى خلق شيء أو إنشاءه; كن فيكون موجودا حادثا، لا يعظم عليه خلقه، لأنه لا يخلقه بمعاناة وكلفة، ولا ينشئه بمعالجة وشدّة.------------------------الهوامش;(3) البيت لعمر بن أحمر . ( اللسان ; عنق ) قال ; وأما قول ابن أحمر ;فِـي رأْسِ خَلْقـاءَ مِـنْ عَنْقَاءَ مُشْرِفَةٍلا يُبْتَغَــى دُونَهـا سَـهْلٌ وَلا جَـبَلُفإنه يصف جبلا ، يقول ; لا ينبغي أن يكون فوقها سهل ولا جبل أحصن منها . أه . قلت ; والخلقاء ; الصخرة الملساء . العنقاء ; البعيدة في السماء . والمشرفة ; العالية . ورواية الشطر الثاني في الأصل * مـا ينبغـي دونها سهل ولا جبل *
فــ { مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ ْ} أي: ما ينبغي ولا يليق، لأن ذلك من الأمور المستحيلة، لأنه الغني الحميد، المالك لجميع الممالك، فكيف يتخذ من عباده ومماليكه، ولدا؟! { سُبْحَانَهُ ْ} أي: تنزه وتقدس عن الولد والنقص، { إِذَا قَضَى أَمْرًا ْ} أي: من الأمور الصغار والكبار، لم يمتنع، عليه ولم يستصعب { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ْ} فإذا كان قدره ومشيئته نافذا في العالم العلوي والسفلي، فكيف يكون له ولد؟\".وإذا كان إذا أراد شيئا قال له: { كُن فَيَكُونُ ْ} فكيف يستبعد إيجاده عيسى من غير أب؟!.
(لله) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لـ (كان) ،
(ولد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان عامله يتّخذ والمفعول الأول محذوف أي: أن يتّخذ أحدا ولدا.
والمصدر المؤوّلـ (أن يتّخذ ... ) في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
(سبحانه) مفعول مطلق لفعل محذوف.. و (الهاء) مضاف إليه
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
(إنّما) كافّة مكفوفة
(كن) فعل أمر تامّ، والفاعل أنت(الفاء) عاطفة- أو استئنافيّة-
(يكون) مضارع تامّ مرفوع، والفاعل هو.
جملة: «ما كان لله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) .
وجملة: «
(أسبّح) سبحانه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «قضى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «كن ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقول.. أو استئنافيّة.
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٣٥
Maryam19:35