الرسم العثمانيفَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُۥٓ إِسْحٰقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا
الـرسـم الإمـلائـيفَلَمَّا اعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُوۡنَ مِنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ ۙ وَهَبۡنَا لَهٗۤ اِسۡحٰقَ وَيَعۡقُوۡبَ ؕ وَكُلًّا جَعَلۡنَا نَبِيًّا
تفسير ميسر:
فلما فارقهم وآلهتهم التي يعبدونها من دون الله رزقناه من الولد; إسحاق، ويعقوب بن إسحاق، وجعلناهما نبيَّين.
يقول تعالى فلما اعتزل الخليل أباه وقومه في الله أبدله الله من هو خير منهم ووهب له إسحاق ويعقوب يعني ابنه وابن إسحاق كما قال في الآية الأخرى "ويعقوب نافلة" وقال "ومن وراء إسحاق يعقوب" ولا خلاف أن إسحاق والد يعقوب وهو نص القرآن في سورة البقرة "أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبدإلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق" ولهذا إنما ذكر ههنا إسحاق ويعقوب أي جعلنا له نسلا وعقبا أنبياء أقر الله بهم عينه في حياته ولهذا قال "وكلا جعلنا نبيا" فلو لم يكن يعقوب عليه السلام قد نبئ في حياة إبراهيم لما اقتصر عليه ولذكر ولده يوسف فإنه نبي أيضا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته حين سئل عن خير الناس فقال "يوسف نبي الله ابن يعقوب نبي الله ابن إسحاق نبي الله ابن إبراهيم خليل الله " وفي اللفظ الآخر " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ".
فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب أي آنسنا وحشته بولد ؛ عن ابن عباس وغيره . وقيل ; عسى يدل على أن العبد لا يقطع بأنه يبقى على المعرفة أم لا في المستقبل . وقيل ; دعا لأبيه بالهداية . ف " عسى " شك لأنه كان لا يدري هل يستجاب له فيه أم لا ؟ والأول أظهر .
يقول تعالى ذكره; فلما اعتزل إبراهيم قومه وعبادة ما كانوا يعبدون من دون الله من الأوثان آنسنا وحشته من فراقهم، وأبدلناه منهم بمن هو خير منهم وأكرم على الله منهم، فوهبنا له ابنه إسحاق، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق ( وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا ) فوحد، ولم يقل أنبياء، لتوحيد لفظ كلّ.
ولما كان مفارقة الإنسان لوطنه ومألفه وأهله وقومه، من أشق شيء على النفس، لأمور كثيرة معروفة، ومنها انفراده عمن يتعزز بهم ويتكثر، وكان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، واعتزل إبراهيم قومه، قال الله في حقه: { فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا ْ} من إسحاق ويعقوب { جَعَلْنَا نَبِيًّا ْ} فحصل له هبة هؤلاء الصالحين المرسلين إلى الناس، الذين خصهم الله بوحيه، واختارهم لرسالته، واصطفاهم من العالمين.
(الفاء) استئنافيّة
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب وهبنا
(ما يعبدون من دون الله) مرّ إعراب نظيرها ،
(له) متعلّق بـ (وهبنا) ،
(الواو) حاليّة
(كلّا) مفعول به مقدّم
(نبيّا) مفعول به ثان منصوب عامله جعلنا.
جملة: «اعتزلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (ما) .وجملة: «وهبنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «جعلنا ... » في محلّ نصب حال بتقدير قد .
50-
(الواو) عاطفة
(لهم) متعلّق بـ (وهبنا) ،
(من رحمتنا) متعلّق بـ (وهبنا) ،
(لهم) الثاني متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلنا
(لسان) مفعول به منصوبـ (عليّا) نعت للسان منصوب.
وجملة: «وهبنا لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا له.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وهبنا لهم.
- القرآن الكريم - مريم١٩ :٤٩
Maryam19:49