الرسم العثمانينَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا
الـرسـم الإمـلائـينَحۡنُ اَعۡلَمُ بِمَا يَقُوۡلُوۡنَ اِذۡ يَقُوۡلُ اَمۡثَلُهُمۡ طَرِيۡقَةً اِنۡ لَّبِثۡتُمۡ اِلَّا يَوۡمًا
تفسير ميسر:
نحن أعلم بما يقولون ويُسِرُّون حين يقول أعلمهم وأوفاهم عقلا ما لبثتم إلا يومًا واحدًا؛ لقِصَر مدة الدنيا في أنفسهم يوم القيامة.
قال الله تعالى "نحن أعلم بما يقولون" أي في حال تناجيهم بينهم "إذ يقول أمثلهم طريقة" أي العاقل الكامل فيهم إن لبثتم إلا يوما أي لقصر مدة الدنيا في أنفسهم يوم المعاد لأن الدنيا كلها وإن تكررت أوقاتها وتعاقبت لياليها وأيامها وساعاتها كأنها يوم واحد ولهذا يستقصر الكافرون مدة الحياة الدنيا يوم القيامة وكان غرضهم في ذلك درء قيام الحجة عليهم لقصر المدة ولهذا قال تعالى" يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة" - إلى قوله - ولكنكم كنتم لا تعلمون" وقال تعالى أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير" الآية وقال تعالى" كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوم أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون " أي إنما كان لبثكم فيها قليلا لو كنتم تعلمون لآثرتم الباقي على الفاني ولكن تصرفتم فأسأتم التصرف قدمتم الحاضر الفاني على الدائم الباقي.
في قول ابن عباس - فيستقصرون تلك المدة .أو مدة مقامهم في الدنيا لشدة ما يرون من أهوال يوم القيامة ؛ ويخيل إلى أمثلهم أي أعدلهم قولا وأعقلهم وأعلمهم عند نفسه أنهم ما لبثوا إلا يوما واحدا يعني لبثهم في الدنيا ؛ عن [ ص; 158 ] قتادة ؛ فالتقدير ; إلا مثل يوم . وقيل ; إنهم من شدة هول المطلع نسوا ما كانوا فيه من نعيم الدنيا رأوه كيوم . وقيل ; أراد بيوم لبثهم ما بين النفختين ، أو لبثهم في القبور على ما تقدم . وعشرا ويوما منصوبان ب ( لبثتم ) .
القول في تأويل قوله تعالى ; نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا يَوْمًا (104)يقول تعالى ذكره; نحن أعلم منهم عند إسرارهم وتخافتهم بينهم بقيلهم إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا عَشْرًا بما يقولون لا يخفى علينا مما يتساررونه بينهم شيء ( إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا يَوْمًا ) يقول تعالى ذكره حين يقول أوفاهم عقلا وأعلمهم فيهم; إن لبثتم في الدنيا إلا يوما.وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.* ذكر من قال ذلك;حدثنا ابن حميد، قال; ثنا يعقوب، عن جعفر، عن شعبة، في قوله; ( إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً ) أوفاهم عقلاوإنما عنى جلّ ثناؤه بالخبر عن قيلهم هذا القول يومئذ، إعلام عباده أن أهل الكفر به ينسون من عظيم ما يعاينون من هول يوم القيامة، وشدّة جزعهم من عظيم ما يردون عليه ما كانوا فيه في الدنيا من النعيم واللذّات، ومبلغ ما عاشوا فيها من الأزمان، حتى يخيل إلى أعقلهم فيهم، وأذكرهم وأفهمهم أنهم لم يعيشوا فيها إلا يوما.
تفسير الايتين 103 و 104 :ـيتناجون بينهم، ويتخافتون في قصر مدة الدنيا، وسرعة الآخرة، فيقول بعضهم: ما لبثتم إلا عشرة أيام، ويقول بعضهم غير ذلك، والله يعلم تخافتهم، ويسمع ما يقولون { إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } أي: أعدلهم وأقربهم إلى التقدير { إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا } والمقصود من هذا، الندم العظيم، كيف ضيعوا الأوقات القصيرة، وقطعوها ساهين لاهين، معرضين عما ينفعهم، مقبلين على ما يضرهم، فها قد حضر الجزاء، وحق الوعيد، فلم يبق إلا الندم، والدعاء بالويل والثبور. كما قال تعالى: { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ* قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ* قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
(بما) متعلّق بـ (أعلم) ، وما حرف مصدريّ ،
(إذ) ظرف متعلّق بـ (أعلم) ،
(طريقة) تمييز منصوبـ (إن لبثتم إلا يوما) مثل إن لبثتم إلّا عشرا .
جملة: «نحن أعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(ما) .
والمصدر المؤوّلـ (ما يقولون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بـ (أعلم) .
وجملة: «يقول أمثلهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إن لبثتم إلّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
- القرآن الكريم - طه٢٠ :١٠٤
Taha20:104