الرسم العثمانيقَالَ لَهُم مُّوسٰى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرٰى
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ لَهُمۡ مُّوۡسٰى وَيۡلَكُمۡ لَا تَفۡتَرُوۡا عَلَى اللّٰهِ كَذِبًا فَيُسۡحِتَكُمۡ بِعَذَابٍۚ وَقَدۡ خَابَ مَنِ افۡتَرٰى
تفسير ميسر:
قال موسى لسحرة فرعون يعظهم; احذروا، لا تختلقوا على الله الكذب، فيستأصلكم بعذاب مِن عنده ويُبيدكم، وقد خسر من اختلق على الله كذبًا.
"قال موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا" أي لا تخيلوا للناس بأعمالكم إيجاد أشياء لا حقائق لها وإنها مخلوقة وليست مخلوقة فتكونون قد كذبتم على الله فيسحتكم بعذاب أي يهلككم بعقوبة هلاكا لا بقية له "فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى"أي يهلككم بعقوبة هلاكا لا بقية له.
قال لهم موسى أي قال لفرعون والسحرة ويلكم دعاء عليهم بالويل . وهو بمعنى المصدر . وقال أبو إسحاق الزجاج ; هو منصوب بمعنى ألزمهم الله ويلا . قال ; ويجوز أن يكون نداء كقوله تعالى ; يا ويلنا من بعثنا لا تفتروا على الله كذبا أي لا تختلقوا عليه الكذب ، ولا تشركوا به ، ولا تقولوا للمعجزات إنها سحر . فيسحتكم بعذاب من عنده أي يستأصلكم بالإهلاك يقال فيه ; سحت وأسحت بمعنى . وأصله من استقصاء الشعر . وقرأ الكوفيون ( فيسحتكم ) من أسحت ، الباقون ( فيسحتكم ) من سحت وهذه لغة أهل الحجاز و بني تميم . وانتصب على جواب النهي . وقال الفرزدق ;وعض زمان يا ابن مروان لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلفاالزمخشري ; وهذا بيت لا تزال الركب تصطك في تسوية إعرابه . وقد خاب من افترى أي خسر وهلك ، وخاب من الرحمة والثواب من ادعى على الله ما لم يأذن به .
وقوله ( فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ ) يقول تعالى ذكره; فأدبر فرعون معرضا عما أتاه به من الحقّ( فَجَمَعَ كَيْدَهُ ) يقول; فجمع مكره، وذلك جمعه سحرته بعد أخذه إياهم بتعلمه ( ثُمَّ أَتَى ) يقول; ثم جاء للموعد الذي وعده موسى، وجاء بسحرته.
فحين اجتمعوا من جميع البلدان، وعظهم موسى عليه السلام، وأقام عليهم الحجة، وقال لهم: { وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ } أي: لا تنصروا ما أنتم عليه من الباطل بسحركم وتغالبون الحق، وتفترون على الله الكذب، فيستأصلكم بعذاب من عنده، ويخيب سعيكم وافتراؤكم، فلا تدركون ما تطلبون من النصر والجاه عند فرعون وملائه، ولا تسلمون من عذاب الله، وكلام الحق لا بد أن يؤثر في القلوب.
(لهم) متعلّق بـ (قال) ،
(ويلكم) مفعول مطلق لفعل محذوف غير موجود منصوب ،
(لا) ناهية جازمة
(على الله) متعلّق بـ (تفتروا) ،
(كذبا) مفعول به منصوب ،
(الفاء) فاء السببيّة
(يسحتكم) ،
(الواو) استئنافيّة
(قد) حرف تحقيق..
والمصدر المؤوّلـ (أن يسحتكم..) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام المتقدّم أي: لا يكن منكم افتراء فسحت من الله بعذاب..
جملة: «قال موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ويلكم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «لا تفتروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يسحتكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
وجملة: «خاب من ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «افترى ... » لا محلّ لها صلة الموصولـ (من) .
- القرآن الكريم - طه٢٠ :٦١
Taha20:61