الرسم العثمانيقَالَ هُمْ أُولَآءِ عَلٰىٓ أَثَرِى وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضٰى
الـرسـم الإمـلائـيقَالَ هُمۡ اُولَاۤءِ عَلٰٓى اَثَرِىۡ وَ عَجِلۡتُ اِلَيۡكَ رَبِّ لِتَرۡضٰى
تفسير ميسر:
قال; إنهم خلفي سوف يلحقون بي، وسبقتُهم إليك - يا ربي - لتزداد عني رضا.
لما سار موسى ببني إسرائيل بعد هلاك فرعون وأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم فقالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون وواعده ربه ثلاثين ليلة ثم أتبعها عشرا فتمت أربعين ليلة أي يصومها ليلا ونهارا وقد تقدم في حديث الفتون بيان ذلك فسارع موسى عليه السلام مبادرا إلى الطور واستخلف على بني إسرائيل أخاه هارون ولهذا قال تعالى وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري" أي قادمون ينزلون قريبا من الطور.
فقوله ; هم أولاء على أثري ليس يريد أنهم يسيرون خلفه متوجهين إليه ، بل أراد أنهم بالقرب مني ينتظرون عودي إليهم . وقيل ; لا بل كان أمر هارون بأن يتبع في بني إسرائيل أثره ويلتحقوا به . وقال قوم ; أراد بالقوم السبعين الذين اختارهم ، وكان موسى لما قرب من الطور سبقهم شوقا إلى سماع كلام الله . وقيل ; لما وفد إلى طور سيناء بالوعد اشتاق إلى ربه وطالت عليه المسافة من شدة الشوق إلى الله تعالى ، فضاق به الأمر شق قميصه ، ثم لم يصبر حتى خلفهم ومضى وحده ؛ فلما وقف في مقامه قال الله تبارك وتعالى ; وما أعجلك عن قومك يا موسى فبقي - صلى الله عليه وسلم - متحيرا عن الجواب وكنى عنه بقوله ; هم أولاء على أثري وإنما سأله السبب الذي أعجله بقوله ; ما فأخبر عن مجيئهم بالأثر . ثم قال ; وعجلت إليك رب لترضى فكنى عن ذكر الشوق وصدقه إلى ابتغاء الرضا . ذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ; وعجلت إليك رب لترضى قال ; شوقا . وكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا آوت إلى فراشها تقول ; هاتوا المجيد . فتؤتى بالمصحف فتأخذه في صدرها وتنام معه تتسلى بذلك ؛ رواه سفيان عن مسعر عن عائشة - رضي الله عنها - . وكان - عليه الصلاة والسلام - إذا أمطرت السماء خلع ثيابه وتجرد حتى يصيبه المطر ويقول ; إنه حديث عهد بربي فهذا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وممن بعده من قبيل الشوق ؛ ولذلك قال الله تبارك اسمه فيما يروى عنه ; طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم [ ص; 148 ] أشوق . قال ابن عباس ; كان الله عالما ولكن قال وما أعجلك عن قومك رحمة لموسى ، وإكراما له بهذا القول ، وتسكينا لقلبه ، ورقة عليه ؛ فقال مجيبا لربه ; هم أولاء على أثري . قال أبو حاتم قال عيسى ; بنو تميم يقولون ; هم أولى مقصورة مرسلة ، وأهل الحجاز يقولون أولاء ممدودة . وحكى الفراء ( هم أولاي على أثري ) وزعم أبو إسحاق الزجاج ; أن هذا لا وجه له . قال النحاس وهو كما قال ; لأن هذا ليس مما يضاف فيكون مثل هداي . ولا يخلو من إحدى جهتين ; إما أن يكون اسما مبهما فإضافته محال ؛ وإما أن يكون بمعنى الذين فلا يضاف أيضا ؛ لأن ما بعده من تمامه وهو معرفة . وقرأ ابن أبي إسحاق ونصر ورويس عن يعقوب ( على إثري ) بكسر الهمزة وإسكان الثاء وهو بمعنى أثر ، لغتان . وعجلت إليك رب لترضى عجلت إلى الموضع الذي أمرتني بالمصير إليه لترضى عني . يقال ; رجل عجل وعجل وعجول وعجلان بين العجلة ؛ والعجلة خلاف البطء .
القول في تأويل قوله تعالى ; وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83)&; 18-349 &;يقول تعالى ذكره; ( وَمَا أَعْجَلَكَ ) وأي شيء أعجلك ( عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى ) فتقدمتهم وخلفتهم وراءك، ولم تكن معهم
قال: { هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي } أي: قريبا مني، وسيصلون في أثري والذي عجلني إليك يا رب طلبا لقربك ومسارعة في رضاك، وشوقا إليك
(هم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ
(أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع خبر ،
(على أثري) متعلّق بمحذوف خبر ثان أي آتون ،
(إليك) متعلّق بـ (عجلت) ،
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف و (الياء) المحذوفة للتخفيف في محلّ جرّ بالإضافة
(اللام) للتعليلـ (ترضى) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة النصب الفتحة المقدّرة، والفاعل أنت.والمصدر المؤوّلـ (أن ترضى) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (عجلت) .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم أولاء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «عجلت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «ترضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ
(أن) المضمر.
- القرآن الكريم - طه٢٠ :٨٤
Taha20:84